لقاحات كورونا تثير المخاوف في عدة دول: منع استخدام وتوصيات بمراجعة الأطباء وجهل بمدى فعالياتها

كتب – أحمد سلامة


مازالت بعض اللقاحات المضادة لكورونا واقعة تحت ظلال الشك من حيث قدراتها ومدى فعاليتها، والآثار الجانبية التي تنتجها.. فبينما بدأت عدة دول في اعتماد بعض أنواع اللقاحات، اتجهت دول أخرى إلى وقف استخدامها بعد ظهور مضاعفات وحالات وفاة.
دعت السلطات الصحية في الولايات المتحدة إلى تعليق استعمال لقاح “جونسون أند جونسون”، بسبب تقارير عن ظهور حالات نادرة لجلطات في الدم.
وقالت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية إنها توجه الدعوة لتعليق استخدام اللقاح “من منطلق الحيطة البالغة”، مشيرة إلى رصد 6 حالات حادة لتجلط الدم بين أكثر من 6.8 مليون جرعة مُنحت من اللقاح.
وتأتي هذه التوصية بعد تسجيل حالات نادرة مشابهة مع لقاح أسترازينيكا، أدت إلى تمهل البعض في استعماله.
وفي سلسلة من التغريدات بموقع تويتر، قالت الإدارة إنها وهيئة “مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” تراجعان “ست حالات نادرة وحادة من تجلط الدم مسجلة في الولايات المتحدة”.. مضيفة “نوصي بتعليق استعمال هذا اللقاح، من منطلق الحيطة البالغة”.
ولفتت إلى أن هذا بهدف “ضمان أن مجتمع تقديم الرعاية الصحية على دراية بتبعات هذه الحوادث المعاكسة”، موضحة أن هذا النوع من تجلط الدم يتطلب علاجا مختلفا عن العلاج المعتاد في الحالات المماثلة.
وكانت الإصابات الست كلها لسيدات تتراوح أعمارهن بين 18 و48 عاما.. فيما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين قولهم إن امرأة توفيت، فيما ترقد أخرى في حالة حرجة في نبراسكا.
وجاء في بيان مشترك، صادر عن إدارة الغذاء والدواء وهيئة مراكز السيطرة على الأمراض، أن كل من تلقى لقاح جونسون أند جونسون ثم شعر بصداع حاد أو ألم في البطن أو الساق، أو بضيق في التنفس خلال ثلاثة أسابيع من التلقيح عليه الاتصال فورًا بالطبيب المعالج.
وأصدرت شركة جونسون أند جونسون الأمريكية بيانا تقول فيه إن السلامة على “رأس أولوياتها”، وإنها تطلع الهيئات الصحية على “جميع تقارير المضاعفات”.
وأضاف البيان: “نحن على علم بالتقارير عن حالات تجلط الدم التي سجلت بعد تلقي لقاح كوفيد 19، ولكن لم تثبت حتى الآن علاقة سببية بين هذه الحالات النادرة ولقاح جونسون أند جونسون المضاد لمرض كوفيد 19”.. مشددة على أنها ستواصل العمل مع الهيئات الصحية.
وسجلت الهيئات الصحية حالات نادرة جدا من تجلط الدم أيضا بعدما تلقى عشرات الملايين لقاح أوكسفورد-أسترازينيكا.
ودفعت التقارير العديد من الدول إلى تعليق استعمال اللقاح، ولكنها استأنفت التلقيح بعدها.. ولكن بعض الدول حددت الفئات العمرية التي تتلقى أوكسفورد-أسترازينيكا، مثل البالغين ما فوق الستين في ألمانيا.
وفي بريطانيا أوصت الهيئات الصحية بأن يتلقى من هم دون الثلاثين من العمر لقاحا آخر.
وفي بحث جديد من المراكز الأميريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، أشار إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بلقاح كوفيد-19 من موديرنا قد يعانون من آثار جانبية أكثر من أولئك الذين حصلوا على لقاح من شركة فايزر.
وجمع الباحثون البيانات خلال الفترة من ديسمبر 2020 إلى فبراير 2021 من نظام V-Safe للمراقبة التابع لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، والذي يراقب ويبلغ عن ردود الفعل السلبية للقاحات كوفيد-19 من خلال استطلاعات التقارير الذاتية، وفقاً لما ذكره موقع “Fox9”.
وكشفت البيانات أن 75% من متلقي لقاح موديرنا أبلغوا عن آثار جانبية بعد الحصول على جرعة واحدة من اللقاح مقارنة بـ 65% من متلقي لقاح فايزر، كما شملت الآثار الجانبية الألم في موضع الحقن، والتعب والصداع.
