لطيفة يوسف تعلِّق ريشتها.. رحيل أيقونة النضال الفني الفلسطيني و”صديقة كل المدن”

رحلت الفنانة التشكيلية الفلسطينية لطيفة يوسف، الملحق الثقافي بالسفارة الفلسطينية لدى القاهرة سابقًا، في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين، تاركة إرثا كبيرا بريشتها التي امتزجت ألوانها بدماء المناضلين ضد الظلم والاحتلال، وعاشت تعاني الرحيل من مدينة إلى مدينة حتى قضت أيامها الأخيرة بالقاهرة، فأصبحت “صديقة لكل المدن”.

ونعى عديد من الوسط الثقافي الفنانة الراحلة، وكتب وزير الثقافة الفلسطيني د. عاطف أبو سيف، عبر صفحته في “فيسبوك”، صباح اليوم: “رحلت لطيفة يوسف الفنانة التي آمنت بفلسطين وعملت لها وآمنت بالفن وانتمت له”.

وأضاف: “أشياء كثيرة يمكن أن تقال عن لطيفة يوسف، لقد كانت عنواناً من عناوين فلسطين في القاهرة، وحين كنّا في مطالع عمرنا ونفد للقاهرة شباناً كانت ثمة عنوانين عرفتهما: أحمد عمر شاهين ولطيفة، وكانا لا يبخلان علينا بالعلاقات والمواعيد والندوات”.

وتابع: “منحت دولة فلسطين لطيفة جائزة الدولة التقديرية للعام 2021، تحدثت معها عبر الهاتف قبل شهر، كانت سعيدة وكان صوتها لا يحمل أي أثر عن موت قادم، يا للموت”.

وقال الأديب ناجي الناجي، المستشار الثقافي لسفارة فلسطين بالقاهرة: “لطيفة يوسف الفنانة الفذة، الإنسانة البهية، الصادقة المخلصة الوفية، المناضلة الصبورة، المعطاءة النبيلة المكافحة دومًا، قلبها المحب توقف، وتوقفت معه معان كثيرة للعطاء والإيثار والجمال والبهاء، لن ننساك يا ابنة البلاد وأمها”.

ولطيفة يوسف، هي أحد النجوم البارزة في الفن التشكيلي الفلسطيني، ولدت بمخيم خان يونس، كرست ريشتها للتعبير عن للقضية الفلسطينية بأسلوب فني متميز، إذ قدمت العديد من المعارض الفردية والجماعية في دول الوطن العربي وخاصة في مصر، واستطاعت أن تضع بصمتها الفنية في المحافل الدولية، رغم ما تفرضه السلطة الاستعمارية من عقبات.

واستطاعت لطيفة بلغتها الفنية، التعبير عن معاناة الشعب الفلسطيني والتي اختبرتها بنفسها من قلب الحدث، إذ كانت دائما ما تحرص على حضور الثقافة والتراث الفلسطيني في لوحاتها، حتى لا تذوب الهوية الفلسطينية في قسوة الزمن وتظل متماسكة بعبور الأجيال.

وقبل شهر، حازت الفنانة التشكيلية الراحلة على جائزة فلسطين التقديرية للفنون، وهي أرفع جائزة ثقافية فنيّة فلسطينية في هذا المجال،  وجاء في بيان لجنة تحكيم الجائزة، حينذاك: “أنتجت الفنانة لطيفة يوسف العشرات من الأعمال الفنية المتنوعة التي أغنت مدونة الفن التشكيلي الفلسطيني بفرادة تجربتها، وتنوع أعمالها بين الواقعية والتجريد، وكانت رسوماتها على الدوام مشحونة ببطاقة تعبيرية تسجل اللحظات التي عاشتها وعاشها أبناء شعبها بسبب التهجير والاحتلال”.

كانت لطيفة قالت عن الفنان التشكيلي الفلسطيني، إنه لجأ لأساليب عدة لمقاومة الاحتلال، أولها توعية الجماهير بتأثير الاحتلال على ضياع الهوية الفلسطينية والإيضاح المستمر للتراث الفلسطيني عن طريق تسجيله على لوحاتهم، وإظهار التراث الفلسطيني الغني المنعكس على المشغولات المطرزة المستخدمة في الأثواب التراثية، والتعبير عن وسائل المعيشة ككل وإظهار الاستخدامات اليدوية اليومية، بأشكال متعددة من وسائل التعبير التشكيلي، سواء كان التصوير الفوتوغرافي أو التصوير الزيتي أو اللوني أو النحت أو الريليف، حتى يدرك الاحتلال أن هناك شعبًا له هوية لن تضيع بمرور الزمن أبدا، بل على العكس.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *