ميدل إيست آي: الحكومة المصرية تواجه رد فعل عنيف إزاء خططها لهدم المقابر التاريخية.. وخبراء التراث أعربوا عن مخاوفهم الجسيمة
كتب – أحمد سلامة
قال موقع “ميدل إيست آي” إن الحكومة المصرية تواجه رد فعل عنيف إزاء خططها لهدم مقابر القاهرة القديمة من أجل تسهيل تطوير البنية التحتية وتعزيز النقل.
وأضاف الموقع في تقرير أصدره، “أثار تحرك الحكومة المصرية لهدم مقبرة تاريخية مترامية الأطراف في جنوب القاهرة انتقادات حادة لإعطاء الأولوية لمشاريع الطرق على الحفاظ على التراث الثقافي”.
وتابع “منذ عام 2020، تقوم سلطات محافظة القاهرة بنقل آلاف الرفات البشرية من مقبرة في الجزء الجنوبي من العاصمة المصرية، بما في ذلك أقسام داخل مدينة الموتى المدرجة في قائمة اليونسكو، وهي مقبرة مترامية الأطراف تضم رفات قادة سياسيين بارزين، قادة عسكريون وفنانون ومثقفون إلى أطراف صحراء القاهرة”.
وأشار الموقع إلى أن عمليات النقل تأتي بداعي تحقيق هدف أساسي هو الحفاظ على سلامة هذه البقايا مع تسهيل مبادرات البنية التحتية المختلفة، مثل بناء الطرق والحدائق العامة.
ومع ذلك، يستكمل التقرير، أثارت هذه الخطوة استياءً بين أقارب المدفونين في الموقع، وخبراء التراث الذين أعربوا عن مخاوف جسيمة بشأن الخسارة المحتملة للموقع التاريخي.
وقال مصطفى الصادق، المتخصص في التراث، “تحتوي مقبرة جنوب القاهرة على مقابر نادرة تؤرخ للتاريخ المصري”، واصفًا إزالة المقبرة بأنها “جريمة”.
والمقبرة، مقسمة إلى عدد من المناطق المختلفة المتقاربة، هي موطن لمقابر عدد كبير من الشخصيات العامة المصرية الشهيرة، مثل أحمد عرابي، الملكة فريدة، الزوجة الأولى للملك فاروق، والإمام الشافعي، مؤسس إحدى مدارس الشريعة الإسلامية السنية الأربعة ، الذي توفي عام 820.
وقالت سهير حواس ، أستاذة التصميم الحضري بجامعة القاهرة ، لموقع ميدل إيست آي: “زخارف بعض هذه المقابر صممت من قبل أفضل الفنانين وخبراء الخط العربي في ذلك الوقت”.. مضيفة “تعكس هذه الزخارف إلى حد كبير المعايير الفنية العالية السائدة في ذلك الوقت”.
وتقول الحكومة إن النقل جزء من خطة أكبر لترميم الحي الإسلامي بالعاصمة المصرية، وهو الجزء من المدينة التي تضم مناطق ومبانٍ عريقة، بما في ذلك بعض المباني التي كانت قائمة منذ مئات السنين.. هذه المناطق، من بين مناطق أخرى، تشمل القاهرة الفاطمية والجامع الأزهر، أهم مركز للتعليم الإسلامي السني الذي تم تشييده منذ أكثر من ألف عام، كما أنها تحتوي على قلعة صلاح الدين التي تم تشييدها منذ أكثر من 800 عام لتكون مركز الحكم وحماية المدينة من الغزو الأجنبي.
وتقول الحكومة إن هذه المعالم الهامة تجعل من الضروري تحسين المنطقة المحيطة بها، بما في ذلك من خلال إزالة أجزاء من المقبرة التي لم تعد صالحة للاستخدام وترميم أخرى لا تقف في طريق مشاريع البنية التحتية المخطط لها. .
نائب محافظ القاهرة، إبراهيم عبد الهادي، تحدث لموقع ميدل إيست آي، قائلا “تدرس لجنة خاصة الآن أفضل طريقة للتعامل مع المنطقة وإيجاد حلول لمشاكلها”.. مضيفا أن “بعض القبور تضررت بالفعل بسبب المياه الجوفية والبعض الآخر وصل إلى حالة من التدهور الشديد”.
وقام رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي، بجولة في المقبرة في 24 يونيو، ودخل بعض المقابر، بما في ذلك قبور عرابي، وقال مدبولي لوسائل الإعلام على هامش جولته إن “بعض القبور وصلت إلى حالة سيئة لدرجة أنها لم تعد صالحة لدفن الموتى”.
وفي محاولة لتخفيف المخاوف بشأن عمليات الهدم، كشف رئيس الوزراء خلال جولته في المقبرة الأسبوع الماضي أن حكومته شيدت 20 ألف قبر في الضواحي الصحراوية للقاهرة لاستيعاب الرفات التي تم نقلها. وقال إن المقبرة الجديدة ستحتوي على حي خاص لرفات المشاهير.
وأوضح أنه سيتم تحويل بعض أجزاء الموقع القديم إلى حدائق عامة، فيما سيتم استخدام أجزاء أخرى في تنفيذ مشروعات الطرق لإنهاء الازدحام في القاهرة.
ويضيف موقع “ميدل إيست آي”، “ورغم ذلك، فإن قلة من الناس تقتنع بخطاب الحكومة.. يشعر البعض بالقلق من أن الحكومة ستخرج رفات أحبائهم فقط لاستخدام أرض المقبرة لبناء مجتمع حضري جديد والاستفادة من مبيعات العقارات هناك، ومما يضفي مصداقية على هذا الرأي ، تحرك الحكومة لإخلاء منطقة المدابغ المجاورة وبناء مجمع جديد بدلاً منها ، حيث من المتوقع بيع الشقق بملايين الجنيهات المصرية”.