خبير روسي يُرجح: ظهور “الطاعون الدملي” في منغوليا والصين قد يكون بسبب تناول أحد أنواع “السناجب”
كتب – أحمد سلامة
رجح خبير روسي أن تكون الإصابات التي تم رصدها في منغوليا والصين مؤخرا بـ”الطاعون الدملي” نجمت عن تناول المصابين حيوانات المرموط (نوع من أنواع السناجب) التي قد تنقل الطاعون.
وقال عضو أكاديمية العلوم الروسية، مستشار رئيس معهد البحوث الوبائية الرئيسي التابع لهيئة الرقابة، الأكاديمي فيكتور مالييف، اليوم الاثنين، في حديث لوكالة “نوفوستي”، إن هناك فارق مبدئي بين الطاعون وفيروس كورونا يكمن في وجود لقاح ضد الطاعون وهو يستخدم لتطعيم الكوادر الطبية والسكان في بعض المناطق الأكثر عرضة لخطر انتشار المرض.
وأعرب فيكتور مالييف عن قناعته بغياب أي خطر لتفشي هذا المرض في روسيا، على الرغم من أنه لا يستبعد وقوع إصابات منفصلة.
وتابع: “حالات الإصابة المنفصلة لن تؤدي إلى أي تفش للمرض لأن الأطباء المحليين يعرفون كيفية مكافحة الطاعون، وذلك ليس جائحة جديدة”.
كانت السلطات الصينية قد صعدت احتياطاتها، بعد أن تأكد ظهور حالة واحدة من الطاعون الدملي في مدينة بيانور في منطقة منغوليا الداخلية ذات الحكم الذاتي.
ويقبع المصاب، وهو راعٍ، قيد الحجر في حالة مستقرة، بحسب ما ذكرته تقارير رسمية، نقلها موقع “بي بي سي”، وأصدر مسؤولون تحذيرا من الدرجة الثالثة في نظام يتكون من أربعة مستويات، بعد ظهور الإصابة.
وينتج الطاعون الدملي عن عدوى بكتيرية، وقد يكون مميتا، ولكن يمكن علاجه بالمضادات الحيوية المعتادة، وفي بادئ الأمر، أُبلغ عن الحالة الجديدة على أنها حالة مشتبهة من الطاعون الدملي السبت، في مستشفى بمدينة بيانور.
ولم تتضح بعد أسباب إصابة المريض، ولا الكيفية التي أصيب بها، ويمنع مستوى التحذير الثالث، الذي فرضته السلطات، صيد الحيوانات التي قد تكون ناقلة للطاعون وأكلها كذلك، كما يُطالب الناس بالإبلاغ عن أي حالة يشتبه بها.
تظهر من وقت لآخر حالات إصابة بالطاعون الدملي في أنحاء من العالم، وظهرت في مدغشقر أكثر من 300 إصابة خلال موجة انتشار في عام 2017، وفي مايو من العام الماضي، توفي رجلان في منغوليا بسبب هذا الطاعون، وقد أصيبا بالمرض بعد أكلهما لحم أحد القوارض نيئا.
وقال مسؤول في منظمة الصحة العالمية في عاصمة منغوليا، أولانباتر، لـ”بي بي سي”، إن أكل لحم المرموط وكليته نيئا أمر يُعتقد في التراث الشعبي أنه مفيد للصحة، ويُعرف عن هذا الحيوان القارض حمله لبكتيريا الطاعون، وهو مرتبط بحالات الإصابة في منغوليا، ولا يزال صيده غير قانوني هناك.
ومن أعراض الطاعون الدملي تضخم الغدد الليمفاوية، ويصعب تشخيصه في المراحل الأولى، بسبب تشابه أعراضه، التي لا تظهر إلا بعد حوالي ثلاثة إلى سبعة أيام، مع أعراض الأنفلونزا، ولا يحتمل أن يؤدي ظهور حالات من الطاعون الدملي، الذي يعرف بالموت الأسود، إلى أن يصبح وباء.
وقال شانتي كاباغودا، وهو طبيب متخصص في الأمراض المعدية في مركز ستانفورد الصحي لبي بي سي ” لدينا الآن، على عكس الوضع في القرن الـ14، فهم ومعرفة بالكيفية التي ينقل بها هذا المرض”، وأضاف: “ونعرف كيف نمنعه، ولدينا القدرة على علاج المرضى المصابين به، بمضادات حيوية فعالة”.
وأدى “الموت الأسود” إلى وفاة حوالي 50 مليون شخص في إفريقيا، وآسيا، وأوروبا في القرن الـ14، وكان آخر انتشار مرعب له في لندن في عام 1665، في ما عرف بالطاعون العظيم، حيث قتل فيه نحو خُمس سكان المدينة، وانتشر أيضا في موجة أخرى في القرن الـ19 في الصين والهند، وقتل بسببه وقتها أكثر من 12 مليون شخص.