كما لاحظ الباحثون أن المشاركين في الدراسة يمثلون أقل من 10% من إجمالي عدد الأشخاص الذين تلقوا لقاحهم الأول في وقت الدراسة.
من جانبهم، قال مسؤولو مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إنه من المتوقع حدوث آثار جانبية خفيفة مع الحصول على لقاح كورونا وأن الآثار الجانبية هي علامة طبيعية على أن جسمك يبني الحماية.
فبالإضافة إلى التهاب الذراع، يمكن أن يعاني الأشخاص من الحمى وبعض الأعراض الشبيهة بالإنفلونزا مثل التعب أو الأوجاع أو القشعريرة أو الصداع. حيث تستمر الآثار الجانبية لمدة يوم تقريباً، ووفقاً لمسؤولي CDC، فإن ردود الفعل هي علامة على أن الجهاز المناعي يتجاوب بسرعة.
في غضون ذلك، أكد مسؤول في وكالة تنظيم الأدوية الأوروبية وجود صلة بين لقاح أسترازينيكا وحالات تجلط الدم التي لوحظت بعد أخذه.
وقال ماركو كافاليري، مسؤول استراتيجية اللقاحات في وكالة الأدوية الأوروبية، في مقابلة مع صحيفة “إل مساجيرو” الإيطالية: “يمكننا الآن أن نقول ذلك، من الواضح أن هناك صلة مع اللقاح. ولكننا لا نعرف بعد ما الذي يسبب رد الفعل هذا”.
وأضاف: “باختصار، في الساعات القليلة المقبلة سنقول إن هناك صلة، ولكن ما زال يتعين علينا فهم الكيفية التي يحدث بها ذلك”، حسبما نقلت “فرانس برس”.
وكانت وكالة الأدوية البريطانية، قد أعلنت قبل ذلك، أن 7 أشخاص تلقوا لقاح أسترازينيكا توفوا بسبب جلطات دموية، من إجمالي 30 حالة تم تسجيلها حتى الآن.
وتلقت الوكالة حتى يوم 24 مارس تقارير عن 22 حالة تخثر دموي وريدي دماغي، وثماني حالات أخرى لجلطات مرتبطة بنقص الصفائح الدموية من إجمالي 18.1 مليون جرعة تم إعطاؤها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن جون راين مدير الوكالة قوله “فحصنا المعمق لهذه التقارير مستمر”.
وفي فرنسا، أعلنت وكالة سلامة الأدوية عن رصدها حالتين جديدتين للوفاة بسبب التجلط الدموي لدى شخصين تلقيا لقاح أسترازينيكا.
وأشار تقرير للوكالة إلى أنها رصدت خلال الفترة بين 19 و25 مارس الماضي 3 حالات للتجلط الدموي بعد التطعيم بلقاح أسترازينيكا، نتجت عنها حالتا وفاة.
ومنذ بداية حملة التطعيم في فرنسا تم رصد 12 حالة للتجلط الدموي، أسفرت عن 4 وفيات.
يذكر أن عددا من الدول، معظمها أعضاء في الاتحاد الأوروبي، علقت استخدام لقاح أسترازينيكا على خلفية التقارير حول تجلط الدم لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح.
أما في مصر، فقد علقت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية لدى مصر، على مدة فاعلية لقاحات كورونا، حول ما إذا كانت تتطلب التلقيح سنوياً أم مرة في العمر.
وقالت القصير: أن الأمر غير معلوم حتى الآن، لأن الفيروس جديد، والمعلومات عنه نادرة، ولا يستطيع أحد أن يجزم بمدة فاعلية اللقاح من ناحية، أنه يكفى طول العمر أم سيكرر سنويا، ونحتاج مدة لا تقل عن عام للوقوف على كل شىء يخص مدة وقوة فاعلية اللقاحات.
ولفتت -حسب صحيفة المصري اليوم- إلى أنه حتى 31 مارس 2021 قام مرفق كوفكس بشحن 32 مليون لقاح COVID-19 (كوفيد)، إلى 70 دولة، منها مصر، التي تلقت شحنة أولى 850.000 جرعة، وهناك 256 لقاحًا مرشحًا، قيد التطوير؛ 74 منها قيد التطوير السريري.. فيما وافقت هيئة الدواء المصرية على اللقاح الصيني سينوفارم ولقاحي أسترازينيكا واللقاح الروسى سبوتنيك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *