في وداع صائغ الضوء.. أصدقاء وقراء ومحبو محمد أبو الغيط يودعونه: رحل “المحارب النبيل”.. كيف للروعة أن تصمت؟

رسائل أصدقاء أبو الغيط: حملت أمانتك وأديتها كاملة.. كيف لقلب بهذه الروعة أن يصمت الآن.. أمثالك لا يدركهم الغياب

اخترت المهنية ودفعت ثمنا غاليا ونتذكر شعارك الفقراء أولا.. نتمنى من السلطات تحقيق أمنتيك الأخيرة بإخلاء سبيل والد زوجتك

كتب- محمود هاشم:

بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء

الذينَ يرون سريريَ قبرا

وحياتيَ.. دهرا

وأرى في العيونِ العَميقةِ

لونَ الحقيقةِ

لونَ تُرابِ الوطنْ

رحيل بلا ضجيج وسيرة أكبر من العمر، كان هذا ملخص رحلة الزميل الصحفي محمد أبو الغيط، في الحياة، بعد رحيله المفجع اليوم الاثنين 5 ديسمبر 2022، رحلة قصيرة المدة عظيمة الأثر، آثر صاحبها أن يكتب سطورها الأخيرة وهو على فراش المرض، ما دام هناك متسع لبضع لحظات من العمر.

يصلي أصدقاء أبو الغيط له لكي ينتصر في تجربة المعاناة مع “المرض الخبيث” سرطان المعدة التي واجهها بكل بسالة ورضا، بينما دخل في أيامه الأخيرة في غيبوبة طويلة، يكتبون عبارات الدعم والتمني والتعاطف، بينما يتابع آخرون بترقب وأمل تفاصيل الرحلة، لكن صحاب الـ34 عاما يأبى إلا أن يرحل خفيف الروح كما عهده الجميع، بينما لا تكفي عبارات الرثاء والمواساة للتخفيف من ألم الغياب والفقدان.

“كل يوم أخسر عضوا أو وظيفة من عضو، كأني أتساقط بالتدريج. هل أموت بالتقسيط؟، هكذا وثّق أبو الغيط رحلته القاسية مع السرطان في تدوينات مفصلة عبر “فيسبوك”، قبل أن تعلن زوجته إسراء شهاب وفاته في لندن، فجر اليوم الاثنين، حيث يقطنان مع طفلهما الصغير يحيى.

“هو قادم إليك أيها الضوء.. فكن له عوضاً عن تلك الغربة الموحشة التى ابتلعت الزمان والمكان وغرست بأرواحنا آلامً لا تنتهى، ثم سلبت منا مليح الشباب والفكر والقلم”، ينعي المحامي الحقوقي خالد علي، الزميل الراحل، مستعرضا بكثير من الشجن ذكرياتهما معا.

“منذ علمت بمرضك وأنا أتجاهل الحديث عنه حتى فى الحوارات التى دارت بيننا سواء فى التليفون أو وسائل التواصل الأخرى، كما كنت أتجاهل الحديث عنه مع كل من حولى، وكانت تتملكني دومًا مشاعر متناقضة منها خبرتى بمدى مرارة تلك التجربة وقسوتها، ومنها رغبتى فى خداع نفسي وعدم تصديق إصابتك به وكأنه لم يكن، ومنها دعائى لك بالثبات والصبر، ورجائي من ربى رحمته بك بأسرتك، وأملى ألا يقطع الوصل بينك وبين الحياة، فأمثالك هم من يستحقوا البقاء أطول فترة ممكنة، وأمثالك لا يجب أن يدركهم الغياب ولن يدركهم”، يقول علي.

ينعي مدير تحرير صحيفة الشروق محمد بصل صديقه الراحل قائلا: “منذ أخبرني محمد بأنه مصاب بالسرطان في يوليو 2021 وأنا أتهرب من الفكرة، مازلت أذكر لحظة قرأت الرسالة، زلزلة، استعدتها ليلة أمس وتضرعت إلى الله بالدعاء، انكسار جديد أن يغادرنا من كان في أشد اللحظات قسوة يغرد ويبث أملا وحبا وحياة”.

ما يزال بصل يتساءل باندهاش المفجوع: “كيف لقلب بهذه الروعة أن يصمت الآن؟ كنت أسائل نفسي وأحدثه، كل هذا سيمر يا محمد، المحنة اختبار قاس آخر وأنت المُختار، ببساطة لأنك الأعظم استيعابا وتعبيرا والأكثر شجاعة، فستخبرنا وتعلّمنا وتلهمنا ونصوصك البديعة مصيرها الخلود، وكذا نباتات حديقتك”.

ليس كل من يستوعب يجيد التعبير، وليس كل صاحب أسلوب مالكا لزمام الفكرة والمضمون والمعلومة، والألمعي غير المجتهد، ومتنوعو الإنتاج لا يقدمونه رصينا بالضرورة، وقليلون بينهم جميعا من يخوضون الحياة بمفهوم الرسالة، لكن محمد أبو الغيط كان كل هؤلاء، حسبما يصفه صديقه، ثم حلت المحنة فاكتملت أطوار الأيقونة، لم يختر الصمت وأضاء كل ما حوله، أعان من قرأوا سطوره على إعادة اكتشاف ذواتهم وعالمهم، وهل من إلهام أكثر نبلا من رفع الغشاوة عن القلوب والأبصار؟

وجاء آخر ظهور لأبو الغيط من خلال منتدى مصر للإعلام، الذي كرمه في ختام دورته الأولى، في نوفمبر الماضي، نظرا لتجربته الملهمة في المجال الصحفي، حينها أرسل كلمة بالفيديو، بينما كان على فراض المرض، كان لها وقعها الكبير في نفوس جميع الحاضرين.

“إطلالته الأخيرة بالصوت والصورة فكأن نجما هبط بيننا لبرهة حاملا وصايا السماء، نسجها بصدق وجود وذكاء، من الخاص والعام والألم والدعاء.. كان نفسي أحضن الشاشة وكان نفسي يشوف حب الناس”، يحكي بصل عن الظهور الأخير لأبو الغيط، مستكملا: “عالمنا الآن أقل بهاء وأصالة ودهشة وحماسة، عزاؤنا وحسب أن محمد، النموذج والمثال، بأثره الممتد والباقي، من الانتصارات المعدودة لجيلنا.. نفخر أننا كنا جزءا من عالمه”.

الكاتبان الصحفيان أحمد سمير وأحمد الدريني، رفيقا أبو الغيط، لم يستوعبا لحظة رحيله ليكتفيان بعبارات موجزة لتوديعه، ليكتب سمير: “يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي، سلام حبيبي.. بحبك.. اشوفك على خير”، ويقول الدريني: “نُعزّي أنفسنا ومهنتنا وجيلنا في رحيل محمد أبو الغيط، التأم شتاتك مع الحقيقة المطلقة في السماء، بعد طول بحثك عنها في الأرض، رحمك الله وغفر لك وسقى قبرك بسحائب الرضوان يا محمد”.

بدأ أبو الغيط عمله الصحافي في مصر في مؤسسات مختلفة أبرزها تلفزيون “أون” وجريدة “الشروق”، ثمّ عمل في قناة “الحرة” الأميركية، لينتقل إلى التلفزيون “العربي”، إلى جانب عمله مع شبكة “أريج” للصحافة الاستقصائية، علماً أن مسيرته المهنية بدأت عام 2012 كطبيب في مستشفى إمبابة العام في القاهرة.

“وجدتني لا أكتب يوميات مريض، بل أكتب أحداثًا ومشاعر، ما جربته وما تعلمته، سيرة ذاتية لي ولجيلي أيضًا، ودونما أشعر عبرت كتابتي من الخاص إلى العام، لو تحققت نجاتي بمعجزة ما، فسأسعى نحو ذلك الضوء الذي زادت خبرتي به وتقديري له في أيام مرضي، وسأمنح ما أستطيع عرفانًا لكوني محظوظًا بزوجة مضيئة، وبأبٍ وأمٍّ مضيئيْن، وبالكثير من الأصدقاء الذين يطمئنني نورهم لحقيقة الخير في الدنيا، ولو وافاني القدر بالوقت الذي قدره الأطباء، أرجو أن يكون ما بعد نفقي نورًا وهدوءًا، وأن يمرَّ عبر هذا الكتاب بعض الضوء إلى من يقرأ”، يحكي أبو الغيط عن كتابه “أنا قادم أيها الضوء”، الذي رحل قبل أيام قليلة من صدوره، ويوثق فيه تجربته مع المرض، والكثير من التفاصيل الإنسانية.

يرثي القيادي في الحركة المدنية الديمقراطية حمدين صباحي، زميل المهنة محمد أبو الغيط قائلا: “في رحمة الله وضمير الوطن، الحالم النبيل المبدع الصادق المقاتل المثابر الصبور، تقبله الله بواسع رحمته في واسع جنته وجزاه خيرا وألهم أسرته الصابرة الصامدة وأحباءه وشركاء حلمه وسعيه وعارفي فضله جميل الصبر”.

وينعيه رئيس حزب التحالف الشعبي الكاتب الصحفي مدحت الزاهد، قائلا: “المبدع محمد أبو الغيط، آن لهذا الجسد أن يستريح، لروحك السلام، إبداعك يفيض وأثرك لن يغيب”.

أما الصحفي والإعلامي محمود سعد، يكتب عن رحيل أبو الغيط، قائلا: “سوف أتكلم عنك وأحكي، لكن الآن وأنت تغادر إلى الضوء كما قلت، أذكر الكل أن هذا الجميل الذي رحل كان شعاره: الفقراء أولا، تذكروا، رحل محمد أبو الغيط صغيرا، لكنه كان كبير الهمة والعطاء”.

وكتب خالد البلشي، رئيس تحرير موقع “درب”، ناعيًا الزميل الراحل “وداعا محمد أبو الغيط، الوداع يا راجل يا طيب، وداعا يليق بالصادقين مثلك، مفيش كلام يوفيك حقك، حملت أمانتك وأديتها كاملة، ربنا يرحمك ويسكنك فسيح جناته ويصبر أهلك ويصبرنا جميعا”.

وكتب هشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين، يقول “أغالب العبرات على صحفي نابه كان صاحب قلم مبدع وألم عظيم، طبيب حمل إنسانية مهنته إلى بلاط البحث عن المتاعب، قاوم المرض اللعين وشارك الآلاف في أوجاعه بعبارات امتزجت فيها رائحة الموت المتسلل إليه منذ سنوات بآمال لا حصر لها في الشفاء والانتصار”.

“أجبرنا بقلمه الموهوب أن نتشارك معه جرعات الدواء ونحس مرارة الترياق وهو يتناوله وكان مبدعا في تصوير وشرح أثر كل نوع ولماذا يجربه، كانت معاناته أدبا رفيعا ينضم إلى عقد حباته قليلة من أولئك الذين يحولون العذابات إلى كلمات تقطر فنا وإنسانية”، يضيف يونس.

ويتابع: “ما دشنه أبو الغيط هو أهم ما كتب فيما يمكن تسميته أدب المرض منذ إبداعات الشاعر الراحل أمل دنقل التي سطرها في معهد الأورام بداية ثمانينيات القرن العشرين وهو يصارع السرطان وضمتها زوجته الكاتبة الصحفية عبلة الرويني في ديوان صدر بعد وفاته بعنوان (أوراق الغرفة رقم ٨)”.

واختتم يونس “رحل محمد أبو الغيط مودعا أوجاعه غريبا عن الوطن محاطا بآلاف الأقلام التي ستنعيه، رحل تسبقه دعوات مليونية طوال ابتلاء السماء له، رحل ليغرورق صباحنا بدموع غزيرة على إنسان يستحق الخير كله.. فليرقد بسلام مبتهلين أن يكون في فردوس أعلى دون اسقام ودون آهات”.

“على المستوى الإنساني كان الصديق محمد أبو الغيط رحمه الله دمث الخلق بشوشا حسن العشرة، وعلى المستوى المهني كان صحفيا وكاتبا نابها”، يحكي الكاتب الصحفي ومدير تحرير صحيفة الشروق محمد سعد عبدالحفيظ، عن أبو الغيط.

