في يوم المسرح المصري.. فنانون يناقشون أزمات المسرح في ظل القوانين المُكبلة واللوائح العتيقة
كتب – أحمد سلامة
بينما تعاني الحركة المسرحية في مصر خلال العقود الأخيرة، وبينما تتراجع إحدى أدوات القوة الناعمة، حلّ يوم المسرح المصري، ليطرح تساؤلات جادة حول كيفية الخروج بالمسرح المصري من أزماته في ظل غياب المسرح المدرسي والجامعي والقوانين المُكبلة لدوره في الحركة الفنية واللوائح العتيقة المقيدة بتضخم الجهاز الإداري.
وفي إطار رؤية حزب التحالف الشعبي الاشتراكي واهتمامه بالمسرح كأحد أهم أعمدة الثقافة المصرية خصص الحزب ملفًا عن أزمة المسرح المصري في عدد مجلة التحالف الذي صدر في يوليو الماضي.
وفي إطار الاحتفال بيوم المسرح المصري وذكرى “محرقة مسرح بني سويف” دعى الحزب إلى حلقة نقاشية حول “أزمة المسرح المصري والطريق للخروج” لإحياء يوم المسرح المصري الذي أهملته المؤسسات الرسمية ومهرجان المسرح التجريبي الذي تجري وقائعه الآن. ورغبة من الحزب أن لا يكون اليوم بكائية على ما حدث ولكن مناقشة موضوعية للأزمة ومحاولة الوصول إلى رؤية تستكمل مسيرة الدكتورصالح سعد وحازم شحاته وبهائي الميرغني وكل شهداء المحرقة.
وقد شارك في الحوار المخرج ناصر عبدالمنعم الرئيس الأسبق للمركز القومي للمسرح والدكتور أحمد عامر الاستاذ بكلية الاداب جامعة حلوان والاستاذ أحمد السيد المخرج بالمسرح القومى المصرى – عضو لجنة المسرح بالمجلس الاعلى للثقافة (سابقا) والمدرب المسرحي ، والأستاذ عمر توفيق الناقد ومدرس المسرح بجامعة عين شمس والأستاذ محسن الميرغني الناقد المسرحي ولفيف من قيادات واعضاء حزب التحالف الشعبي.
بدأ اللقاء بكلمة المخرج ناصر عبدالمنعم الذي تحدث عن أزمة المسرح في ظل غياب المسرح المدرسي والجامعي، وأن التحول من مسرح الدولة الي مسرح القطاع الخاص كان يضم نشاط مسرحي وفي التسعينات كان يوجد 13 عرض في الاسكندرية من القطاع الخاص لكن الأزمة الآن في قلة عدد العروض من القطاع العام والخاص. ثم تحدث الاستاذ الدكتور أحمد عامر عن حصار المسرح وأزمة الكتابة المسرحية وتعليم الدراما وكيف ينعكس ذلك علي عدد النصوص وجودتها. وكيف إن لدينا أزمة في التعليم المسرحي وعدد من المواد التي لا تساعد علي أكتشاف وبلورة المواهب وكيف نحتاج الي برامج تخاطب العقل وتثير التساؤلات، وإلي دعم التجارب المسرحية التي تمثل البوتقة التي تكتشف من خلالها المواهب المسرحية ، وأهمية ذلك في الخروج من مركزية الثقافة الي اللامركزية التي تجعل المسرح رافعة للتنمية الثقافية الشاملة.
كما تحدث المخرج أحمد السيد عن أهمية الخروج إلي الاقاليم والي القري والنجوع وأن الجمهور متعطش لمثل هذه العروض والتي كانت تغطيها الثقافة الجماهيرية وتوقفت ثم تحدث عن تجربته في التدريب بالمناطق الحدودية وكيف يوجد تعطش للمسرح وإقبال عليه في ظل غياب كامل للجهات التي كانت تفعل ذلك في السابق . كذلك تحدث الأستاذ عمر توفيق عن غياب مسرح الثقافة الجماهيرية والمسرح المدرسي والتي كانت حضانات لتقديم المؤلفين والمخرجين والممثلين وكيف انها الطريق للخروج من الأزمة.
كما تحدث الناقد محسن الميرغني عن دور المؤسسة الثقافية ” وزارة الثقافة ” وتكبيل المسرح بقوانين ولوائح عتيقة وتضخم الجهاز الإداري أضعاف الجهاز الفني وكيف يمكن لمسئول ان يظل اكثر من 20 سنة في موقعه بحيث يتحول الي دولة خاصة. وكذلك تعرض لدور المهرجانات وكيف تتحول من أداة لتحفيز الإبداع الي مجال للمجاملات بم يقضي علي الهدف منها.
ودار حديث مطول علي مدي أكثر من ثلاث ساعات حول مظاهر الأزمة وكيفية الخروج منها واتفق الحضور علي ضرورة تكرار مثل هذه اللقاءات وشكرو حزب التحالف الشعبي علي الدعوة وتنظيم هذا اللقاء.