واشنطن تدافع عن غارة جوية قتلت مدنيين في سوريا: كانت “دفاعًا مشروعًا عن النفس” ولا تستلزم إجراءات تأديبية

بي بي سي

دافع الجيش الأمريكي عن غارة جوية “مشروعة”، قتل فيها عشرات الأشخاص في سوريا عام 2019، وقالت الولايات المتحدة إن من بين القتلى 16 مسلحا وأربعة مدنيين.

لكن المسؤولين لم يتمكنوا من التوصل إلى استنتاج بشأن أكثر من 60 قتيلا آخرين، وقال متحدث لبي بي سي إنه “من المحتمل جدًا” مقتل المزيد من المدنيين.

وبحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز اتهم الجيش بالتستر على الضربة، ولم يتم إجراء تحقيق مستقل في الغارة، ووقعت الضربات الجوية في 18 مارس عام 2019 في بلدة باغوز شرقي سوريا – التي كانت آنذاك آخر معقل لما يسمى بخلافة تنظيم (داعش).

وأسقطت الطائرات الأمريكية 3 قنابل على مجموعة كبيرة من الأشخاص خلال الغارة، على الرغم من أن لقطات الطائرات المسيرة كانت تظهر وجود مدنيين، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

وتجاهل القادة التنبيه الذي تم الإعراب عنه في أعقاب الحادث مباشرة، و “خلا” التحقيق اللاحق في الحادث الذي أجراه المفتش العام لوزارة الدفاع من أي إشارة إلى الضربة، حسبما ذكرت الصحيفة. وأضافت أنه لم يجر قط تحقيق مستقل شامل في الهجوم.

وقال جين تيت، وهو مسؤول عمل في القضية وقال للصحيفة إنه أُجبر على ترك وظيفته لاحقا: “بدت القيادة وكأنها عازمة على دفن هذا الأمر، لا أحد يريد أن تكون له أي علاقة به”.

ورفضت القيادة المركزية الأمريكية هذه الاتهامات، وقال المتحدث “بيل أوربان” في بيان لبي بي سي إن القوات الأمريكية تلقت تأكيدات، بعدم وجود مدنيين في المنطقة وقت الهجوم.

واستطرد قائلاً إنه بعد ذلك فقط، علمت الولايات المتحدة بوجود مقطع فيديو عالي الدقة لطائرة بدون طيار يديرها حليف مجهول للولايات المتحدة يشير إلى وجود مدنيين.

ومكنت لقطات من تلك الطائرة الولايات المتحدة من استنتاج أن قنابلها قتلت 16 من مقاتلي داعش و4 مدنيين – لكنها لم تستطع “تحديد حالة أكثر من 60 قتيلا آخرين بشكل قاطع”.

وتابع: “سبب عدم اليقين هذا هو أنه لوحظ في الفيديو عدة نساء مسلحات وطفل مسلح واحد على الأقل، ولا يمكن تحديد الخليط الدقيق من الأفراد المسلحين وغير المسلحين بشكل قاطع، ومن المرجح أن غالبية القتلى كانوا أيضًا من المقاتلين في وقت الضربة، ومع ذلك من المرجح أيضًا أن يكون هناك مدنيون آخرون قتلوا في هاتين الغارتين”.

وقال أوربان إن تحقيقا خلص إلى أن “هاتين الضربتين كانتا دفاعًا مشروعًا عن النفس” و”لا تستلزمان أية إجراءات تأديبية”.

ولم يتطرق المتحدث إلى اتهام صحيفة نيويورك تايمز بوجود تستر على التحقيق، الذي أجراه مكتب المفتش العام.

وكان تنظيم “قوات سوريا الديمقراطية” الكردي المسلح المدعوم من الولايات المتحدة قد بدأ زحفه النهائي على مدينة باغوز، في بداية مارس عام 2019.

واضطر التنظيم إلى التريث في هجماته بعدما تبين وجود عدد كبير من المدنيين مختبئين في المباني والخيام والخنادق.

ولزم الكثير من مقاتلي تنظيم داعشمواقعهم، وأبدوا مقاومة شرسة، ولجأوا إلى العمليات الانتحارية لصد الهجمات.

وكان سقوط باغوز لحظة فارقة في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *