أميرة فاروق تكتب: هل أتاك حديث رفض الأهالي دفن طبيبة شبرا البهو المتوفية نتيجة كورونا؟

– خافوا من دفن جثة طبيبة ضحت بحياتها ولم تنسحب.. كانت تستطيع أن تضحي بوظيفتها و تلزم بيتها مثل معظم النساء لكنها اختارت إكمال دورها تحت خط الموت.

-الأسئلة التي تتبادر للأذهان الآن هل هذا جزاؤها بألا يُكرم جسدها بدفنه؟ بدلاً من أن يقام لها نصب تذكاري نظير عدم إنسحابها و تضحيتها بحياتها؟

– تجمهر أهالي قريتها لمنع دفنها وكأنهم لا يعلمون أن التجمهر هو ما ينقل المرض وليس دفن مصاب بالمرض.. يتجمهرون ضد أبسط حقوق الإنسانية وكأن هذه الطبيبة لا تستحق أن تُدفن في سلام.

نشرت الصحف والمواقع خبراً عن واقعة رفض الأهالي دفن تلك الطبيبة متجاهلين أسمها فألا تستحق أن يُعرف أسمها علي الأقل بدلاً من استبداله بكلمة طبيبة مجرد طبيبة ألا تستحق الإجلال و العرفان رغم أن الأطباء هم الأكثر عُرضه للعدوي المميته.

فعل أهالي القرية فعلتهم الشنعاء وكأنهم لا يعلمون عن جهل أو قصد أن المرض لا ينتقل من الأموات.

إن ما حدث صباح اليوم يشير بأصابع الأتهام إلى الإعلام وعن دوره المتخاذل في توعية هذه المجتمعات البائسة المتناقضة المريضة لقد وصلنا إلى الفقر المهني وتدني مستويات الأداء في الإعلام التلفازي وقنواته الوطنية والفضائية والخاصة

– إلي متي سيستمر الإعلان في تمجيد مفتقري المواهب وتهميش الأبطال الحقيقيين ؟

-تجمهر الأهالي رافضين دفن جثة الطبيبة رغم أنهم غير قادرين على التجمهر لطلب أبسط حقوقهم خوفاً من التنكيل بهم و بعائلاتهم ومع ذلك لم يجدوا أي حرج في التجمهر لمنع دفن جثة طبيبة تتشرف قريتهم بدفنها فيها.. والمفارقة التي ستقف أمامها الانسانية أن الطبيبة المتوفاة والدة لطبيبة وزوجها أيضا طبيب وكانوا قد افتتحوا مركزا طبيا ليعالجوا فيه أهل القرية مجانا ليقابل أهل القرية إحسانهم بالشر الذي سوف يستعيذ منه أبليس نفسه بعدما فعلوا فعلتهم.

– ولاقناع الأهالي بدفن الضحية استخدمت الشرطة في البداية المحاولات السلمية لإقناعهم بالعدول عن رأيهم والسماح لهم بدفن الطبية وبعدها ألقت الشرطة القنابل المسلية للدموع لتفريق المتجمهرين وألقت القبض على ٢٢ شخصا من أهالي القرية الرافضين دفن جثة الطبيبة المتوفاه.

والعجب كل العجب في هذه الواقعة أن أهالي القرية تمسكوا بطلبهم  بدفن الجثة في مسقط رأسها ونسوا أو تناسوا  أن الأرض لله جميعا

ولم يفكر من فعلوا ذلك في وقع مافعلوه علي أسرة الطبيبة !

– هل تضحيتها و إصابتها بالڤيروس أصبحت تهمة تُلقي بها كل قرية علي الأخري !

-فيرفضها أهالي قريتين رغم علمهم أن إكرام الميت دفنه فيتركوا جثمانها في عربة الإسعاف تجول بها علي القرى بحثاً عن الرحمة في قلوب بشر بات من العدل أن تلفظهم البشرية كلها للأبد و يكون نبذهم من المجتمع كافة أبسط عقاب حتي يتطهروا من آثام الخطيئة التي ارتكبوهها عامدين غير عابئين بالآلام الناجمة عن فعلتهم الشنعاء.

–  إن دلالات المشهد الراهن تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن مصر مصابة بالعطب التثقيفي الصحي و أن الحياة توقفت في ماكينة عقول الناس بعد جائحة كورونا والمطلوب هو إعادة خلق إعلام تثقيفي يعمل على محو الجهل من عقول الناس بدلا من ترسيخه في أرض نفوسهم البور المجرفة من كل معاني الإنسانية

– ماتت الطبيبة البطلة اليوم مرتين مرة بالمرض اللعين و مرة بأمراض المجتمع المتأصلة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *