كورونا يضرب البورصات العالمية: البورصة الأمريكية تهوي.. والمصرية تتراجع.. وتحسن طفيف في بورصات الخليج باستثناء قطر
كتب – أحمد سلامة
ليس ارتفاع الوفيات والإصابات المأساة الوحيدة التي تسبب فيها فيروس كورونا وإن كان أكثرها فداحة، وإنما امتد أثر الجائحة إلى الاقتصاد العالمي وفي القلب منه البورصات التي مُنيت العديد منها بخسائر فادحة.
المخاوف من الفيروس العالمي دفعت حركة الأسهم إلى التراجع بشكل وُصِف في كثير من الأحيان بـ”المرعب”، ما جعل البعض يشبه تأثيرات “كورونا” على البورصات بتأثير الأزمة الاقتصادية في 2008.
خلال الأسبوع الماضي، هوت مؤشرات البورصة الأمريكية الرئيسية الثلاثة بنحو 12% لكل منها في أكبر معدل تراجع في جلسة واحدة منذ 1987.
وبحسب “بلومبرج” فقد جاء التراجع بعد أن حذر الرئيس دونالد ترامب من الاضطراب الاقتصادي نتيجة فيروس كورونا الذي قال إنه قد يستمر في الصيف، وجاء الانهيار أيضا تحت وطأة الخفض المفاجئ لأسعارالفائدة من قبل البنك المركزي الأمريكي، أمس لما يقرب من الصفر.
وزادت الخطوة من مخاوف المستثمرين في البورصة من ركود حاد نتيجة تفشي وباء كورونا، وتراجع المؤشر داو جونز الصناعي 2997.1 نقطة بما يعادل 12.93% إلى 20188.52 نقطة، وهبط المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 324.89 نقطة أو 11.98% ليسجل 2386.13 نقطة، فيما تراجع المؤشر ناسداك المجمع 970.28 نقطة أو 12.32% إلى 6904.59 نقطة.
لم يتوقف الأمر عند حد “الرقم القياسي السلبي” الذي حققته البورصة الأمريكية، فبعد فترة انتعاشة قصيرة استمرت 3 أيام فقط، عادت للتراجع مرة أخرى، فقد تراجعت مؤشرات البورصة خلال تعاملات الجمعة الماضي، بعدما تصدرت الولايات المتحدة دول العالم بعدد المصابين بفيروس كورونا.
وخيمت مخاوف اقتصادية على المتعاملين بسبب الأضرار المحتملة لفيروس كورونا، ولاسيما بعدما تصدرت الولايات المتحدة دول العالم بعدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، والتي تجاوزت حتى 85 ألف حالة.
ومن البورصة الأمريكية إلى البورصات الآسيوية، حيث حققت البورصة اليابانية ارتفاعا طفيفا الجمعة الماضي، بعد أن دشن صانعو السياسات حزمة من مساعي التحفيز للحد من الضرر الاقتصادي لفيروس كورونا.
وقال مسؤولون حكوميون ومشرعون يبانيون إن من المتوقع أن يأمر رئيس الوزراء شينزو آبي مجلس وزرائه بوضع حزمة اقتصادية بإنفاق قيمته 135 مليار دولار أو أكثر.
وتأتي تصريحات المسؤولون الحكوميون بعد خسائر حادة تعرضت لها البورصة اليابانية بل والاسيوية كلها حيث سجل مؤشر “نيكي” الياباني تراجعا بنسبة 4.4%؛ ليصل إلى 18559 نقطة، كما انخفض مؤشر “شنجهاي” الصيني بنسبة 1.52% ليصل إلى 2939 نقطة، وسجل مؤشر بورصة سنغافورة تراجعًا بنسبة 3.35%؛ ليصل إلى 2691 نقطة، وهبط مؤشر “هانج سينج” بنسبة 3.6%؛ ليصل إلى 24309 نقطة.
ونقل موقع “ماركت ووتش” المعني بالشأن الاقتصادي العالمي عن جاكسون وونج، محلل لدى مجموعة” أمبر هيل كابيتال” قوله: “إن عمليات البيع المكثفة التي تشهدها حركة الأسواق العالمية حاليًا تعكس حجم الذعر والخوف المسيطر على أداء المستثمرين، ويبقى هذا الخوف رهين التطور في مسار كورونا وإذا ما سيواصل الوباء تفشيه وفتكه بدول العالم أم قد نرى له نهاية وشيكة”.
وفي الشرق الأوسط، ارتفعت معظم بورصات الشرق الأوسط، الأحد، مع فرض الدول إجراءات صارمة لاحتواء الانتشار السريع لفيروس كورونا إلى جانب ضخ السلطات مليارات الدولارات، لكن بورصة قطر تراجعت عقب تسجيل أول حالة وفاة في الدولة بسبب الفيروس.
وفي أبوظبي، تقدم المؤشر 2.9 بالمئة، يقوده ارتفاع أكبر بنوك البلاد، بنك أبوظبي الأول، 6.2 بالمئة وسهم اتصالات 3.2 بالمئة، وزاد مؤشر دبي 1.3 بالمة، حيث قفز سهم إعمار العقارية 5.7 بالمئة ودبي للاستثمار 3.7 بالمئة.
وأغلقت البورصة السعودية مرتفعة 0.8 بالمئة لتواصل مكاسب الجلسة السابقة، وزاد سهم مصرف الراجحي 1.9 بالمئة في حين ارتفع جبل عمر 4.8 بالمئة.
وفي قطر، فقد المؤشر 0.6 بالمئة. وأغلقت معظم الأسهم منخفضة، بما فيها صناعات قطر الذي فقد 1.4 بالمئة.. حيث سجلت قطر أول حالة وفاة من الفيروس إلى جانب 28 إصابة جديدة ليصل الإجمالي إلى 590، بحسب وزارة الصحة.
وفي مصر، أنهت البورصة المصرية، تعاملات جلسة اليوم، أولى جلسات الأسبوع، وأغلق رأسمالها السوقي عند 537.9 مليار جنيه مقابل مستوى 539.9 مليار جنيه، فاقدًا 2 مليار جنيه.
وتراجع مؤشر “إيجى إكس 30” بنسبة 1.54 % ليغلق عند مستوى 9760.18 نقطة.. فيما ارتفع مؤشر “إيجي إكس 70” بنسبة 1.95 % ليغلق عند مستوى 978.09 نقطة كما ارتفع مؤشر “إيجى إكس 100” بنسبة 0.19 % ليغلق عند مستوى 1038.18نقطة.
واتجهت تعاملات الأجانب والعرب للبيع بصافي 1.011 مليار جنيه، 9.6 مليون جنيه على التوالي، فيما مالت تعاملات المصريين للشراء بصافي 1.02 مليار جنيه.