محمد غنيم: المعلمون “مطحونين” ورواتبهم قليلة للغاية .. وعدد كبير منهم تحت خط الفقر.. ويجب تفعيل نسبة الـ 4% المقررة دستوريا

كتب – أحمد سلامة

حذر الدكتور محمد غنيم رائد زراعة الكلى، من أن المعلمين “مطحونين” وعدد كبير منهم أصبح تحت خط الفقر ويعانون من أوضاع معيشية صعبة، مضيفًا أن ذلك يهدد العملية التعليمية ككل، وهي العملية التي يأتي فيها المعلم عنصرًا أساسيا من عناصر تطويرها.

وطالب غنيم، خلال لقاء خلال برنامج “كلمة أخيرة” الذي تقدمه الاعلامية لميس الحديدي على شاشة “ON”، بضرورة الالتزام بما نص عليه الدستور وهو تخصيص 4% من الناتج القومي لقضية التعليم وتشكيل مفوضية عليا تتبع رئيس الجمهورية مباشر للنهوض بأوضاع التعليم.

ودعا لأن تتشكل المفوضية من رجال الفكر والثقافة وأخصائيين في مجالات التربية وأستاذة مناهج وممثلين من لجنة التعليم من النواب ويكون دورهم دراسة الواقع ووضع الاستراتيجية ويكون التنفيذ بواسطة وزير التربية والتعليم الفني وتكون دور المفوضية مراقبة التطبيق ومعايير الجودة.

وقال : “إلى الآن لم يتم الالتزم بالنسبة التي نص عليها الدستور وهي نسبة 4% كحد أدنى من الناتج القومي الاجمالي وتزيد مع التطور.. النسبة المقررة دستوريًا حاليا تكفي لانشاء فصول أخرى وتحسين أوضاع المدرسين”.

وأوضح أن أوضاع المدرسين بات يرثى لها قائلاً : “المدرس مطحون ومرتباتهم قليلة جدا ويدخلوا تحت حزام الفقر وقدامهم حل من اتنين يا إما يدوا دروس يا يشتغلوا سواقين تاكسي أو كليهما”.

وعلق على فتح باب التطوع مقابل عشرين جنيهاً عن الحصة قائلاً : ” ده كلام مينفعش لازم يجزل لهم العطاء إذا كنا نتحدث عن خريجي كليات التربية والعلوم ودول اللي المفروض يروحوا للمرحلة الابتدائية التعليم الأساسي إحنا بنشوف حاجات غريبة فيه مؤهلات متوسطة بتشتغل في التدريس في الابتدائي وحكاية 20 جنيه للحصة كلام ماينفعش نتحدث عنه”.

وشدد على ضرورة اقتحام لب المشكلة وهي تكدس الفصول ونقص المدارس قائلاً : “التعليم الحقيقي يعمل على الاكتشاف المبكر للمواهب عبر الأنشطة ويجب أن يكون المدرسين الأكفاء في المرحلة الابتدائية وعلى أرض الواقع هذا لا يحدث وهناك مدرسين لديهم مؤهلات متوسطة”.

وأوضح أن “العدد المثالي في الفصول يجب أن لايزيد عن ثلاثين إذا أردنا إصلاح مشكلة التكدس وتطوير أحوال المعلم هي الاساس والعمود الفقري في العملية التعليمية”.

وفي تعليقه على نظام الثانوية العامة الجديد، أضاف أن “النظام التراكمي الجديد أفضل ويخفف العبء النفسي عن الطلاب شريطة أن يكون هناك تدريس جيد ومنضبط”.. مضيفا “السناتر والدروس قائمة باكتساح لأنه لا بديل لها وإغلاقها لايتعلق بالسبب الرئيسي إما من أجل التكدس أو ملفات ضريبية لكن في الاساس لاغنى عنها بالنسبة للأسر في ظل تدهور العملية التعليمية خاصة الاسر الفقيرة التي قد ترهن ” النحاس ” حتى تعلم ابنائها ليحصلون على وظيفة لتحسين السلم الاجتماعي “.

وأشار إلى أن هناك تفاوتاً طبقياً شديد في مصر وبعض أبناء الطبقة الفقيرة في مصر يفضلون أن يقودوا توك توك عن أن يذهبوا إلى المدارس قائلاً : ” اختلاف نوعية التعليم في مصر أدى إلى مجتمع متباين والهوية الوطنية اختلت”.

وحول الأداء الخاص بالتعليم الفني قال : “لتعليم الفني مهم جدًا في مصر.. وهو نوعين تعليم ما بعد الإعدادية والتعليم العالي بعد الثانوية”، مشدداً أن نظرة المجتمع للتعليم الفني ستتغير بالواقع وليس عن طريق الإعلام.. ستتغير عندما يجدون وظائف.

وكشف الدكتور محمد غنيم، أسباب هجرة الأطباء خارج مصر، قائلًا: “صغار الأطباء يهاجرون لأنه بعد دراسة طويلة وظروف العمل الخاصة بهم متردية من جهة الرواتب المتدنية فيلجأون للسفر كبديل”.

وأضاف غنيم في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، أن الوجهة الأولى لهم هي ألمانيا وإنجلترا، بالاضافة لوجهتين جدد هما إستراليا ونيوزلندا، متابعًا: “الأطباء يفضلون الذهاب لتلك البلاد عشان فيه إستقرار في العمل ومنظومة عطاء إجتماعي وفرصة لطموح والترقي وهذا سبب تسرب الأطبا ء وبالتالي لدينا عجز”

وانتقد الدكتور محمد غنيم طريقة التعاطي مع مسألة هجرة الاطباء قائلاً : “بنعالج ده غلط بدال مانشوف سبب المشكلة بنزود عدد كليات الطب وده مش صح، عالجوا الأول أسباب التسرب والسفر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *