الانتخابات الأمريكية| تحقيق في السجلات الضريبية لمنظمة ترامب.. وتويتر يدعم أصوات البريد.. وقلق خليجي من بايدن
ذكرت وكالة بلومبرج أن المدعي العام لولاية نيويورك يمضي قدما في التحقيق في السجلات الضريبية لعائلات كبار المسؤولين الماليين في منظمة ترامب كجزء من تحقيق في شركة الرئيس دونالد ترامب.
ونقلت الوكالة عن شخص مطلع، اشارته إلى أن التحقيق الذي أجرته المدعية العامة في نيويورك، ليتيسيا جيمس، في منظمة ترامب يتضمن السجلات المالية، بدءا من نجل المدير المالي، ألين فايسلبرج والزوجة السابقة لابنه.
وينظر المكتب في سجلاتهم على أمل الحصول على مزيد من المعلومات حول عمليات الشركة والاستراتيجيات الضريبية، وذلك في إطار التحقيق المدني في ما إذا كانت الشركة قد أجرت تقييمات خاطئة لقيمة ممتلكاتها، من أجل الحصول على قروض أو مزايا ضريبية.
وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق أن مدير منظمة ترامب، باري فايسلبرج، وزوجته السابقة، جينيفر فايسلبرج، تلقيا عدة مزايا، ومن بينها إيجار مجاني لسنوات في مبنى مملوك للشركة بالقرب من “سنترال بارك”، كما ورد أنهما استخدما محاسب الشركة لتقديم إقرارات ضريبية شخصية.
في سياق متصل، رأى الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، أن وصول دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض جاء كرد فعل على وجود رجل أسود هناك قبله.
وفي كتاب ” A Promised Land” الذي سيصدر يوم 17 نوفمبر، والذي يعرض فيه أوباما حياته السياسية والشخصية، تحدث عن وصوله إلى منصب الرئاسة وكيف أثر ذلك على العلاقات العرقية في البلاد، قائلا: ” كان الأمر كما لو أن وجودي في البيت الأبيض أثار ذعرا عميقا، وشعورا بأن النظام الطبيعي قد تعطل. وهذا بالضبط ما فهمه دونالد ترامب عندما بدأ في الترويج لادعاءات بأنني لم أولد في الولايات المتحدة، وبالتالي كنت رئيسا غير شرعي”.
واعتبر أوباما أن “ترامب وعد ملايين الأمريكيين الذي أرعبهم وجود رجل أسود في البيت الأبيض، بإكسير لقلقهم العنصري”.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن سبب عدم صحة نتائج التصويت في الانتخابات الأمريكية هو أنها “كاذبة” تماما مثل العديد من وسائل الإعلام على حد تعبيره.
جاء ذلك في تغريدة لترامب على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، حيث قال: “الجميع يسأل لماذا نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة غير صحيحة عندما تعلق الأمر بي. لأنها كاذبة، تماما مثل العديد من وسائل الإعلام”.
وفي تغريدة منفصلة نشر ترامب مقطع فيديو قال إنه يظهر العثور على أصوات غير محسوبة بتعليق قال فيه: “نحن ننظر إلى الأصوات، هل هذا ما وصلت له دولتنا؟”.
ووصمت شركة “تويتر” مقطع الفيديو بكتابة “تعلم كيف أن التصويت عبر البريد أمن وسلم”، وعند الضغط على الرابط المرفق نجد مقطعا من مقال لصحية “ذا هيل” يوضح كيف أن عملية التصويت عبر البريد تعتبر آمنة.
واستعرضت “بي بي سي”، في تقرير لها، الواقع الجديد لحكام الدول الخليجية الذي قد يفرضه عليهم فوز بايدن رسميا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مؤكدا أنهم فقدوا حليفا رئيسا فعندما اشتبهت أجهزة استخبارات غربية كبرى في ضلوع ولي العهد في مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي عام 2018، وقف الرئيس ترامب موقف الرفض من توجيه اللوم بشكل مباشر لابن سلمان.
ولا عجب في ضوء ذلك من قول فريق محمد بن سلمان للناس غداة انكشاف جريمة قتْل خاشقجي: “لا داعي للقلق؛ الوضع تحت السيطرة”، كما تصدى ترامب لأصوات عنيدة داخل الكونجرس كانت تنادي بالحدّ من مبيعات الأسلحة للسعودية.
“معذرةً إن بدوتُ مشوّشًا”، هكذا تكلم السفير السعودي في المملكة المتحدة بينما كانت تزيغ عيناه إلى هاتفه المحمول قائلا: “إنني أتابع النتائج الواردة من ويسكونسن”، كان ذلك قبل ثمانية أيام، حينها كنا لا ندري مَن سيقطن البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني.
وعندما أُعلن جو بايدن فائزا، استغرقت القيادة السعودية وقتا أطول للتهنئة مقارنة بالوقت الذي استغرقته القيادة ذاتها قبل أربعة أعوام لتهنئة ترامب فور إعلان فوزه بالانتخابات، وليس في الأمر ما يثير الدهشة؛ لقد فقد السعوديون لتوِّهم صديقًا على الطاولة الأهمّ بخسارة ترامب.
ففي حرب اليمن اتسم موقف الرئيس السابق باراك أوباما، الذي عمل بايدن نائبا له لـ8 سنوات، بعدم الارتياح المتزايد إزاء مسلك السعودية في حربها على الحوثيين في اليمن.
ومع مغادرة أوباما للبيت الأبيض، كانت الحرب الجوية توشك أن تتم عامها الثاني دون تحقيق تقدم عسكري ملحوظ، لكنها في المقابل كانت قد ألحقت دمارا هائلا طال المدنيين والبنية التحتية في اليمن.
واستند الرئيس أوباما إلى افتقار حرب اليمن لتأييد الكونغرس، فقلّص المساعدات العسكرية والاستخباراتية الأمريكية للسعودية في تلك الحرب، ثم جاءت إدارة ترامب وانقلبت على قرار سالفتها وأطلقت يد السعوديين في اليمن.
والآن تشير التوقعات إلى تراجُع الموقف الأمريكي مجددا، لا سيما بعد أن أخبر بايدن مجلس العلاقات الخارجية مؤخرا أنه عازم على “وضع نهاية للدعم الأمريكي المقدم للحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن، والتوجيه بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية-السعودية”، ومن المتوقع أن تتزايد الضغوط من جانب إدارة بايدن القادمة على السعوديين وحلفائهم اليمنيين لتسوية الصراع المحتدم.
وأدرك السعوديون والإماراتيون استحالة الحسم العسكري لهذا الصراع، وباتوا يتطلعون بدلا من ذلك إلى مَخرج يحفظ لهم ماء الوجه ولا يترك الحوثيين في الموقف ذاته الذي كانوا عليه عندما اشتعلت الحرب في مارس 2015.
وفي ملف طهران، أحد منجزات الرئيس أوباما الكبرى في الشرق الأوسط تتمثّل في إبرام اتفاق إيران النووي الصعب، المسمى باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.
وبموجب هذا الاتفاق رُفعت العقوبات عن كاهل إيران مقابل التزام شديدٍ بقيودٍ على أنشطتها النووية والسماح للتفتيش على تلك المنشآت، ووصف ترامب اتفاق أوباما بـ “الأسوأ على الإطلاق” وسحب الولايات المتحدة منه. والآن يبدو بايدن متجهًا إلى إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق بشكلٍ ما، وهذا يمثل خبرا صادما للسعوديين.
وفي يناير الماضي ساد جوّ من الارتياح لدى السعوديين وعدد من حلفائهم لدى إعلان اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني عبر غارة بطائرة مسيرة في العراق، والآن يساور السعوديون وحلفاؤهم القلق مجددا من أن تتجه الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إبرام اتفاق مع طهران قد يأتي على حساب مصالحهم.
أما عن ملف الدوحة، تستضيف قطر أكبر قواعد البنتاغون وأهمها استراتيجيًا في منطقة الشرق الأوسط – هي قاعدة العُديد الجوية، ومن هذه القاعدة تدير الولايات المتحدة كل عملياتها في القيادة المركزية بالمنطقة، من سوريا إلى أفغانستان.
ومع ذلك لا تزال قطر تواجه مقاطعةً تستهدف الإضرار بمصالحها من جانب 4 دول عربية هي السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر – والغاضبة جميعها من الدعم السياسي الذي تقدمه الدوحة لحركات الإسلام السياسي كجماعة الإخوان المسلمين.
وكانت إجراءات المقاطعة قد بدأت غداة زيارة الرئيس ترامب إلى الرياض عام 2017 والتي حظيت باهتمام إعلامي كبير، واعتقدت الدول المقاطعة بوضوحٍ أنها تحظى بدعم ترامب.
والحق أن ترامب منح المقاطعة دعما علنيًا في بادئ الأمر حتى وضّحوا له أن قطر هي الأخرى حليفٌ للولايات المتحدة وأن العُديد أيضا مهمة لوزارة الدفاع الأمريكية.
ومن المتوقع أن تدفع إدارة الرئيس المنتخب بايدن صوب رأب الصدع الخليجي الذي لا يصبّ استمراره في مصلحة الولايات المتحدة ولا دول الخليج العربية.
وفي حقوق الإنسان، تجرّ دول خليجية عديدة وراءها سجلاتٍ بائسة في المجال، لكن الرئيس ترامب لم يُظهر كبيرَ اهتمامٍ بانتقاد حلفائه العرب بسبب سجلاتهم الحقوقية.
وكان دفاع ترامب بأن المصالح الاستراتيجية الأمريكية وصفقات الأعمال تتقدم على أي مخاوف بشأن سَجن ناشطات في مجال حقوق الإنسان؛ أو بشأن انتهاكات مزعومة لحقوق العمالة الأجنبية في قطر؛ أو بشأن سفر فريق أمني سعودي في أكتوبر 2018 إلى إسطنبول لتنفيذ عملية مخطَط لها سلفًا لإسكات أبرز معارض سعودي هو جمال خاشقجي والتخلص من جثته للأبد، ومن غير المتوقع أن تُغمض إدارة الرئيس المنتخب بايدن عينيها على نحو ما انتهجت إدارة ترامب.