يونيسيف ومفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يحذران من تدهور أوضاع النازحين في لبنان
وكالات
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي، في بيان مشترك، اليوم الثلاثاء، إن الاحتياجات الإنسانية للنازحين في لبنان آخذة في الازدياد، مناشدين بحشد الجهود من أجل توفير تمويل إضافي للمساعدات الإغاثية.
وأضاف البيان: “بصفتنا وكالات إغاثة، نستعد لواقع أن الاحتياجات آخذة في الازدياد، وبينما نواصل تقديم المساعدة الفورية، من الملحّ حشد الدعم لتمكين الاستجابة الموسعة، فنحن بحاجة إلى تمويل إضافي، بدون شروط لتقديم المساعدة”.
وحث البيان المشترك المجتمع الدولي على دعم هذه الجهود وعلى التعاون في إبقاء الموانئ وطرق الإمداد مفتوحة، داعيا أطراف النزاع إلى ضمان حماية هذه الطرق لتمكين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، مشددا على أن “وقف إطلاق النار هو أمر مُلحّ”.
وأشار البيان إلى إجراء خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى لبنان، ورصدت الدمار وخوف الناس وارتباكهم، وأوضح البيان: “بالنسبة لهم، يظل المستقبل غير مؤكد طالما أن بلادهم تتعرض للقصف. الحرب التي أراد العالم تجنبها في لبنان تحدث الآن وقد تسببت بالفعل في كارثة”.
كذلك، أشار البيان إلى زيارة مراكز الإيواء والمخيمات غير الرسمية، والتواصل مع المجتمعات المتضررة والتقينا بالمسؤولين الحكوميين وشركاء من المجتمع المدني الذين يعملون على مدار الساعة للاستجابة للاحتياجات، كذلك نقطة العبور في منطقة المصنع حيث عبر مئات الآلاف إلى سوريا، مما زاد من تعقيد الاستجابة الإنسانية.
وأكد: “تعيش العائلات في ظروف محفوفة بالمخاطر. ومع تفاقم النزاع، تتفاقم الأضرار النفسية على السكّان، لا سيما بين الأطفال والشباب. فكل طفل تقريبا في لبنان تأثّر بطريقة ما”.
وأضاف البيان المشترك أن العديد منهم (الأطفال والشباب) قد وقع ضحايا للقصف، وفقدوا أحباء لهم ومنازلهم وإمكانية حصولهم على التعليم، وأصبحوا يواجهون اليوم مستقبلا غامضا يلوح الفقر المدقع في أفقه.
واستطرد: “حوالي 1.2 مليون شخص تأثروا بشكل مباشر بالنزاع الذي امتدّ تأثيره إلى المجتمعات الهشة. ويقيم حاليا حوالي 190 ألف نازح منهم في مراكز الإيواء التي تخطّى عددها الألف، في حين يبحث مئات الآلاف عن الأمان بين العائلة والأصدقاء”.
وأكدت اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي العمل سويا لتقديم الدعم الحيوي في جميع أنحاء لبنان.. موضحة أنه تم عمل على تخزين المواد الغذائية مسبقا في مواقع استراتيجية، مما يلبي بشكل فعال احتياجات حوالي 200 ألف شخص يوميا من الطعام الجاهز للأكل والمبالغ نقدية.
وتابعت اليونيسيف أنها تقدم، من خلال العمل مع الوزارات الحكومية والشركاء، الدعم الأساسي للأطفال وأسرهم من خلال تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، ومستلزمات المياه والنظافة الصحية، وتأمين الفرش والبطانيات، وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي للاستجابة لمخاوف الأطفال في مراكز الإيواء وتعزيز صحّتهم النفسية.
وأضاف البيان: “إن أصوات العائلات يتردد صداها مع مخاوفنا: فهم لا يزالون يشعرون بعدم الأمان، حتى بعد فرارهم من الخطر المباشر. ويعبّر جميع الأهل عن قلقهم بشأن سلامة أطفالهم، حتّى من هم منهم في مراكز الإيواء. الحاجة ملحة لحمايتهم، وفقاً للقانون الإنساني الدولي”.
وطالب البيان بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وأنه على جميع الأطراف إعطاء الأولوية لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، ويشمل ذلك حماية المدارس والمستشفيات وشبكات المياه، وضمان المرور الآمن للمدنيين الهاربين من مناطق النزاع.
كما شدد على ضرورة عدم تعرّض أي طفل للاستخدام العشوائي للأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة، وحماية جميع العاملين الذين يحاولون الوصول إليهم بالمساعدة المنقذة للحياة.
في السياق ذاته، قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إنها تلقت تقارير تفيد بأن أغلب الضحايا الذين سقطوا في غارة إسرائيلية على مبنى بشمال لبنان كانوا من النساء والأطفال.. وبلغ عددهم 22 شهيدًا.
وقال جيريمي لورانس المتحدث باسم المفوضية في إفادة صحفية بجنيف ردا على سؤال بشأن الغارة على بلدة أيطو، أمس الإثنين “ما نسمعه هو أن من بين القتلى 12 امرأة وطفلين”.
وأضاف “نعلم أن الضربة كانت على مبنى سكني من أربعة طوابق. ومع وضع هذه العوامل في الاعتبار، فإن لدينا مخاوف حقيقية فيما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي، وقوانين الحرب، ومبادئ التمييز والنسبة والتناسب”، داعيا إلى إجراء تحقيق في الواقعة.