صورتان جويتان ترصدان حجم الدمار المهول.. و “رويترز”: الإهمال هو السبب في انفجار بيروت

كتب – أحمد سلامة

ذكرت وكالة “رويترز” بأن التحقيقات الأولية في سبب الانفجار المدمر الذي هز أمس مرفأ العاصمة اللبنانية بيروت خلصت إلى أنه يعود إلى الإهمال الشديد المستمر لسنوات.

ونقلت الوكالة عن مصدر مسؤول تأكيده أن سبب الحادث المأساوي الذي أودى بحياة أكثر من 100 شخص على الأقل وإصابة أربعة آلاف يكمن في التراخي والإهمال الذي أدى إلى تخزين شحنة كبيرة من مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في أحد مستودعات المرفأ.

وأكد المصدر أن مسألة سلامة التخزين عرضت على عدة لجان وقضاة، لكنهم لم يتخذوا أي خطوة لإصدار أمر بنقل هذه المواد القابلة للاشتعال من الميناء أو التخلص منها.. وقال المصدر عن سبب الحادث المأساوي: “إنه إهمال”.

وذكر المصدر أن الانفجار نجم عن حريق نشب في المستودع رقم تسعة في الميناء وامتد إلى المستودع رقم 12 حيث كانت شحنة نترات الأمونيوم مخزنة.

وذكر مصدر آخر مقرب من موظف في الميناء لـ”رويترز” أن فريقا من الخبراء عاين هذه الشحنة قبل ستة أشهر، وحذر من أنه إذا لم يتم نقلها من الموقع فإنها “ستفجر بيروت كلها”.

وصرح  المدير العام للجمارك اللبنانية بدري ضاهر في تصريح صحفي اليوم بأن الجمارك أرسلت ست وثائق إلى السلطة القضائية للتحذير من أن المادة تشكل خطرا وطلبت إعادة تصديرها، لكن ذلك لم يحدث.

وأكدت “رويترز” أنها اطلعت على وثيقتين تؤكدان أن الجمارك طلبت من السلطة القضائية عامي 2016 و2017 إلزام “المؤسسات البحرية المعنية” بإعادة تصدير شحنة نترات الأمونيوم أو الموافقة على بيعها، بهدف ضمان سلامة الميناء.

وأكدت إحدى الوثيقتين تقديم الجمارك طلبات مشابهة في عامي 2014 و2015.

وتمت مصادرة هذه الشحنة التي يقدر وزنها بـ2750 طنا من سفينة “روسوس” التي تبحر تحت علم مولدوفا ومنعتها السلطات اللبنانية بعد التفتيش في سبتمبر 2013 من مغادرة الميناء ثم تخلى عنها مالكوها بعد وقت قصير.

وذكر موقع “شيب أريستيد. كوم”، وهو شبكة تتعامل مع الدعاوى القانونية في قطاع الشحن، أن سلطات الميناء قامت بنقل الشحنة الخطيرة إلى مستودعات المرفأ، بسبب المخاطر المتعلقة بإبقاء نترات الأمونيوم على متن السفينة.

في سياق متصل، وجه الرئيس التونسي قيس سعيد اليوم الأربعاء، بإرسال طائرتين عسكريتين محملتين بالمساعدات الطبية إلى لبنان ونقل 100 جريح من بيروت إلى تونس لتلقي العلاج.

وقالت الرئاسة التونسية في بيان لها، إن سعيد أذن بأن يتم إرسال طائرتين عسكريتين محملتين بالمساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية لدعم الشعب اللبناني، إضافة إلى استقدام مائة جريح “ستتكفل تونس برعايتهم”، مجددا تضامن تونس مع الشعب اللبناني الشقيق إثر الانفجار الذي هز بيروت أمس الثلاثاء.

في غضون ذلك، أظهرت صورتان جويتان للمستودع الذي الذي انطلق منه الانفجار في مرفأ بيروت، تحول مكانه إلى خليج صغير، ما يعكس قوته الرهيبة. 

ورصد نشطاء لقطتين للمستودع قبل وبعد الانفجار، مشيرين، إلى أن المكان برمته أصبح أثرا بعد عين، واختفى تحت سطح البحر، وغمرته المياه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *