أذكروهم وقت منع الزيارة.. هشام فؤاد.. حكاية صحفي من الصف الأمامي دفاعا عن الصحفيين والعمال للحبس بتهمة «الأمل» (بروفايل)
كتب- حسين حسنين
معتقلون في الحبس انقطعت أخبارهم منذ قرار تعليق الزيارات لمواجهة فيروس كورونا المستجد ومحاولة منع تفشيه في أماكن الاحتجاز.
لهذا كان قرارنا أن نكتب عن المعتقلين والمحرومين من الحرية، نتحدث عنهم وعن رسائل عائلاتهم إليهم، ونطالب الحرية لهم حفاظا على حياتهم وحبا في أسرهم التي حرمت منهم لشهور طويلة.
لدينا هنا صحفي اشتراكي دائما في الصفوف الأمامية، هشام فؤاد، المحبوس منذ 10 أشهر احتياطيا، لا لشيء سوى شعوره الدائم بالأمل والرغبة في تحقيق العدالة والإفراج عن السجناء والانتصار لحرية الصحافة والتعبير عن الرأي.
وبعد أسبوعين من انقطاع التواصل، تقول زوجته الكاتبة الصحفية مديحة حسين: “لما تصحى من النوم على تليفون يطمنك على هشام وإنه الحمد لله بخير بعد مرور أسبوعين مانعرفش فيهم أي حاجة عنه”.
وقدمت مديحة حسين الشكر للدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وصاحب المكالمة، والذي قررت نيابة أمن الدولة العليا منذ أيام إخلاء سبيله بضمان محل الإقامة بعد أشهر من الحبس الاحتياطي.
ففي فجر يوم 25 يونيه 2019، داهمت قوات الأمن منزله واختفى لساعات حتى ظهر بنيابة أمن الدولة واتهمته الداخلية بالتورط في كيان يدعم جماعة إرهابية على ذمة القضية رقم 930 لسنة 2019.
ووفقا لبيان الداخلية فإن الأجهزة الأمنية استهدفت 19 شركة وكيانا اقتصاديا تديره قيادات تابعة لجماعة الإخوان المسلمين بطريقة سرية يدعى بـ”خطة الأمل”، تستهدف هذه الكيانات إسقاط الدولة بالتزامن مع احتفالات “30 يونيو”.
وعقب إلقاء القبض عليه، قالت زوجته: “مش لاقية كلام أوصف اللى حصل ولحظات الرعب اللى مرينا بها من لحظة الهجوم الأمنى على البيت بعد الفجر للقبض على زوجى هشام فؤاد عبد الحليم ولا كأنهم جاين يقبضوا على تاجر مخدرات، أمن وقوات خاصة وقناصة ملوا الشقة للقبض على واحد كل تهمته إنه إنسان عنده مواقف ومبادئ ورأى ودايما واقف مع المظلوم صاحب الحق، وتم تفتيش الشقة وتحريز الكتب والروايات ماهم ملقوش حاجة تانية عشان تتحرز، حتى ملازم وكتب سيف اتفتشت”.
واختتمت: “مش قادرة أنسى نظرة هشام لفاطمة وسيف وهو خارج معاهم من غير ما يودعنا وتم منعنا من الخروج من باب الشقة”.
وفي 14 يوليو 2019، تقدمت الزوجة بمذكرة رسمية لنقيب الصحفيين ضياء رشوان، وعمرو بدر مقرر لجنة الحريات، لتدخل النقابة ومخاطبة النيابة بإخلاء سبيل زوجها بضمان النقابة،وزيارته ومخاطبة إدارة السجن لتحسين ظروفه المعيشية والصحية، والسماح بدخول مراتب ووسادات ومروحة وكتب وأدوية .
وأوضحت الزوجة أن هشام يعاني من انزلاق غضروفي وتم منع دخول بعض الأدوية، كما طالبت النقابة أيضا بمخاطبة إدارة السجن للسماح له بالتريض كل يوم بحد أدنى ٥٠ دقيقة وفقا للائحة السجون، فخلال مدة احتجازه لم يسمح له بالتريض.
اشتبك فؤاد خلال عمله الصحفي بملف العمال، وكان مهموما بقضاياهم ونقل أصواتهم من خلال تغطية أخبارهم والإضرابات التي يقومون بها من حين لآخر.
وكان لفؤاد دورا في دعم النقابات المستقلة بعد 2006 مثل نقابة “هيئة النقل العام، والبريد”، بجانب دعم وتأسيس “النقابة المستقلة للضرائب العقارية”.
كما شارك هشام في تأسيس حركة كفاية المناهضة لحكم الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك التي كانت ضد التوريث وكان أحد العناصر القيادية بها.
هشام فؤاد ليس الصحفي الوحيد المتهم على ذمة القضية 930 لسنة 2019 والمعروفة إعلاميا بـ “خلية الأمل”، فهناك أيضا الصحفي حسام مؤنس، ووجهت لهما تهمة نشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة الإخوان الإرهابية ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها.