«هدية عيد العمال».. شركة «خطيب وعلمي» تخفض رواتب العاملين لديها وتجبر أكثر من مائة موظف على «إجازة بدون راتب»
كتب- إسلام الكلحي
كشف عاملون في شركة «خطيب وعلمي»، مكتب مصر، عن اتخاذ الشركة قرارا بتخفيض رواتب العاملين لديها، فضلا عن إعطاء أكثر من مائة موظف في فرعي القاهرة إجازة بدون راتب لمدة ثلاثة أشهر.
ويشار إلى أن «خطيب وعلمي»، شركة لبنانية تعمل في مجال الاستشارات والتصميمات الهندسية وادارة المشروعات، وتأسس مكتبها بمصر في العام 2004.
وبحسب عاملون في «خطيب وعلمي» فضلوا عدم ذكر اسمهم، أرسلت الشركة بريدا إلكترونيا إلى العاملين لديها بتخفيض الرواتب بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد. واطلع موقع «درب» على نص الرسالة، التي أكدت أن القرار سيبدأ تطبيقه من فترة دفع المرتبات في مايو وحتى نهاية يوليو،مع إشارة إلى أن القرار «يمكن تمديده».
وأشار البريد الإلكتروني المرسل إلى العاملين بالشركة إلى أنه سيُطلب من بعض الموظفين أخذ إجازة بدون أجر لمدة 3 أشهر. وجاء في نص الرسالة: «نود أن نؤكد بالنسبة للزملاء المتأثرين بهذا الإجراء، إنه لا يعكس قيمتك لـ K&A أو جودة عملك، ونحن ملتزمون بإعادة الزملاء إلى العمل سريعا».
وقال جابر سعيد (اسم مستعار)، مهندس بشركة «خطيب وعلمي» إن رسالة الشركة للعاملين لديها الذين فُرض عليهم الحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر، تضمنت سؤالا في النهاية «توافق أم لا توافق»، لافتا إلى أن من يرفض «بالسلامة»، في إشارة إلى أنه سيتم فصله عن العمل من الشركة نهائيا.
وبحسب مصطفى جمال (اسم مستعار)، مهندس في القسم المعماري بالشركة، استقبل العاملون في «خطيب وعلمي» بريد إلكتروني مطلع العام الجاري يفيد بتحقيق الشركة أرباحا تقدر بـ440 مليون دولار، مستنكرا قيام الشركة بتحفيض رواتب العاملين لديها، برغم هذه الأرباح التي حققتها، ووجهت لهم الشكر عليها منذ بضعة أشهر.
وأوضح مصطفى أن الشركة منحت في شهر مارس الماضي حوالي 65% فقط من قيمة رواتبهم، ومنذ أسبوع صرفت لهم باقي الراتب، لكن بعد يومين تقريبا، فوجئوا بالرسالة التي وردت إليهم منتصف الأسبوع الماضي، بشأن تخفيض الرواتب، وإجبار عدد من العاملين على أخذ إجازة بدون راتب.
وقال مصطفى: «اللي هيرفض الإجازة من الناس اللي اطلب منها تقعد في البيت يعتبر خارج الشركة بشكل نهائي»، وأشار إلى أن قرار الإجازة سيطبق بأثر رجعي من يوم 25 أبريل، وأوضح قائلا «يعني اللي اشتغل 5 أيام بعد التاريخ ده مش هياخد فلوسهم».
ويبلغ عدد العاملين في فرعي «خطيب وعلمي» في مصر حوالي ألف موظف، نصفهم تقريبا في فرع المهندسين، والنصف الباقي في فرع مدينة نصر، بحسب ما قال عاملون بالشركة، أشاروا إلى أن حوالي 80 شخصا في فرع المهندسين، ومثلهم في فرع مدينة نصر، تم إجبارهم على أخذ إجازة بدون مرتب.
وأكد العاملون الذين تحدثوا لـ«درب» إن نسبة الخصم تختلف من موظف لآخر، وتراوحت نسبة الخصم للقطاع الأكبر من العاملين ما بين 20 لـ 30% من إجمالي الراتب. وقال مصطفى جمال إن هناك عدد قليل من الموظفين بلغت «7% بس»، لافتا إلى أن هؤلاء هم «الحبايب». وتساءل: «ليه مخلوش الخصم واحد على الناس كله حتى لو 30% بس محدش يقعد في البيت»، مشددا على أن الموظفين الإداريين وموظفي الخدمات المعاونة أكثر الفئات تضررا، حيث قال «الناس دي هتشحت وفعليا بقت في الشارع».
ووفق مصطفى جمال، اتخذت شركة «خطيب وعلمي» نفس الإجراءات في عدد من فروعها بالدول الأخرى ومن بينها لبنان، لكن ذلك تم بعد «إخطار مسبق» بعكس ما حدث في مصر، وقال «ميقدروش يعملوا كده في دولة زي الإمارات من غير ما يخطروا الناس قبلها». واستطرد قائلا: «دي هدية عيد العمال بتاعتنا».
وفي وثيقة أسئلة وأجوبة أرسلتها الشركة لجميع العاملين لديها بعد الإجراءات الأخيرة – اطلع «درب» على نسخة منها – يبدأ سريان تخفيضات الرواتب لدى العاملين بالشركة من بداية كشف الرواتب في مايو (26 أبريل)، ولن يكون هناك أي أجر إضافي مدفوع على الأقل للأشهر الثلاثة المقبلة، وفي ذات الوقت سيستمر تسجيل ساعات العمل الفعلية للعاملين.
وبالنسبة للإجازة المفروضة على موظفي الشركة، أشارت الوثيقة إلى أنه سيتم شرح الشروط الكاملة في الاتفاق مع ممثل الموارد البشرية. كما أكدت الوثيقة احتمالية تمديد الإجازة في حال استمرار أزمة تفشي فيروس كورونا.
وقالت الشركة إنه من غير المحتمل أن تمنح العاملين لديها أي مكافآت خاصة بالأرباح على المدى القصير.
جدير بالذكر أن موقع «درب» حاول التواصل تليفونيا بالمسؤولين في شركة «خطيب وعلمي» لكن لم نتلقى ردا على اتصالاتنا بفرعي المهندسين ومدينة نصر، كما أرسلنا بريد إلكتروني إلى فرعي مصر من خلال الإيميلات الموضحة على موقع الشركة، للتعليق على الأمر، لكن لم نتلقى حتى كتابة هذه السطور.