ويذكر: “عرفته عن قرب عندما عمل معنا في جريدة الشروق عام 2010، نصحته حينها بترك الصحافة والعودة إلى ممارسة مهنة الطب، فمهنتنا قاسية وفرص النجاح والتحقق فيها لا تخضع فقط إلى عوامل الشغف والاجتهاد، إلخ، فهناك للأسف صفات وسمات أخرى، فكان خياره الاستمرار في الصحافة، وحسنا اختار فإذا كنا قد خسرنا طبيبا فقد كسبنا صحفيا وكاتبا تمكن خلال فترة وجيزة من وضع اسمه ضمن قائمة كبار الصحافة، دون أن يتنازل أو يلجأ إلى الطرق الملتوية أو يمضي في معية السلطة كما فعل غيره من أبناء جيلنا”.

يؤكد سعد أن أبو الغيط اختار الاستقامة والمهنية ودفع في هذا ثمنا عزيزا، وواصل: “رحم الله صديقنا العزيز وغفر له وألهم أهله وأصدقائه ومحبيه وألهمنا جميعا الصبر”.

وكتب الكاتب الصحفي عمرو بدر: ” غاب نهار آخر، ألف رحمة ونور يا حبيبي، لروحك السلام يا أبو الغيط، ويا رب تكون في مكان أحسن ووسط ناس كتير أنقياء زيك”.

“محمد ارتاح أخيرا، وصل إلى الضوء، تزفه كل الدعوات والمحبة الصادقة من قلوب عرفته شخصيا أو من خلال كتاباته، شيء ما كان يقول لي مذ عرفتك في صالة تحرير الجريدة قبل عشر سنوات أنك مختلف عن بقية جيلك مهنيا وإنسانيا، وعندما ابلغتك برسالة على الخاص تمنيات زياد وتحيته لك من السجن، كان ردك الرائع الحاني مشبعا نبلا ونقاء، فلم ترد على تحية زياد بالدعاء فقط وابلاغي كم تحب زياد من اول مرة تقابلتما، لكنك حرصت على إبلاغي بمشاعر طيبة تكنها لي منذ تزاملنا في الجريدة وعرفتك قبل عقد من الزمان”، تنعي الكاتبة الصحفية إكرام يوسف الزميل الراحل، مسترجعة ذكرياتهما معا.

تضيف إكرام في رسالة رثاء لأبو الغيط: “كانت لك رسالة، بعثت لتؤديها، سطع نورها منذ صرختك “الفقراء أولا، يا ولاد الكلب”، وحتى كتابك “أنا قادم إلى الضوء”. الذي حملته خلاصة دروسك وتعاليمك عسى أن يهتدي بها الضالون، نم هانئا يا أبا يحيى، نشهد أنك أديت رسالتك على أكمل وجه بأكمل أمانة وإخلاص، ولدينا يقين أنك ستلقى مكافأتك، المكانة التي تستحقها في المكان الذي تستحقهوندعو الله أن يجعلنا ممن يعون الدرس ويثمر غرسك الطيب فيهم”.

وتكمل: “لا نملك الا الدعاء بالصبر لوالدتك ووالدك وإخوتك، وأن يعين الله زوجتك الرائعة التي كنت تستحقها وكانت تستحقك بلا شك، وكنا نعتقد أنكما تستحقان حياة أطول وأسعد في هذه الدنيا، لكن حكمة الله ورحمته – التي انتقتك كما ينتقي سبحانه الأنبياء والصديقين والقديسين – لا شك اختارت لكما الأفضل الذي تستحقان، حتى وإن عجزت عقولنا وقلوبنا عن استيعابه”.

خلال مسيرته فاز أبو الغيط بجوائز عدة، نتيجة عمله الاستقصائي منها، جائزة “مصطفى الحسيني” عام 2013 عن فئة المقال الصحافي للصحافيين الشبان العرب، عن مقاله “وكأن شيئًا لم يكن” المنشور في “المصري اليوم”، وعام 2014، فاز بجائزة سمير قصير لحرية الصحافة التي يمنحها الاتحاد الأوروبي في بيروت عن مقاله “موسم الموتى الأحياء” المنشور في جريدة “الشروق”.

وفي عام 2019، حصل أبو الغيط الميدالية الذهبية في جائزة ريكاردو أورتيجا للصحافة المرئية والمسموعة المرتبطة بالأمم المتحدة عن تحقيقه المتلفز العابر للحدود: “المستخدم الأخير”، الذي كشف فيه كيف انتهكت عشر دول غربية عقودا ثنائية لبيع أسلحة وخرقت قوانين دولية ذات صلة، ما أدّى إلى وصول أسلحة مقيّدة تعاقديا إلى أطراف الصراع في اليمن.

أما في عام 2020، فاز بجائزة فستوف الأولى عن فئة المساهمة في صناعة السلام، مع الصحافيين نيك دونوفان وريتشار كنت، عن تحقيقهم عن التمويل السري لـ”قوات الدعم السريع” السودانية (مؤلفة من مليشيات الجنجويد)، أما عام 2021، حصل على جائزة مؤسسة هيكل للصحافة العربية، عن تحقيقاته حول قضايا اليمن وسوريا.

وساهم أبو الغيط خلال مسيرته بتحقيقات استقصائية جماعية عدة، أبرزها التحقيق مع مؤسسة مكافحة الجريمة المنظمة والفساد مع 163 صحافيا حول العالم لجمع وتعريب وتحرير ونشر التسريبات السويسرية Swiss Leaks التي كشفت تفاصيل الحسابات الخارجية لشخصيات بارزة، بينهم رؤساء وملوك حول العالم.

يقول المحامي أحمد فوزي: “موتك يا محمد على قد ما أنه صعب ومفيش عدل لا لك ولا لنا، علشان إنسان عنده هذا القدر من الوعي والفهم والنبل يموت بدري، آه مش عدل مهما كان الكلام الكريم عن احترام الاقدار بس تكريم ليك يا محمد وطبيعي، لأن الأيام دي والأوضاع دي والأحوال دي عايزة ناس من طينة تانية، ناس جهلة وعديمة الحس وعديمة المروة”.

ويتابع: “موتك ده يا محمد طبيعي في سياق منحط، الهزيمة تمكنت ونالت من كل ما هو عقلاني وجميل ونبيل، فلترقد روحك بسلام ومحبة، نتذكرك بكل خير، نتذكر إنسان من كتر ما انشغل أنه يتغيير ويغير واقع وصفه بالانحطاط إساءة للانحطاط والعبث، لم يتحمل كل هذا القرف مات”.

“كانت من أمنيات محمد أبو الغيط الله يرحمه وهو يتوقع رحيله وينعي نفسه بنفسه وبعد فاجعة زوجته السيدة إسراء شهاب في والدتها أن يتم الإفراج عن والد إسراء، وبحسب تعبير محمد “لعل الله يقطع من هنا ويوصل من هنا”، حسبما يحكي مدير المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية مالك عدلي.

يتمنى عدلي “من أي حد في البلد دي له مكنة اتخاذ قرار أنه يراعي حزن مئات الأصدقاء وآلاف القراء والمتابعين ممن فجعوا بوفاة محمد ويحقق إحدى أمنياته الأخيرة بإخلاء سبيل والد زوجته الدكتور مهندس السيد حسن شهاب الدين أبوزيد، مواليد ١٧ سبتمبر ١٩٥٢، والذي تمت تبرئته من محكمة النقض في القضية ٥٦٤٦٠ لسنة ٢٠١٣ جنايات مدينة نصر، وعقب تبرئته تم اتهامه في قضية أخرى لا نعلم عنها شيئا”.

ويوضح عدلي أن والدة زوجة أبو الغيط هو الآخر رحلت زوجته السيدة وفاء غانم بدون أن يودعها ولم تفلح أي وساطة في السماح له بتشييعها ىمثواها الأخير، والآن رحل زوج ابنته الذي يبكيه كل من عرفه ولم يعرفه، أرجو أن يجد كلامي هنا صدي لدي أي شخص يمكن أن يتخذ قرارا من شأنه علي الأقل وضع نهاية غير الموت لإحدى مآسي هذه السيدة الكريمة التي ابتلاها الله ابتلاءات تعجز عن حملها الجبال”.

المناشدة ذاتها كررها المخرج باسل رمسيس، قائلا: “نكون شاكرين لو السلطات المصرية أفرجت عن والد إسراء زوجة الراحل محمد أبو الغيط”، موضحا: “إسراء فقدت أمها من كام سنة، والنهاردة بتفقد زوجها وحبيبها، ودلوقتي هي مع أبنها يحيي في الغربة.. فعلي الأقل تلاقي أبوها واقف جنبها في الوقت الصعب جدا اللي بتعيشه”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *