في صحتك.. معك كل حاجة ؟!

باب تحرره – رحاب إبراهيم

هناك  ظاهرة تحدث دائما بسبب “الشك “, اعتدت أن أراها في أوضح صورها حين  يصطحب الأهل أبناءهم للمدرسة.

قبل أن يدخل الطفل من البوابة مباشرة يناديه الأب \ أو الأم شاعرين فجأة بقلق لايدرون مصدره فيسألون السؤال التقليدي : معك كل حاجة ؟

في هذه اللحظة تتبدل مشاعر الطفل!

فهو يستجيب بالطبع  لهذا التحذير  الصادر من الشخص الذي يثق به ويشعر معه بالأمان, تتبدل الحالة, وبعد أن كان يشعر بالسعادة والثقة والاستعداد لليوم ينتقل إليه القلق ويبدأ في فحص حقيبته بسرعة ليجيب عن السؤال: هل معي كل شيء؟

حسنا, إنهم ليسوا آباء سيئين, وهدفهم الأساسي هو الاطمئنان على أطفالهم

لكن النتيجة عكس الطمأنينة تماما.

………..

إنه مجرد مثال, ولكن هذه الظاهرة يمكنها أن تؤثر على المجتمع ككل و خاصة وقت الأزمات .

في  اللحظة التي يبدأ فيها الشك في تقييمنا السابق, ونتساءل عما إذا كانت  الأشياء التي نمتلكها الآن  هي ما نحتاجه حقا,  يولد سؤال أشد خطورة ” هل ما معي كافيا؟

فرق كبير بين السؤالين : هل معي كل ما أحتاجه ؟ و هل ما معي كافيا ؟

الأول يمكن الإجابة عليه ..لكن الثاني يدخلنا في متاهة  من الاحتمالات لن تنتهي.

نعم يحدث أحيانا أن نتذكر شيئا هاما  في اللحظة الأخيرة , ولكن هذا ليس الأساس.. بالعكس إننا نخلق لأنفسنا بأنفسنا  قلقا إضافيا.

تحليلات واستعدادات مبالغ فيها والأخطر هو تجاهل قدرتنا على التكيف.

إننا نقول لأنفسنا ضمنيا: إذا ما فقدنا هذا الشيء فلن نستطيع إيجاد حل بديل , وإذا تخليت عن الطريقة التقليدية سوف تشعر بعدم الراحة والمعاناة.

اعتقد أننا إذا تحلينا ببعض  الثقة نستطيع تجاوز العديد من الضغوط.

هذا لا يعني أننا سنقوم دائما بالفعل الصحيح بنسبة 100% ولا أن نتخلى نهائيا عن أي شعور بالحرص.. ولكن أن نثق  في قدرتنا على التكيف مع الأحداث المفاجئة , بلا ألم أو انتقاد أو شعور بالخذلان… ببساطة ننظر إلى ما هو متاح ونجعل الأمر ينجح .

………………….

لقد منحتنا الحضارة الكثير من سبل الراحة, حتى صار هناك شعورا زائفا  بأن كل هذه السبل ضرورية ..لسوء الحظ فإن هذا الشعور هو ما يعيقنا عن معرفة ما هو الضروري حقا.

ربما تكون الأزمات فرصة لجعلنا نرى الأشياء بشكل أفضل وندرك القيمة الحقيقية لها.

في جائحة كورونا رأينا العديد من الناس تقوم بشكل هيستيري بشراء المنتجات التي تعتقد أنها سوف تحتاجها و قد لا تكون موجودة فيما بعد.

للأسف بسبب هذا السلوك الأناني قد لا تتوفر هذه  الأشياء  لمن يحتاجها بالفعل..

هنا تحول السؤال غير المؤذي : هل معي كل ما أحتاج ؟

الى السؤال المؤذي : هل ما معي سوف يكفي؟

………

استخدام سبل الوقاية , البعد عن التجمعات, و حتى تخزين بعض المواد الضرورية للطواريء …كل هذا لايعتبر مبالغة. لكن الهلع والتوتر هو ما يفقدنا القدرة على التكيف وإيجاد الحلول .

Based on article : Do you have everything?

by :  Bonnie McClure

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *