عيدهم في السجن| أكثر من 20 صحفيا يقضون العيد في الحبس على ذمة قضايا سياسية وسط مطالب بالإفراج عنهم: الصحافة ليست جريمة

حل عيد الأضحى المبارك، الأربعاء بينما لا يزال أكثر من 20 صحفيا خلف القضبان بسبب آرائهم وعملهم الصحفي؛ تغيب الفرحة عنهم عن أسرهم الذين ينتظرون بفارغ الصبر إطلاق سراحهم ونيل  حريتهم المشروعة.

في هذا التقرير يرصد لكم “درب” هؤلاء الصحفيين القابعين خلف القضبان، والذي كانوا لا يملكون سوى أقلامهم وكاميراتهم.

محمد أكسجين

ثلاث سنوات و9 أشهر مضت على حبس المدون محمد إبراهيم، الشهير بـ”محمد أكسجين” منذ القبض عليه في سبتمبر 2019 وحبسه على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019، ثم القضية رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا؛ ليكون بذلك هذا العيد هو رابع عيد أضحى  في السجن، وسادس عيد بوجه عام.

بدأت معاناة “أكسجين” مع الحبس في 6 أبريل 2018، حيث ألقت قوات الأمن القبض عليه وجرى التحقيق معه في القضية رقم 621 لسنة 2018 بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية، وظل رهن الحبس الاحتياطي إلى أن صدر قرار من محكمة الجنايات في جلسة 22 يوليو 2019 بالاستعاضة عن الحبس الاحتياطي بتدبير احترازي، كان يضطر بموجبه إلى التوجه إلى قسم الشرطة مرتين في الأسبوع.

لكن بعد نحو شهرين، وبالتحديد في 21 سبتمبر 2019، ألقت قوات الأمن القبض مجددا على “أكسجين” حينما توجه لمركز الشرطة التابع له امتثالا للإجراءات الاحترازية، وظل مختفيا إلى أن ظهر بتاريخ 8 أكتوبر 2019 داخل نيابة أمن الدولة العليا، وتم ضمه إلى القضية رقم 1356 لسنة 2019، ووجهت إليه الاتهامات ذاتها، ليبدأ مرحلة جديدة من الحبس الاحتياطي حتى صدر قرار من محكمة الجنايات في 3 نوفمبر 2020 بالاستعاضة عن الحبس الاحتياطي بتدبير احترازي. 

وبدلا من تنفيذ قرار إخلاء سبيله جرى تدويره على ذمة القضية رقم 855 لسنة 2020، وضمت معه القضية الناشط علاء عبد الفتاح والمحامي الحقوقي محمد الباقر، وتم اتهامهم بنشر أخبار وبيانات كاذبة من شأنها إلحاق الضرر بالبلاد.

وكانت محكمة جنح أمن الدولة طوارئ قد بدأت في 18 أكتوبر 2021 محاكمة “أكسجين” بجانب الناشط السياسي علاء عبد الفتاح والمحامي الحقوقي محمد الباقر، بعد يومين من إحالتهم للمحاكمة بتهمة الانضمام لجماعة إرهابية وإذاعة ونشر أخبار وبيانات كاذبة داخل البلاد وخارجها. وقضت المحكمة في 20 ديسمبر 2021، حكمها بحبس الناشط السياسي علاء عبد الفتاح 5 سنوات، فيما قضت بالحكم على محمد الباقر ومحمد أكسجين بالحبس 4 سنوات.

أحمد سبيع

تجاوز الصحفي أحمد سبيع ثلاث سنوات في الحبس الاحتياطي، حيث تم القبض عليه في 28 فبراير 2020، وقررت النيابة حبسه على ذمة القضية 1360 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.

وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على أحمد سبيع، في 2013، وجرى محاكمته في القضية التي عرفت باسم “غرفة عمليات رابعة” والتي انتهت بالحكم عليه بالبراءة، بعد أن قضى في السجن 4 سنوات. وجرى إطلاق سراحه في مايو من العام 2017 عقب البراءة، حتى إعادة حبسه في 28 فبراير 2020 أثناء مشاركته في تشييع جثمان المفكر الإسلامي الراحل محمد عمارة. 

ويواجه سبيع، في القضية رقم 1360 لسنة 2019 اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها مع العلم والترويج لأغراضها. ويشار إلى أن هذا هو رابع عيد أضحى له خلف القضبان.

ربيع الشيخ

يعد هذا العيد هو عيد الأضحى الثاني الذي يقضيه الصحفي ربيع الشيخ، المحبوس احتياطيا على ذمة القضية رقم 1365 لسنة 2018 حصر أمن الدولة العليا، منذ القبض عليه في أغسطس 2021. 

شغل الشيخ منصب صحفي في قناة الجزيرة قبل القبض عليه من مطار القاهرة بعد عودته من قطر، ويواجه اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، المشاركة في تمويل أنشطة تلك الجماعة ونشر أخبار وبيانات كاذبة. 

ويواجه الشيخ اتهامات بالانضمام إلى جماعة إرهابية، المشاركة في تمويل أنشطة تلك الجماعة ونشر أخبار وبيانات كاذبة.

مصطفى الخطيب

ثلاث سنوات و8 أشهر مضت على حبس الزميل الصحفي مصطفى الخطيب، الذي يقضي رابع عيد أضحى له في الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيقات في القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن الدولة العليا.

وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على مصطفى الخطيب، يوم 13 أكتوبر 2019، من منزله، حيث جرى عرضه على نيابة أمن الدولة التي حققت معه في القضية رقم 488 لسنة 2019.

وقررت النيابة آنذاك حبسه بتهم مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها، نشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة واساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي، ولا يزال رهن الحبس الاحتياطي حتى اﻵن.

وجاءت واقعة القبض على الخطيب، على خلفية تقرير نشره في وكالة “أسوشييتد برس” عن مغادرة طلاب من جامعة إدنبره البريطانية، مصر، بعد إنهائهم فترة التبادل الجامعي الخاصة بهم مع الجامعة الأمريكية في القاهرة، في منتصف المدة، عقب تعرض طالبين للإيقاف من قبل أجهزة الأمن المصرية.

ويشار إلى أن الصحفي مصطفى الخطيب قد تجاوز الحد الأقصى للحبس الاحتياطي المنصوص عليه في المادة 134 من قانون الإجراءات الجنائية والمحددة بـ24 شهرًا وسيكمل في أكتوبر المقبل 4 سنوات في الحبس.

حمدي الزعيم

أتم الصحفي حمدي الزعيم في 5 يونيو الجاري، سنتين ونصف رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 955 لسنة 2020 حصر أمن دولة.

وكانت قوة أمنية قد ألقت القبض على “الزعيم” في 5 يناير 2021، حيث جرى حبسه احتياطيا منذ ذلك الحين. 

وطوال الست سنوات الماضية، كان الزعيم في ظروف استثنائية، بين حبس احتياطي  لما يقرب من سنتين ثم تدابير احترازية لسنتين ونصف السنة ثم الحبس مجددا على ذمة قضية جديدة. ففي 26 سبتمبر من العام 2016 تم القبض على الزعيم من أمام نقابة الصحفيين وحبسه احتياطيا على ذمة القضية رقم 15060 لسنة 2016 جنح قصر النيل، حيث ظل قيد الحبس الاحتياطي حتى إخلاء سبيله في 13 يونيو 2018 بتدابير احترازية التي ظل يؤديها حتى ألقي القبض عليه مجددا في يوم 5 يناير 2021  عقب عودته من أداء التدابير الخاضع لها، حيث تم اقتياده لجهة غير معلومة لمدة 12 يوما قبل الظهور في نيابة أمن الدولة العليا. 

وواجه الزعيم في نيابة أمن الدولة العليا اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها. وقررت النيابة حبسه على ذمة القضية رقم 955 لسنة 2020 حصر أمن دولة.  

ويشار إلى هذه الاتهامات هي نفسها التي واجهها الزعيم سابقا في القضية رقم 15060 لسنة 2016 جنح قصر النيل. وهذا هو ثالث عيد أضحى يقضيه خلف القضبان منذ إعادة حبسه.

صفاء الكوربيجي

فجر 21 أبريل 2022، ألقت قوة من الشرطة القبض على الصحفية بمجلة الإذاعة والتلفزيون صفاء الكوربيجي، الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق العاملين بماسبيرو، من منزلها بحي المقطم،

ولمدة ثلاثة أيام كان مكان احتجاز الصحفية صفاء الكوربيجي غير معلوم إلى أن كشفت المحامية هالة دومة  في تصريحات لـ”درب” عن عرض الزميلة على النيابة، يوم الخميس 21 أبريل على ذمة القضية 441 لسنة 2022.

ووجِّهت النيابة إلى الكوربيجي اتهامات منها، اﻻنضمام إلى جماعة محظورة والترويج لأفكارها، وبث أخبار وبيانات كاذبة،  قبل أن يتم ترحيلها لسجن القناطر. وخلال تحقيقات النيابة تم مواجهة الكوربيجي بفيديوهات “اللايف الموجودة على صفحتها الشخصية على موقع “فيسبوك” كأحراز.  ويشار إلى أن هذه الفيديوهات ارتبطت بحركة الاحتجاج داخل ماسبيرو ضد إدارة الهيئة الوطنية للإعلام.

وهذا هو ثاني عيد أضحى تقضيه الكوربيجي خلف القضبان وسط مطالب بإطلاق سراحها.

هالة فهمي

قبل سنة، وبالتحديد بعد يومين من القبض على الصحفية صفاء الكوربيجي، ألقت قوة أمنية القبض على الإعلامية هالة فهمي في 24 أبريل 2022 وحبسها على ذمة القضية 441 لسنة 2022 حصر أمن دولة عليا. 

وقال المحامي الحقوقي، خالد علي، في تصريحات سابقة إن النيابة واجهت الإعلامي هالة فهمي بفيديو للغير “قامت بتشييره (مشاركته) على صفحتها ومضمون الفيديو يشتمل على أحاديث حول الاستثمارات الإماراتية وما أثير بشأن شراء بعض الأصول”. 

ووجهت النيابة لـ هالة فهمي، تهم مشاركة جماعة إرهابية (إثارية) فى تحقيق أغراضها، والتحريض على ارتكاب جرائم إرهابية، ونشر بداخل البلاد وخارجها أخبار وإشاعات وبيانات كاذبة. 

وهذا هو ثاني عيد أضحى تقضيه الإعلامية هالة فهمي خلف القضبان.

يذكر أن الإعلامية هالة فهمي، كبير مقدمي برامج ‏بدرجة مدير عام بالتلفزيون المصري، وكانت تقدم برنامجا أسبوعيا اسمه “الضمير” مساء كل ثلاثاء على شاشة القناة المصرية، واشتهرت خلال العام 2013 بعد خروجها على الهواء مباشرة فى برنامجها وهى تحمل كفنها على يدها وقت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهجومها الحاد على وزير الإعلام السابق صلاح عبد المقصود.

منال عجرمة

في مطلع نوفمبر، ألقت قوة أمنية القبض على الصحفية منال عجرمة، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، من منزلها بالتجمع الخامس، وظلت مختفية حتى ظهورها في نيابة أمن الدولة لاحقا. 

ظهرت صاحبة الـ61 عامًا في النيابة يوم 3 نوفمبر 2022 على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1893 لسنة 2022 حصر أمن دولة، حيث وجهت لها اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها، التحريض على ارتكاب فعل إرهابي، الاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب فعل إرهابي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جريمة الترويج لفعل إرهابي. 

وفي 10 فبراير الماضي، توفى والد الزميلة الصحفية المحبوسة منال عجرمة. وعلى إثر ذلك، طالب أكثر من مئة صحفي بالإفراج الكامل عن الزميلة حتى تتمكن من رعاية والدتها التي لم يتبقى لها غيرها في هذه الحياة. ويشار إلى أن هذا هو أول عيد أضحى تقضيه الزميلة خلف القضبان.

14 صحفيا آخرا ينتظرون أيضا نيل حريتهم

وبجانب الـ8 صحفيين سالف الإشارة إليهم، يوجد 14 صحفيا آخرا خلف القضبان هم؛ توفيق غانم، كريم إبراهيم، حسين كريم، بدر محمد بدر، بهاء الدين إبراهيم، عبدالله سمير، مدحت رمضان، محمد سعيد فهمي، أحمد أبو زيد، دنيا سمير، محمد أبو المعاطي، علياء نصر الدين، شريف عبد المحسن عبد المنعم محمد إبراهيم، مصطفى محمد سعد.

يذكر أن مصر تحتل ترتيب متأخر في المؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2022، الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود” في جاءت في المركز 168.

ويواجه الصحفيون المحبوسين اتهامات ببث ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وذلك رغم اختلاف القضايا المحبوسين على ذمتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *