بالتزامن مع تشييع العشرات.. السيسي يُعزي أسر ضحايا الإعصار والفيضانات بليبيا من المصريين ويوجه بتوفير إعانات عاجلة لأسرهم
السيسي يشهد اصطفاف معدات الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء في ليبيا.. ويشكر القوات المسلحة
كتب: عبد الرحمن بدر
أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تقدمه بخالص العزاء لأسر الضحايا من المواطنين المصريين المتوفين فى ليبيا جراء الإعصار والفيضانات، ووجه بتوفير إعانات عاجلة لأسرهم.
وذكر بيان لرئاسة الجمهوية، الأربعاء، أن السيسي وجه الشكر لأجهزة الدولة، ولاسيما القوات المسلحة على الجهود الدؤوبة، وسرعة التنسيق مع الأشقاء فى ليبيا والمغرب للوقوف بجانبهم في هذه المحنة الأليمة.
كما شهد السيسي اصطفاف معدات الدعم والإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء في ليبيا.
يذكر أنه وسط حالة من الحزن، اتشحت قرية الشريف بمدينة ببا بمحافظة بني سويف جنوب بالسواد، صباح الأربعاء، وشيع الأهالي وسط حالة من الحزن جثامين 74 شخصًا من أبنائها قضوا في فيضانات ليبيا.
ونقلت سيارات إسعاف الجثامين فور وصولها إلى مقابر القرية، حيث أدى الأهالي صلاة الجنازة، ثم شيعوها لمثواها الأخير.
ونعى الدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف الضحايا مقدما المواساة لأهاليهم وأبنائهم وأسرهم.
وكانت القرية استيقظت صباح الثلاثاء على فاجعة إنسانية بعدما استقبلت نبأ فقد 74 شخصًا من أبنائها في سيول وفيضانات ليبيا.
وقال مروان الشاعري، مدير مكتب الإعلام والعلاقات العامة بأمن السواحل الليبية، إنه تم التعرف على جثامين 80 مصريا بمركز طبرق الطبي، من أصل 145 جثمانا وصلوا إلى المركز من بين ضحايا إعصار دانيال في مدينة درنة، وكشف أنه تم نقل الجثامين لمصر، وغالبيتهم من قرية الشريف ببني سويف.
ومن قبل، أكد أحد أهالي القرية أن نحو 3 آلاف شخص من أبناء القرية يعملون في ليبيا وبمهن مختلفة منذ سنوات وجميعهم أقارب وأبناء عمومة، مضيفا أن من بين الضحايا 3 أشقاء و7 من عائلة واحدة.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية أنها تتابع على مدار الساعة الآثار المترتبة على الإعصار دانيال، الذي ضرب العديد من المناطق والمدن الليبية، وأسفر عن عدد من الضحايا والمفقودين من المواطنين المصريين.
وذكرت الوزارة أنه تم فتح خط ساخن للتواصل بين الخارجية المصرية والقنصلية المصرية في بني غازي، والتي تقوم بالتنسيق مع الجانب الليبي للوقوف على آخر تطورات أوضاع المواطنين المصريين في المناطق المنكوبة وجهود البحث والإنقاذ، وكذلك الحصول على البيانات الخاصة بالضحايا وسبل حصر أعدادهم، وذلك بالتنسيق مع كافة الجهات الوطنية المعنية، في ضوء انقطاع الاتصالات في عدد كبير من المناطق وتدمير الطرق الرئيسية المؤدية إليها.
وفي وقت سابق نشر مجلس طبرق الطبي في ليبيا، اليوم الثلاثاء، قائمة بأسماء 84 مصريًا، لقوا حتفهم جراء السيول التي ضربت مدينة درنة.
وذكر المجلس، في منشور عبر صفحته على «فيس بوك»، أن عضوي المجلس التسييري لبلدية طبرق عبدالكريم بوطابونة، ومنصور أمداوي، حضرا عملية تسليم الجثامين لمركز طبرق الطبي، الذي نشر بدوره قائمة تضم أسماء 84 متوفيًا مصريًا بمدينة درنة.
وفي وقت سابق قال وزير الطيران المدني في الحكومة الليبية المعينة من قبل البرلمان وعضو لجنة الطوارئ، هشام شكيوات، أمس الثلاثاء، إن ربع مدينة درنة قد اختفى، بعد إعصار دانيال، الذي تسبب في خسائر كارثية.
وصرّح شكيوات لرويترز عبر الهاتف قائلا إنه لا توجد حصيلة إجمالية للقتلى في درنة، مضيفا “تم انتشال أكثر من ألف جثة في مدينة درنة بعد السيول.. الأمر كارثي للغاية”.
وتابع: “عدد القتلى كبير وكبير جدا، والجثث في كل مكان”، مبرزا “لا أبالغ عندما أقول إن 25% من المدينة قد اختفى.. العديد من المباني انهارت”.
وكانت مصادر طبية ليبية أفادت بوفاة نحو 2800 شخص جراء الفيضانات التي اجتاحت مدن شرق ليبيا بسبب الإعصار المتوسطي “دانيال”، الذي ضرب البلاد فجر الأحد.
وكان المجلس الرئاسي في ليبيا أعلن، في بيان، درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة، بسبب السيول التي اجتاحتها.
من جهته، ذكر المتحدث باسم الجيش الليبي، أحمد المسماري، خلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون، أن الكارثة أتت بعد انهيار السدود فوق درنة، لتجرف أحياء بأكملها وبسكانها إلى البحر، وقدر المسماري عدد المفقودين بما بين خمسة وستة آلاف.
وفي مشاهد تحبس الأنفاس، جرفت السيول التي شهدتها مدينة درنة شرق ليبيا، الأحياء السكنية الواقعة بالقرب من مجاري الأودية وأغرقتها بالكامل في المياه بمبانيها وأهلها، في مشهد يكشف حجم الكارثة التي خلفتها العاصفة المتوسطية “دانيال”.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مباني مدمرة وشبه مغطاة بالمياه وسط المدينة بعدما قلبتها السيول رأسا على عقب، وأخرى قذفتها المياه إلى البحر، وذلك بعد انهيار السدين اللذين كانا يحصنان المدينة.
وكانت السلطات الليبية أعلنت مدينة درنة “منطقة منكوبة”، بعدما باتت الأوضاع داخلها خارج السيطرة وأصبحت تحت الماء، وتعذر وصول فرق الإنقاذ إليها، وطالبت بتدخل دولي لإغاثة العالقين داخلها.
ونهاية الأسبوع المنقضي، تعرّضت ليبيا لأشد موجة أمطار منذ سنوات، أحدثت سيولا تسببت في أضرار كبيرة لا يمكن تصورها ولا يمكن حصرها، كما تسببت في مصرع أكثر من 150 شخصا، بينما لم تتمكن السلطات من حصر أعداد المفقودين .
وتتوقع السلطات أن ترتفع حصيلة الضحايا بشكل كبير خلال الساعات القادمة، مع تواتر الإعلان عن وجود مفقودين وصعوبة إجلاء العالقين في المناطق المتضرّرة.
كانت سلطات أمن السواحل في ليبيا أعلنت، الثلاثاء، مصرع 145 مصريًا في الفيضانات التي ضربت البلاد، ويعتقد أن عدد ضحاياه يفوق الآلاف من الأشخاص.
وقالت الإدارة العامة لأمن السواحل في مدينة طبرق الليبية، في بيان نشرته الإدارة في صفحتها على (فيس بوك)، إن جثامين 145 مصريًا وصلت إلى مشرحة طبرق “لتغسيلهم والبدء في إرسالهم لذويهم”.
وأضافت إدارة أمن السواحل في طبرق أن “جميع الوفيات تم ترحيلها إلى جمهورية مصر العربية”.
كانت مصر أعلنت الثلاثاء تدشين جسر جوي إلى ليبيا من أجل نقل معدات إغاثة طبية وغذائية، إضافة إلى طواقم إنقاذ لمواجهة تداعيات إعصار “دانيال”، الذي اجتاح شرقي ليبيا.
وقال المتحدث باسم الجيش المصري، في بيان، إنه تم إرسال “3 طائرات عسكرية تحمل على متنها مواد طبية وغذائية، و25 طاقم إنقاذ مزود بجميع المعدات الفنية اللازمة، إضافة إلى طائرة أخرى لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبي للشهداء والمصابين”.
وأضاف المتحدث أن وفدًا عسكريًا مصريًا برئاسة الفريق أسامة عسكر، رئيس أركان الجيش المصري، وصل إلى ليبيا للقيام بالتنسيق وبحث سبل تقديم الدعم اللوچيستي والإغاثة الإنسانية العاجلة بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية المختصة.
كما أعلنت الرئاسة المصرية حالة الحداد لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا فيضانات ليبيا وزلزال المغرب.
وخلال مؤتمر صحفي في جنيف، الثلاثاء، قال تامر رمضان، رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في ليبيا، إن “حصيلة القتلى ضخمة وهناك نحو 10 آلاف مفقود”، مُضيفا: “حصيلة القتلى ضخمة، قد تصل إلى الآلاف، ولكن ليس لدينا رقم محدد في الوقت الحالي”.