جريمة قتل لـ3 أكراد في باريس: الفاعل “عنصري” استهدف الأجانب.. واشتباكات بين الشرطة الفرنسية ومحتجين في منطقة الحادث

وكالات

ذكرت النيابة العامة باريس، اليوم الجمعة 23 ديسمبر 2022، أن ثلاثة أشخاص قتلوا، فيما أصيب آخرون إثر إطلاق مسلح النار داخل مركز ثقافي كردي في الدائرة العاشرة بالعاصمة الفرنسية، في الوقت الذي وقعت اشتباكات بين عناصر الشرطة الفرنسية ومحتجين في محيط الحادث.

وقالت النيابة العامة إنه تم فتح تحقيق في جرائم اغتيال والقتل العمد والعنف المشدد، وأوكلت التحقيقات في الوقت الحالي إلى الدائرة الثانية للشرطة القضائية، مضيفة أنه تم القبض على المشتبه به الذي يبلغ من العمر بين 69 عاما.

ووفق المدعية العامة لور بيتشو فإن مطلق النار متهم بطعن مهاجرين اثنين على الأقل بسكين في مخيم بالعاصمة الفرنسية في هجوم وقع في 8 ديسمبر 2021.

وبحسب مصدر في الشرطة فإن مطلق النار هو فرنسي متقاعد كان يعمل سائق قطار وذو سوابق. وأضاف أن المشتبه به لا يظهر في ملفات الاستخبارات الإقليمية والمديرية العامة للأمن الداخلي.

بدورها، أشارت رئيسة بلدية الدائرة العاشرة ألكسندرا كوردبارد للصحافة أثناء تفقدها موقع الهجوم، إلى أن “القاتل نفسه في حالة حرجة نسبيا، وقد نقل إلى المستشفى”.

من جهته، قال وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان للصحافيين إن الحكومة طلبت من الشرطة تعزيز حماية مواقع الجالية الكردية في البلاد في أعقاب هجوم على مقهى كردي أودى بحياة ثلاثة أشخاص.

وأضاف الوزير أن دوافع المهاجم الفرنسي البالغ من العمر 69 عاما ما زالت مجهولة. وقال إنه تصرف بمفرده “على ما يبدو”، موضحا أن الفاعل معروف لدى الاستخبارات الفرنسية، وأنه استهدف الأجانب.

وطالبت الشرطة السكان بالابتعاد عن المنطقة، وقالت شبكة التلفزيون إن الشرطة ألقت القبض على المسلح المشتبه به، وذكر شاهد لوكالة الأنباء الفرنسية أن سبع أو ثماني طلقات نارية أطلقت محدثة حالة من الفوضى في الشارع.

وأشار مراسل لوكالة الأنباء الفرنسية إلى أنه عند تقاطع شارعي إنجيان وأوتوفيل أحضرت نقالات إلى المكان حيث فرضت الشرطة طوقا أمنيا.

وقالت الصحافية والناشطة الكردية سلمى أكايا التي كانت حاضرة أثناء وقوع الهجوم، إن “هناك ستة أشخاص مصابين” من بينهم “مغن كردي معروف”. وأشارت إلى أن الجاني أطلق النار “باتجاه صالون لتصفيف الشعر”.

وقالت صاحبة متجر في مبنى مجاور رافضة الكشف عن هويتها إنها سمعت دوي “سبع إلى ثماني طلقات في الشارع، إنه الذعر التام، بقينا محبوسين في الداخل”. وأضافت “رأينا رجلا مسنا أبيض البشرة يدخل ويطلق النار في المركز الثقافي الكردي، ثم ذهب بعد ذلك إلى صالون تصفيف الشعر المجاور”.

من جهته، قال نائب مدير مطعم “بوليش باريس” الذي يقع في الشارع ذاته، عبر الهاتف “لجأنا إلى (داخل) المطعم مع الموظفين”.

ويضم شارع أنجيان عددا من المطاعم والبارات والمحلات التجارية وأرصفة المشاة، والتي عادة ما تعج بالمارة.

وبحسب شاهد آخر، وهو أحد سكان الحي وتحدثت إليه وكالة الأنباء الفرنسية أثناء مروره في الشارع، فقد “كان هناك أشخاص في حالة ذعر كانوا يصرخون على الشرطة: إنه هناك، إنه هناك، تقدموا، مشيرين إلى صالون لتصفيف الشعر”.

وأضاف “رأيت الشرطة تدخل الصالون حيث رأيت شخصين على الأرض مصابين في ساقيهما ورأيت دماء”، واصفا “الناس في حالة من الصدمة والذعر”.

ومركز أحمد كايا، الذي سمي بهذا الاسم تكريما للمغني الشهير، هو جمعية بموجب قانون 1901 هدفها “تعزيز الاندماج التدريجي” للسكان الأكراد الذين يعيشون في إيل دو فرانس.

في سياق متصل، وقعت اشتباكات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهرين من الجالية الكردية في باريس خرجوا في تظاهرة حاشدة، اليوم الجمعة، بعد ساعات قليلة من وقوع الاعتداء.

كما أضرم المحتجون النيران في المنطقة العاشرة وسط باريس، وقطعوا بعض الطرق بحاويات القمامة، وبدورها، أطلقت الشرطة الفرنسية غازاً مسيلاً للدموع على التظاهرة التي خرجت في المنطقة.

وأرسلت تعزيزات إلى منطقة ستراسبورج سانت دوني التي تتميز بمطاعم ومتاجر تملكها الجالية الكردية في باريس، كما أرسلت الشرطة الفرنسية، قوة مكافحة الشغب إلى وسط العاصمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *