ارتفاع حصلية ضحايا حرائق الغابات بالجزائر إلى 65 منهم 28 عسكريا.. والرئيس الجزائري يعلن الحداد 3 أيام
وكالات
تواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية، مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، الأربعاء، إخماد حرائق الغابات التي اجتاحت شمال البلاد، خصوصا منطقة القبائل، حيث تسببت في وفاة العشرات، فيما أعلن الرئيس الجزائري يعلن الحداد 3 أيام على أرواح الضحايا.
وأعلنت وزارة الدفاع الوطني عن ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الغابات إلى 65 ضحية، هم 28 عسكريا و37 مدنيا، أغلبهم بولاية تيزي وزو.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع، يوم الأربعاء، يتواجد 12 عسكريا في حالة حرجة بالمستشفى.
وأعلنت المديرية العامة للحماية المدنية، في بيان لها، مساء الثلاثاء، عن ارتفاع عدد حرائق الغابات إلى 99 حريقا عبر 16 ولاية، إلى غاية الساعة السابعة مساء.
وتتمثل الولايات التي اندلعت فيها هذه الحرائق في كل من تيزي وزو- 25 حريقا، الطارف- 14، جيجل- 12، بجاية- 12، سكيكدة- 9، بومرداس- 4، المدية- 3، البليدة- 3، سطيف- 3، عنابة والبويرة- حريقان، وحريق واحد في كل من قسنطينة، قالمة، تبسة، سوق اهراس، تيبازة.
وقال والي ولاية المدية، جهيد موس، للاذاعة الجزائرية من المدية، إنه تم إلقاء القبض على ثلاثة اشخاص يشتبه في تورطهم في حرق غابة ببلدية الحوضان دائرة تابلاط.
وتمكنت مصالح الدرك الوطني والجيش الوطني الشعبي، حسب المصدر ذاته، من توقيف أشخاص يشتبه أنهم من أشعلوا النار في الغابات. هذا وتتواصل عملية التحقيقات للتأكد من الأمر، بحسب صحيفة «الشروق» الجزائرية.
من جهته أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الحداد الوطني في البلاد لمدة 3 أيام، على إثر استشهاد عدد من المواطنين المدنيين والعسكريين، جراء الحرائق التي اجتاحت بعض ولايات الوطن.
كذلك أعلن الرئيس الجزائري تجميدا مؤقتا لكل الأنشطة الحكومية والمحلية، ماعدا التضامنية منها.
وتضم الجزائر وهي أكبر دولة أفريقية 4,1 ملايين هكتار من الغابات فقط مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1,76 في المئة.
وتشهد الجزائر حرائق غابات سنويا، وقد أتت النيران عام 2020 على حوالي 44 ألف هكتار.
وفي الجارة تونس، اندلع حريق وصف بالكبير في غابة الناظور بمنطقة بنزرت شمالي البلاد، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام تونسية، التي أشارت إلى أنه غير بعيد عن المناطق السكنية.
ويشار إلى أن الحرائق تستعر في 5 قارات هي آسيا وأوروبا وأفريقيا وأميركا الشمالية وشقيقتها أميركا الجنوبية. وتمتد الحرائق من سيبيريا شرقا إلى بوليفيا وولاية كاليفورنيا الأميركية، مرورا بالجزائر وتونس في شمال أفريقيا، واليونان في أوروبا.
وإذا كان من الصعب ربط حريق ما بالتغير المناخي، فإن الأخير يجعل هذه الكوارث أكثر احتمالا وخطورة، ويرى العلماء الروس أن الحرائق الحالية هي بالفعل نتيجة ارتفاع درجات الحرارة عالميا، بحسب ما ذكرت فرانس برس.
وأصدر خبراء المناخ في الأمم المتحدة، يوم الاثنين، توقعاتهم الجديدة التي طال انتظارها، وذلك في الوقت الذي تتصدر صور الفيضانات والحرائق عناوين الصحف في كل أنحاء العالم، وقبل ثلاثة أشهر من مؤتمر الأطراف (كوب 26) الحيوي لمستقبل البشرية.
ووفقا لموقع «الحرة» الأمريكي، قال خبراء المناخ الأمميين، في تقريرهم الذي يعد الأول من نوعه منذ سبع سنوات، إن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ستبقى «غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين».
ويأتى هذا التقرير بعد أسبوعين من الاجتماعات المغلقة والافتراضية.
وقد وافق 195 بلدا عضوا في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، على هذا التقييم الشامل الذي تم التفاوض بشأن «ملخصه الذي سيقدم لصناع القرار».
وبصرف النظر عن معدل انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع «لقرون بل لآلاف السنين»، خصوصا في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية، وفقا للتقرير الذي يقدر أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول العام 2100.
وتوقع التقرير الأممي أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، قرب عام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات، وفقا للتقرير.
وسيستمر الارتفاع في درجات الحرارة بعد ذلك في تجاوز هذه العتبة -وهي أحد البنود الرئيسية لاتفاق باريس- بحلول عام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة.
وحمّل التقرير الأممي البشرية مسؤولية ظاهرة الاحتباس الحراري، موضحا أن النشاطات البشرية تسببت في ارتفاع درجة الحرارة 1,1 درجة تقريبا منذ القرن الـ19.
وقالت فاليري ماسون ديلموت، الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء: «من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه».
وتعقيبا على ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التقرير، يعلن نهاية الوقود الأحفوري الذي «يدمر الكوكب».
وأضاف، في بيان، أن التقرير «إنذار أحمر للبشرية. أجراس الإنذار تصم الآذان: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا».
وكان قد تسبب الطقس المتطرف المرتبط بتغير المناخ في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، بعدما أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات في مناطق شمال أوروبا، واشتعلت حرائق الغابات في جنوب أوروبا.
في إيطاليا، تشير التقديرات إلى أن عدد الحرائق قد تضاعف ثلاث مرات هذا العام مقارنة بالمعدل الصيفي السنوي. وفي اليونان، أدت الحرائق إلى عمليات إخلاء حول الموقع الأثري للموطن الأصلي للأولمبياد.
وفي تركيا، تسببت درجات الحرارة الحارقة، التي من المقرر أن ترتفع 8 درجات مئوية فوق المعايير الموسمية في بعض المناطق، باندلاع موجة من الحرائق في عشرات المحافظات، أسفرت عن إحراق 100 ألف هكتار من الأراضي وتشريد آلاف الأشخاص.
كما أدت موجة الحر، الأسبوع الماضي، في جزيرة جرينلاند الواقعة بالقطب الشمالي إلى أكبر حدث ذوبان في المنطقة حتى الآن في موسم 2021، حيث قدر الباحثون أن ما يكفي من الجليد تسرب إلى المحيط لتغطية فلوريدا كلها بمقدار بوصتين من الماء.