مقعد شاغر على مائدة الإفطار| شريف الروبي.. من حلم الثورة إلى أمل الحرية (سنوات من المعاناة في الحبس الاحتياطي)

ما أصعب الانتظار على السجناء والمحبوسين، وما أقساه على ذويهم الذين يعيشون على أمل خروج ذويهم بعد أشهر وسنوات من المعاناة في غيابهم، بينما يأتي شهر رمضان وتتوق إليهم مقاعدهم الفارغة على موائد أسرهم، لتعود معها البهجة الغائبة، في الوقت الذي تنشغل الأيدي بالابتهال لعودتهم، وإعداد وجبات الإفطار لتسليمها لهم بوجوه تكسوها الحسرة، في أقرب زيارة لها خلف القضبان.   

سنوات من القبض والإفراج واستمرار الحبس قضاها الناشط السياسي شريف الروبي، داخل الزنازين، محروما من أبسط معاني الحرية، وغائبا عن أسرته وزوجته وأحبابه طوال هذه المدة، ليس لشيء سوى لأمله في مستقبل أفضل لهذا البلد. 

في مطلع أبريل، قررت محكمة جنايات إرهاب القاهرة، المنعقدة داخل غرفة المشورة، تجديد حبس الروبي لمدة 45 يوما احتياطيا، على ذمة القضية رقم 1111 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، والمحبوس فيها منذ ديسمبر من العام نفسه. 

ويواجه شريف الروبي في قضيته، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي فيسبوك، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها. 

التجديد الأخير حرم الروبي من ملء مقعده الفارغ على مائدة إفطار رمضان بصحبة أسرته وأحبابه، كما غيبه عن قضاء عيد جديد معهم، وسط دعوات مستمرة بالإفراج عنه وإنهاء معاناته المستمرة. 

يذكر أن الروبي ألقي القبض عليه سابقا يوم 6 أبريل 2018 في محافظة الإسكندرية، واختفى لمدة 8 أيام، قبل عرضه على نيابة أمن الدولة العليا يوم 16 أبريل من العام ذاته، للتحقيق معه على ذمة القضية 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة، ليتم حبسه منذ هذا التاريخ مدة قارب العام ونصف، حتى قررت محكمة الجنايات في 22 يوليو 2019 إخلاء سبيله، ليتم تدويره بعد شهرين على ذمة القضية الحالية. 

ويُعرف هذا الإجراء بالتدوير، ويشير إلى إعادة سجن المتهمين في قضايا جديدة بعد إخلاء سبيلهم وعادةً بنفس الاتهامات السابقة، أو قد تكون قضية بدأت أثناء فترة حبسه الاحتياطي. 

في نهاية 2015 تم القبض على شريف الروبي و3 من قيادات حركة 6 أبريل، على ذمة القضية رقم 20065 لسنة 2015 جنح الدقي، لاتهامهم بالتظاهر دون تصريح وإطلاق الألعاب النارية فجرا، وفي مارس 2016 أعلن نيابة الدقي حفظ التحقيقات في القضية. 

لكن قبل نهاية شهر أبريل من العام نفسه، ألقي القبض على الروبي وآخرين فى اتهامهم بالانضمام لجماعة إرهابية، والدعوة للتظاهر، ونسبت النيابة للمتهمين، في القضية 58 حصر أحداث طارئة، تهم الانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام الدستور والقانون، والانضمام الى جماعة إرهابية، بهدف التحريض ضد نظام الحكم، وعقد اجتماعات على مقهى بالجيزة. 

كما وجهت النيابة لهم اتهامات بالدعوة للتجمهر والتظاهر والمشاركة في أحداث 25 أبريل، اعتراضًا على اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، ونشر أخبار كاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تهدف لتكدير السلم والأمن العام، قبل صدور قرار بالإفراج بكفالة في شهر مايو التالي. 

حينما اندلعت ثورة الشعب في ٢٥ يناير 2011 ضد ديكتاتورية الحكم واستشراء الفساد وتغوله والتعذيب في أقسام الشرطة، رافعة شعار عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كان يقصد بالحرية آنذاك حماية الحقوق وتوسيع دائرة الحريات في البلاد. 

الآن وبعد إحدى عشر عاما من اندلاعها، بات الروبي – وهو أحد أبناء هذه الثورة – حبيسا ضمن كثيرين من رفقاء الحلم، في انتظار حلم أبسط وهو معانقتهم الحرية من جديد.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *