فيلم «نادي القتال».. مشروع «مايهام» وفلسفة «تايلر ديردن».. عن الثورة والإصلاح وطريق الخلاص من الرأسمالية؟

رؤية – حسين هلال

“نحن خلقنا لنكون صيادين ولكننا نعيش في مجتمع للتسوق؛ لا يوجد أي شيء للقتل بعد الآن، لا شيء لنقاتله، ولا شيء لنهزمه، ولا شيء لنستكشفه. في هذا المجتمع العاجز خُلق هذا الرجل العادي .

نادي القتال هو فيلم أمريكي تم انتاجه وعرضه لأول مره سنه 1998 وهو فيلم غير مسموح مشاهدته لمن هم أقل من 18عام.. الفيلم مبني عن مجموعه قصصيه مصورة كتبها الروائي الأمريكي القصصي (تشاك بولانيك) و أخرج الفيلم (دافيد فينشر), لم ينل الفيلم نجاحا في شباك التذاكر وقت عرضه لكن بعد سنين من إصدار الأقراص المدمجة يتسني لك الفرصة أن تشاهده وأنت جالس علي كرسيك في بيتك .. نال الفيلم بعد شهرته التي حصل عليها بعد سنين من عرضه كتابات من نقاد كثيريين يمدحون في الفيلم، وإعجاب من قبل الشباب والشابات في ذلك الوقت , بل أيضا في أوائل الألفينات تم تأسيس نوادي تحت الأرض تحمل نفس أسم الفيلم (نادي القتال) وشكلت في ذلك الوقت متاعب للشرطه الأمريكية

بداية الأحداث..

تدور أحداث الفيلم عن موظف في إحدى شركات السيارات الكبرى يعاني من أرق شديد في النوم فلم ينم منذ أسبوعين يتجه وقتها لإستشارة الطبييب لكن يرفض أن يعطيه دواء لحالته وينصحه بأن يحضر اجتماعات المرضى للدعم النفسي من مرض السرطان ..الأورام … الخ.

هنا تكون المفاجأة يصبح الموظف قادر علي أن ينام مثل الأطفال بعد سماعه مشاكل المرضي النفسيه المزمنه.. يقابل بعدها ( تايلر ديردن ) علي متن طائرة ويتعرف عليه ويصادقه بل وتتطور الأحداث وينتقل للسكن معه في بيته المتهالك الذي إذا صدمته سيارة يمكن أن يقع بسهولة .

“قررنا في وقت مبكر أن أبدأ بتجويع نفسي طالما أن الفيلم مستمر، بينما يقوم براد بيت بالتمارين والتنقل بين أسرة تسمير الجلد؛ كان يوماً بعد يوم يقترب من المثالية بينما كنت أتجه نحو الضياع”.
بطل الفيلم إدوارد نورتون

تايلر ديردن وفلسفته: الأشياء التي تملكها.. تملكك في النهاية.

شخصيه جاذبة للأنظار غير مبالية بما يحدث حولها يعمل في أكثر من 5 وظائف مختلفة.. رافض للواقع الإجتماعي الرأسمالي والمسيس من قبل السلطه لا يمتلك معايير للجمال رافض أن يصبح مستهلك لأي سلعه تنتجها الشركات إلا السجائر فهي مثل الأكسجين له …. إذا كنت تقصد شخصا بعينه بهذه الأوصاف فأنت تقصد تايلر ديردن وفلسفته التي قد توحي إليك في باديء الأمر أنها عدمية… لكنها غير ذلك هو شخصية قيادية حازمة … قرر بعد لقائه بطل الفيلم الذي لا يحمل أسما أن يؤسسوا نادي للقتال .

نادي القتال: لا تتحدث عن نادي القتال

القاعدة الأولى في نادي القتال لاتتحدث عن نادي القتال القاعدة الثانية في نادي القتال لا تتحدث عن نادي القتال .

وبكل اختصار عبارة عن نادي للرجال لكي يبرح بعضهم ضربا حتي فقدان الوعي ..يجتذب تايلر في هذا النادي كل أطياف الشعب (عمال – موظفين – رجال دين -رجال قانون – شرطيين … الخ ) لكي يكون جيشا يسميه مشروع ( مايهام ).

مشروع مايهام : يجب عليك كسر بعض البيض

بعد تكوين الجيش من الأشخاص الموزعين في جميع شرائح المجتمع وفي كل المؤسسات… تأتي الحفلة الكبيرة (مشروع مايهام) وهو تفجير كل البنوك الموجودة في المدينه لكن لماذا !!!!!

يريد تايلر ديردن أن يحرر الناس من مستغليهم ومشغليهم بتفجيره للبنوك في المدينة ليصبح الجميع سواسية لكن يلاقي مشاكل في هذه العملية مثل مقتل أحد جنود نادي القتال في العملية ليكن رد فعله بمقولته الشهيرة (إذا أردت أن تصنع العجة فعليك كسر البيض) .

يظن تايلر ديردن أن بفقدانك لجميع أمالك فأنت تصبح سوبر مان ( فقدان الامل يجعلك قادر علي فعل أي شيء) من مقولاته أيضا .

ينجح بتفجير كل البنوك الموجودة في المدينة والمؤسسات الكبيرة لكن بعد إتمام العملية بنجاح يختفي تايلر من حياة بطل الفيلم وكأن تايلر شخصية يجب أن تكون موجودة في لحظة معينة من التاريخ وتختفي إلى الأبد .

في الختام يطرح الفيلم أسئلة كثيرة مثل.. هل للنجاة من المجتمع الرأسمالي البحت القاسي يجب أن يكون الشخص أو الجماعات أو الأحزاب ثورية بجنون أم يجب أن نتخذ الطريق الإصلاحي.. ويجب أن تسأل نفسك أيضا هل أنت بحق ضد النظام الرأسمالي أم أنك ترس من تروسه وأنت لاتعلم؟ .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *