قصة ممرضة أفقدها «الفطر الأسود» نصف وجهها والصحة تُطالبها بالحضور.. وإيمان عبد المنعم: كيف أعود بهذا الشكل وهذه الحالة؟
إيمان تستغيث بالمسؤولين لعلاجها والحصول على حقوقها.. وتؤكد: الأكل يخرج من أنفي.. أرجع ازاي الشغل بالمنظر ده؟
كتب- د. أحمد حسين
ممرضة أفقدها الفطر الأسود نصف وجهها والصحة تُطالبها بالحضور للعمل، مأساة تعيشها إيمان عبد المنعم محمد، الممرضة بمجمع المصحات المدرسية والرضع بالمحلة الكبرى بمحافظة الغربية والتابعة للهيئة العامة للتأمين الصحي، بصوت حزين تقول إيمان: أنا ممرضة عملي ليس الجلوس على مكتب في غرفة، كيف أعود لعملي وأنا بهذا الشكل وهذه الحالة!.
قبل أن أستاذنها في نشر صورة نصف الوجه العليل أو بالأصح الميت، حاولت عدة مرات أن استحضر كلمات وتعبيرات تغني عن عرض الصورة وتصل للقارئ بتخيل عن هذا الشكل وهذه الحالة التي تعنيه الممرضة، ربما تيقن عزيزي القارئ أنه لا توجد كلمات تصف الحالة بدقة كالصورة.
تحكي إيمان مأساتها، فتقول: “تعبت في إجازة عيد الفطر الماضي بسخونة ونزلات برد، تم تشخيص حالتي التهاب في العصب السابع ثم التهاب في الجيوب الأنفية، ثم ذهبت لطبيب أنف وأذن طلب عمل أشعة رنين مغناطيسي وبعدها تواصل مع أطباء جامعة المنصورة الذين طلبوا حضوري على الفور”.
وتكمل إيمان: “بعد دخولي طوارئ مستشفى المنصورة الجامعي في 22 / 5 /2021، دخلوني قسم الفطر ومكثت فيه 3 أسابيع وشخصوا حالتي أنها التهاب فطري غازي بالأنف والجيوب الأنفية والعين اليمنى، وفقدان تام للبصر بالعين اليمنى”.
وأضافت: “الحقن لم تكن موجودة بالتأمين الصحي وكنت بشتريها على حسابي الخاص بالفين جنيه كل 5 أيام، الأدوية بس اللي بفواتير 12 ألف جنيه ولما رحت التأمين الصحي صرفوا لي ألفين جنيه فقط منهم”.
وتكمل الممرضة سرد مأساتها: بعد خروجي من مستشفى المنصورة الجامعي يوم 9 يونيه العام الماضي وعودتي للعمل بالمحلة الكبرى، وجدتها زميلتها في إعياء وألحت عليها للذهاب إلى مستشفى المنشاوي بطنطا ليقرر إستشاري الأنف والأذن نفس التشخيص بإصابتها بالفطر الأسود بعد كورونا ويقرر احتياجها لعلاج مضاد للفطريات، ويتم تحويلها لمستشفى مدينة نصر للتأمين الصحي بالقاهرة.
تواصل إيمان عبد المنعم، الممرضة بهيئة التأمين الصحي بالمحلة الكبرى: “اتحجزت في مستشفى مدينة نصر من 15 يونيه حتى 19 أغسطس يعني أكثر من شهرين، وكنت أنا أول حالة فطر أسود ومعايا طفلة عمرها 10 سنوات، الأطباء هناك اهتموا بحالتي والدكتور رئيس القسم أجل سفره، العلاج نزل في التأمين الصحي في شهر 7 بس، ادوني في مستشفى مدينة نصر أدوية وشالوا جزء من الفك العلوي وتنظيف للجيوب الأنفية، وأخدوا عينة حللوها وطلعت فطر أسود بعد الإصابة بكورونا وبعدها عملوا تفريغ واستئصال للعين اليمنى”.
وتضيف إيمان: فضلت أتابع في مستشفى مدينة نصر وفي 17 يناير الماضي وجدوا التهاب في عظام الوجه وناصور كبير في داخل الأنف وعملوا لي عملية تنظيف للعظام واستئصال للناصور.
وتتابع بأسى: كنت أذهب دوريًا إلى اللجنة الطبية بالمحلة الكبرى لتجديد الإجازة المرضية بمرتب، إلا أني فوجئت آخر شهر بعدم احتساب أجر، فقمت بعمل تظلم للجنة الطبية في طنطا وهناك احتسبو الشهر بأجر بس قالوا لي ترجعي الشغل يوم 7 أبريل الجاري.
تسألني إيمان: “أنا يا دكتور مش اتصبت بكورونا والفطر الأسود وأنا بشتغل، مش دي إصابة عمل وعاهة مستديمة استحق عنها معاش وتعويض، رحت أعمل إصابة عمل قالولي لازم المدير يعمل محضر، ومديرة المجمع عندي قالت مينفعش لأنه عدى فترة”.
وتضيف: “أنا أرجع ازاي الشغل بالمنظر ده، هو أنا هقعد على مكتب، يا دكتور وأنا في المستشفى كنت بتصل بزمايلي ونقابة التمريض كانوا بيخافوا يزوروني رغم أنه مش مرض معدي”.
وتواصل إيمان: “يا دكتور أنا محتاجة أجهزة وتركيبات مش موجودة في التأمين الصحي، طيب يصبروا على أجمعها فيه ناس عاوزة تساعدني بس أنا مش هستنى حد يديني حسنة، ارجع إزاي الشغل ومعنديش سقف حلق ولا عين”.
عرضت على زميلتنا الممرضة طرح حالتها على زملائي أطباء التجميل فردت: “أنا بتعذب، الأكل والشرب بيخرج من الأنف، أنا يا دكتور مش عاوزة تجميل عاوزة تركيبة أكل بها بس”.
موظفة بالدولة تعمل منذ أكثر من ثلاثين عامًا، تسدد ضرائب وتستقطع من راتبها التأمينات والتي منها التأمين ضد إصابة العمل..فقط قصتها أعرضها بعد إطلاعي على كافة التقارير الطبية المؤيدة لها، وأعرض أسئلتها على د.أيمن الأمين، رئيس الإدارة المركزية للجان الطبية ود.محمد ضاحي، رئيس هيئة التأمين الصحي،ع سى أن تكون الإجابة لديهما.
كما أعرض حالتها على زملائي أطباء الوجه والفكين والتجميل لمساعدة زميلة، أما عن نقابة التمريض فأدعو الله في الشهر الكريم أن تكون حالة إيمان ومثلها من مسليات الصيام المحبب لديهم، نصف وجه إيمان الميت يبحث عن آخر حي في المجتمع وبين المسؤولين.