نشرة كورونا.. غدا انتهاء عزل العائدين من ووهان لمصر.. ومزاعم بتورط شركات الأدوية الكبرى والمخابرات الأمريكية في انتشار الفيروس
ارتفاع عدد الحالات إلى 69000 بالعالم والوفيات 1669.. واقتراحات باستخدام بلازما الناجين في العلاج
قالت وزيرة الصحة هالة زايد، إنه من المقرر خروج المصريين العائدين من مدينة ووهان الصينية، وعودتهم إلى منازلهم، غدا، بعد انتهاء فترة عزلهم، وثبوت عدم إصابة أي منهم بفيروس كورونا المستجد.
وأضافت الوزيرة، في تصريحات على هامش إطلاق حملة تطعيم شلل الأطفال في الأسمرات، اليوم، وزيرة الصحة والسكان، إن المريض الحامل لفيروس كورونا، خضع لجميع الفحوصات واتضح عدم إصابته بأي أمراض، كما يتم عزله وفحصه بصفة دائمة، فضلا عن عزل المخالطين له، وعددهم 17 فردًا ذاتيًا في منازلهم.
وأوضحت زايد أن الدولة لا تفكر في إغلاق المطارات مع الجانب الصيني، خوفا من دخول حالات مصابة بالفيروس إلى البلاد، التزاما بإجراءات منظمة الصحة العالمية.
ومن المقرر وفقا لتصريحات الوزيرة، فض معسكر الحجر الصحي فى مطروح، الذي يشمل 617 شخصا، في حضورها، على مجموعتين تتجهان للقاهرة والإسكندرية، حيث تم تنفيذ خطة إخلاء الموجودين بشكل آمن، وتطهير فندق إقامتهم، وعمل ملفات بالفحوص الطبية لهم، مع استمرار متابعتهم ورعايتهم، والتخلص من النفايات الموجودة بالمكان، ضمن إجراءات مكافحة العدوى.
وعلى الصعيد العالمي، أصبح تفشي فيروس كورونا في الصين مادة خصبة لنشر معلومات مغلوطة ونظريات مؤامرة عبر ال‘نترنت حول العالم. لكن في روسيا، انتقل هذه اللغط إلى أحد أبرز البرامج التليفزيونية.
وحسب تقرير لهيئة الإذاعةا لبريطانية “بي بي سي”، تركز سردية الإعلام الروسي على نقطة واحدة بشكل متكرر، وهي أن النخب السياسية الغربية، خاصة الأمريكية، تقف وراء هذا الوباء.
ووصل الأمر بالقناة الحكومية الأولى، أحد أبرز القنوات التليفزيونية، تخصيص فقرة ثابتة لتناول “المؤامرة الغربية” بشأن فيروس كورونا، في برنامج الأخبار المسائي “الوقت”.
وتعرض القناة الأمر بطريقة تبدو وكأنها ساخرة وسخيفة، لكنها تترك لدى المشاهدين إنطباعأً بأنها تحتوي على بعض الحقائق.
وأحد أبرز المبالغات التي عرضها البرنامج مؤخرا هو أن كلمة “كورونا” التي تعني “التاج” باللغتين اللاتينية والروسية، تشي بضلوع دونالد ترامب في الأمر بطريقة أو بأخرى.
ويبدو أن الرابط يرجع لاهتمام ترامب بمسابقات ملكات الجمال، التي اعتاد أن يسلم فيها التاج بنفسه للفائزات.
وترجع التسمية في حقيقة الأمر إلى كون فيروس كورونا يأخذ شكلاً أشبه بالتاج، لكن مقدم برنامج “الوقت” يحذر من استبعاد الفكرة.
ويقول المذيع في إحدى الحلقات: “قد تقول إن كل هذا مجرد ترهات، وأنا أتفق معك، لولا ما يقوله مراسلنا في هذه التقرير”.
