رئيس المخابرات البريطانية يحذر من “مصائد الديون” الصينية: بكين تحاول استخدام النفوذ الاقتصادي لوضع الناس تحت السيطرة
وكالات
حذر رئيس المخابرات البريطانية ريتشارد مور من “مصائد الديون والبيانات” التي تنصبها الصين.
وقال مور، في لقاء مع راديو 4 في بي بي سي، وهو أول لقاء إعلامي بعد توليه المنصب، إن هذه المصائد تهدد بمحو السيادة وتحفز اتخاذ إجراءات دفاعية.
وحذر مور من أن الصين تملك القدرة على “جمع بيانات من حول العالم” وتستخدم المال لتجعل الناس تحت سيطرتها.. مضيفا أن بكين: “تحاول استخدام النفوذ من خلال السياسات الاقتصادية من أجل محاولة وضع الناس تحت السيطرة، كما أعتقد”.
وعن “لمصائد البيانات”، قال مور: “إذا سمحتَ لدولة أخرى بالوصول إلى بيانات حساسة فعلا عن مجتمعك، مع مرور الوقت ستتقلص سيادتك، ولن يكون لك تحكم بعد ذلك على هذه البيانات. وهذا أمر أعتقد أننا في المملكة المتحدة متيقظون جدا له، واتخذنا إجرءات لنقف ضده”.
في غضون ذلك، يستعد الاتحاد الأوروبي للإعلان عن تفاصيل خطة استثمارية عالمية، يعتبرها البعض تأتي ردًا على المبادرة الصينية المعروفة باسم “الحزام والطريق”.
وكشف مطلعون على المشروع، حسب “بي بي سي”، أنه يعرض أفكارا “عملية” في قطاعات الرقمنة والمواصلات، والبيئة والطاقة.. وينظر إلى هذه الخطة على أنها محاولة من الدول الغربية لمواجهة النفوذ الصيني في أفريقيا ومناطق أخرى من العالم.
وستعرض رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فان دير لاين، الأربعاء، مبادرة “البوابة العالمية”.. فيما يبحث الاتحاد الأوروبي حاليا الطريقة التي سيجمع بها المليارات من الدول الأعضاء والمؤسسات المالية والقطاع الخاص لتمويل الخطة.
ولا ترقى الوثيقة، التي ستُعلن الأربعاء في 14 صفحة، إلى درجة خطة استراتيجية لمواجهة الصين. كما أن المفوضية تحاشت بعناية الإشارة إلى الصين عندما سئلت الثلاثاء عن خطتها ولكن الباحث المتخصص في العلاقات الأمريكية الأوروبية، بمركز مارشال الألماني في الولايات المتحدة، أندور صمول، يرى أن الربط بين الأمرين لا مفر منه: فمشروع “البوابة العالمية” لم يكن ليُطرح لو لم تكن هناك مبادرة اسمها “الحزام والطريق”.
ويصف المشروع بأنه “أول مبادرة أوروبية جادة لتخصيص مبالغ مالية ووضع آليات تمويل تعرض على الدول، التي تعتزم أخذ قروض من الصين، خيارات بديلة”.
واتخذت الصين من مبادرة “الحزام والطريق” أساس سياستها الخارجية، بتطوير علاقاتها التجارية من خلال ضخ أموال في إنشاء الطرق والموانئ وسكك الحديد والجسور.. وامتدت هذه الاستراتيجية إلى آسيا ودول المحيط الهادئ- الهندي، وأفريقيا ووصلت حتى إلى الدول المجاورة للاتحاد الأوروبي، في مناطق غرب البلقان.
ويتهم بعض المنتقدين الصين باستعمال دبلوماسية “مصيدة الديون” للهيمنة على الدول الفقيرة التي تلجأ إلى الاقتراض منها لإنجاز المشاريع الكبرى.