وجاء في التقرير الذي عُرض بعد ذلك أن نظرية الشبه بين شكل الفيروس والتاج “غريبة”. ويقول أحد الخبراء خلال التقرير إن سلالة فيروس كورونا الصيني مخلّق صناعيا، وإن المخابرات الأمريكية وكبرى شركات الأدوية تقف وراء ذلك.
ويكرر التقرير ادعاءات أن نشرها الكرملين مفادها أن الولايات المتحدة كانت تدير مختبراً في جورجيا، حيث كانت تختبر أسلحة بيولوجية على البشر.
ويذكر المراسل واحدة من نظريات المؤامرة المنتشرة عبر الإنترنت، بأن السلالة الجديدة من فيروس كورونا تستهدف الأسيويين فقط، وأنها تعد “سلاحاً بيولوجياً عرقياً”.
ويختم المراسل التقرير بتأكيده على عدم وجود أدلة تفند هذه الادعاءات، لكن يقول إنه “حتى الخبراء الحذرون في تقييماتهم يقولون إنه لا يمكن استبعاد أي احتمال”.
كما شغلت نظريات المؤامرة المتعلقة بفيروس كورونا حيزا كبيرا من تغطية البرنامج الحواري السياسي الأبرز على القناة الأولى، ويحمل اسم “الوقت سيكشف”، إلا أنها تناقش الأمر بحرية أكبر من برامج الأخبار.
وفي المجمل، يتبنى البرنامج سردية المؤامرة الغربية، خاصة دور المؤسسات الأمريكية وشركات الأدوية، في تخليق ونشر الفيروس، أو على الأقل نشر الذعر بشأنه.
ويشير البرنامج إلى أن هدف شركات الأدوية هو تحقيق أرباح هائلة من اللقاحات ضد الفيروس، أو في حالة المؤسسات الأمريكية يكون الهدف هو إضعاف الاقتصاد الصيني ومن ثم إضعاف المنافس الجيوسياسي.
وبعيدا عن شاشات التلفزيون، يبدو أن تفشي فيروس كورونا سبب الكثير من القلق لدى المسؤولين الروس.
وقلصت روسيا الرحلات الجوية والقطارات إلى الصين، كما أجلت مواطنيها المقيمين في الصين ونقلتهم إلى حجر صحي في سيبيريا لمدة أسبوعين، حتى أن كنيسة في موسكو أقامت قداسا للصلاة من أجل الخلاص من فيروس كورونا.
ويبدو أن هذا الخوف وجد طريقه إلى قمة الهرم السياسي في البلاد. وذكرت صحيفة فيدوموستي اليومية أن الكرملين أجرى فحص حرارة لمن يحضرون الجلسات التي يحضرها الرئيس فلاديمير بوتين وهو ما أكده قال رئيس البرلمان، دميتري بيسكوف، بقوله إنه “إجراء وقائي”.
كما نصحت منظمة الصحة العالمية جميع دول العالم بالاستعداد لوصول حالات إصابة بفيروس كورونا إليها.
وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن تفشي الفيروس لا يزال يشكل “حالة طوارىء” بالنسبة للصين.
واقترح مسؤولون في ووهان استخدام بلازما الدم من الناجين لعلاج فيروس كورونا، فعندما يصاب شخص ما، يبدأ جسمه في إنتاج أجسام مضادة طبيعية تساعد في محاربة العدوى، ويحتوي دمه على تلك الأجسام المضادة، وإذا أخذت دماء شخص تمكن من محاربة العدوى، فقد تتمكن من استخدام أجسامه المضادة كلقاح لأشخاص آخرين
وارتفع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد إلى أكثر من 69000 حالة في جميع أنحاء العالم ، حيث تم الإبلاغ عن أول حالة وفاة من Covid-19 في أوروبا.
وحتى صباح يوم الأحد، تم تسجيل 68500 حالة إصابة بالفيروس في الصين القارية، بزيادة قدرها 2،009 في اليوم السابق.
وسجلت السلطات الصحية الصينية 142 حالة وفاة إضافية أمس، ليصل إجمالي عدد الوفيات في العالم إلى 1669، جميعهم باستثناء 4 منهم في الصين القارية.
وحتى الآن، تم علاج ما يقرب من 9500 مريض من فيروس كورونا وخرجوا من المستشفيات في جميع أنحاء الصين، حسبما ذكرت السلطات الصحية في البلاد.
ومع ذلك ، هناك مخاوف من أن تدابير الحجر الصحي الصارمة المتخذة في جميع أنحاء البلاد ربما لم تكن كافية لاحتواء انتشار الفيروس.
وظلت العديد من المدن الكبرى في وضع الإغلاق منذ شهر تقريبًا. في يوم السبت ، أمرت السلطات في بكين بفرض الحجر الصحي الإلزامي لمدة 14 يومًا لجميع المسافرين العائدين إلى المدينة، حيث وجد أي شخص ينتهك القواعد يخضع لتداعيات قانونية محتملة.
وأكدت اليابان وجود 67 حالة إصابة أخرى على متن السفينة Diamond Princess “الأميرة الماسية”، التي رست في ميناء يوكوهاما، ليصل العدد الإجمالي إلى 286 حالة، وهو أكبر انتشار للفيروس خارج البر الرئيسي للصين.
سيتمكن بعض الركاب من المغادرة اليوم، مع توفير الولايات المتحدة رحلة مستأجرة لنقل مواطنيها على متن السفينة إلى المنزل.
لكن يتعين على من استقل الطائرة أن يتحمل الحجر الصحي لمدة 14 يومًا، هذه المرة في قاعدة ترافيس الجوية في فيرفيلد كاليفورنيا أو قاعدة لاكلاند الجوية بالقرب من سان أنطونيو، تكساس، وعند عودتهم إلى الأراضي الأمريكية، لن يتم إسكانهم إلى جانب الأشخاص الذين تم وضعهم تحت الحجر الصحي بعد عودتهم إلى الصين قادمين من الصين.
وقالت سفارة البلاد في طوكيو، في رسالة وجهت إلى الركاب، اليوم، إن الحكومة الأمريكية استئاجرت رحلات تغادر يوكوهاما إلى الولايات المتحدة، وهي الفرصة الوحيدة للمسافرين المؤهلين للسفر إلى الولايات المتحدة حتى 4 مارس 2020، في أقرب وقت ممكن، وهذا التاريخ هو 14 يومًا بعد مغادرة باقي الركاب للسفينة في 19 فبراير.
وأضاف الخطاب أن الركاب وأفراد الطاقم على متن Diamond Princess معرضون لخطر كبير للتعرض للفيروس، وبالتالي كانت الحكومة تؤجر هذه الرحلات لتقليل المخاطر على الصحة، ولن يسمح لأي مسافر يحمل أعراض بالركوب.
وبعيدا عن الآثر الصحي، تحول الاهتمام إلى كيفية احتواء الاضطرابات في الاقتصاد العالمي الناتجة عن تفشي الفيروس، حيث تكافح الصين للعودة إلى العمل بعد إغلاق الشركات وتعليق المدارس لأسابيع.
ويعمل الملايين الآن من منازلهم، مع تأكيد الرئيس الصيني شي جين بينج، حاجة البلاد إلى استقرار اقتصادها وتجنب تسريح العمال.
لكن الأمر لا يؤثر فقط على الصين، فقد أدى إغلاق المصانع الصينية إلى تعطيل سلاسل الإمداد على مستوى العالم، ما يهدد بالتسبب في حدوث ركود في ألمانيا، ونقص الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم.
ويقول اقتصاديون إن المستوى الحالي للاضطراب يمكن السيطرة عليه، إذا بدأ تباطؤ عدد حالات الإصابة بالفيروس، وأُعيد فتح المصانع الصينية قريبًا، خاصة مع وجود ضربة سريعة للاقتصاد الصيني في الربع الأول وتراجع في النمو العالمي، حال استمرار انتشار الفيروس.