شقيق عبدالناصر إسماعيل نائب رئيس التحالف المعتقل لـ”درب”: التعليم أوقفت راتبه ورفعوا دعوى لفصله.. ولا أخبار عنه منذ 4 أشهر

عبد المولى اسماعيل: أخباره مقطوعة تماما منذ بداية كورونا.. ولم نتلق أية خطابات منه منذ منع الزيارات

رفعنا دعاوى وقدمنا شكاوى للوزارة بسبب إيقاف راتبه ولا من مجيب.. إيه المكسب من تدمير أسرة كاملة دون وجه حق؟

عبدالناصر ترافع عن نفسه وأنكر الاتهامات الموجهة له وأكد أنه وحزب التحالف على النقيض تماما من توجهات وأفكار الجماعة

كتب – أحمد سلامة

نحو تسعة أشهر من الحبس الاحتياطي، أيام تجر أيام، وأسابيع تلو أسابيع، ومازال الأمل متقدًا في قلوب أسرة عبدالناصر إسماعيل، أمل بأن يعود إلى عائلته التي انفطر قلبها في غيابه.

عبدالناصر إسماعيل، نائب رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، جرى اعتقاله في 23 سبتمبر الماضي، ضمن حملة اعتقالات لعدد من الشخصيات المعارضة، على خلفية تظاهرات سبتمبر، وظهر في نيابة أمن الدولة بعد أسبوع من الاختفاء على ذمة القضية 488 لسنة 2019.

عبدالناصر إسماعيل ليس فقط سياسي بدرجة نائب رئيس حزب لكنه قيادي طبيعي وقائد لحركة المعلمين، ففي عام 2010 ساهم في تنظيم أول مؤتمر للمعلمين، للدعوة لوجود نقابات مستقلة في مصر، وهو مؤسس ورئيس اتحاد المعلمين المستقلين، كما شارك في وضع بنود التعليم في الدستور المصري عام 2014، كما نجح من خلال اتحاد المعلمين في رفع مكافأة المعاش في شهر عن كل سنة، لشهرين عن كل سنة، بعد مفاوضات مع الوزارة، ونجح أيضًا من خلال الاتحاد في رفع أجر المعلمين بنسبة 50% في عام 2013، بعد معارك للمطالبة بحقوقهم، وأسس أول رابطة للمعلمين في الجيزة لرفض مشروع قانون ضمان الجود، باعتباره مقدمة لخصخصة التعليم.

ولأنه ليس قياديًا وليد الصدفة، ولأنه دائم المطالبة بحقوق زملائه المُعلمين، فقد كان هذا سببًا كافيًا في نظر البعض لوجوده خلف القضبان.

“درب” حاورت عبدالمولى إسماعيل شقيق عبدالناصر إسماعيل الذي قال إنه وكل أسرته يحلمون باليوم الذي يعود فيه عبدالناصر إليهم، مشيرًا إلى أن الأخبار مقطوعة تماما عنه وأنهم لا يعرفون وضعه الحالي داخل السجن..

وإلى نص الحوار…

– كيف حال أسرة عبدالناصر إسماعيل بعد 9 أشهر من الاعتقال؟

الحقيقة أن أسرة عبدالناصر في أزمة، فمنذ تم إلقاء القبض عليه، وراتبه موقوف تماما، وتم رفع قضية عليه لفصله عن العمل.. نحن من جانبنا رفعنا دعاوى وقدمنا شكاوى للوزارة وللمسئولين وليس هناك أي استجابة حتى الآن.

عبدالناصر، لديه ابن في الجامعة، وبنت في المرحلة الإعدادية.. فمن يقول إن أسرة كاملة تتضرر بسبب ذنب لم يرتكبه؟!

لم يتم الاكتفاء بسجن عبدالناصر، لكن يتم حرمان أولاده من حقوقهم في الحفاظ على مستقبلهم، وسلامتهم النفسية والإنسانية.

هذا بالإضافة إلى والدته المريضة التي تُمني نفسها كل يوم أن يدخل عليها ابنها بعد خروجه من محبسه.

– كيف تطمئنون هي أوضاعه داخل محبسه في ظل ازمة كورونا ومنع الزيارات؟

ليس هناك أي أخبار عن وضعه داخل الحبس على الإطلاق، الأخبار مقطوعة تماما منذ بداية أزمة تفشي فيروس كورونا، في الوقت الحالي تتوجه زوجته ومحاميه فقط -حسب التعليمات- إلى سجن طرة تحقيق لترك بعض الأموال والأطعمة في الأمانات ولا نعلم مصيرها، هل وصلته أم لا؟

–        معنى ذلك أنكم لم تتلقوا منه أية خطابات طوال هذه الفترة؟

 كل سبل التواصل مقطوعة عنه منذ منع الزيارات، ولم نتلق أية خطابات منه، منذ 10 مارس الماضي، ونحاول تحري اخباره من الجلسات لكنه لم يحضر الجلسات أو من اسر المعتقلين الآخرين.   

– الوضع الصحي لـ عبدالناصر إسماعيل، هل هو مطمئن؟ خاصة في ظل مخاوف تفشي فيروس كورونا؟

لا نعلم أي شيء عن وضعه الصحي، وهناك بعض الكلام الذي تردد عن وجود حالات كورونا داخل السجن، هذا الأمر مثار قلق شديد لنا ولأسرته كلها ولوالدته المريضة، فعبدالناصر يعاني من بعض الأمراض التي يُخشى معها أن تزداد الأمور صعوبة.. الآن أصبح الخوف لدينا خوفين، أحدهما من السجن بشكل عام وأوضاعه، والآخر من تفشي الفيروس داخل السجون.

– ما هي آخر تطورات القضية؟

في آخر جلسة تم تجديد الحبس بدون حضور المتهمين، لم يعد هناك أي مناقشة للتفاصيل، لا نعرف ما الذي سيتم بعد ذلك، لا نعرف حتى ما هي السيناريوهات المحتملة لسير القضية مستقبلا.. كل شيء ضبابي.

غرفة مشورة محكمة الجنايات في معهد أمناء الشرطة في طرة، ورغم أنه محجوز في طرة تحقيق إلا أنهم كانوا يقولون إن المتهمين لم يحضروا لـ”تعذر أمني” رغم أن المسجونين الجنائين يحضرون بشكل طبيعي، أو من حققت معهم النيابة العامة وليست نيابة أمن الدولة.

المحامون دفعوا ببطلان المحاكمة لأن التجديد لا يتم إلا في وجود المتهم، ولكن للأسف كان يتم التجديد لمدة 45 يومًا.

– عبدالناصر إسماعيل متهم في القضية رقم 488 لسنة 2019 والتي تنسب إليه اتهامات بنشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، فهل اطلعتم على أيٍ من هذه “الأخبار الكاذبة” ؟

لا بالطبع، لم نعرف ما هي تلك الأخبار والبيانات الكاذبة، لا نحن ولا محاميه، ولم نعرف ما هي على وجه التحديد الاتهامات الموجهة ولا ما هي الأدلة ولا القرائن، كل ما نعرفه أن هذه الاتهامات الموجهة إليه أنكرها عبدالناصر شكلا ومضمونا.

– واقعة القبض تمت في أعقاب الدعوة لتظاهرات 20 سبتمبر، التي رفضها التحالف ؟

عبدالناصر ترافع عن نفسه في إحدى الجلسات وأنكر انتماءه للإخوان تماما وأكد أنه هو وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي على النقيض تماما من توجهات وأفكار جماعة الإخوان، وأكد مرارًا وتكرارًا خلال التحقيقات أنه لم يدعو للتظاهر في هذا اليوم مُطلقًا، وهذا أمر لم يستطع أحد أن يثبته ضمن الاتهامات الموجهة إليه.

– هل ترى أن هناك علاقة بين القبض عليه ودوره في نقابة المعلمين المستقلة؟

لا أحد يعرف السبب .. عبدالناصر قيادة نقابية وقيادة حزبية، وقد يكون موضوع اتحاد المعلمين هو السبب في إلقاء القبض عليه، وقد يكون دوره الحزبي وربما تنكيل بالحزب المعارض.. لست أعرف على وجه التحديد السبب الحقيقي وراء القبض عليه، لكن المشكلة أصبحت أكبر من ذلك، المشكلة في أنه محبوس بدون اتهامات، بينما أسرته تعاني في الخارج، عبدالناصر كان من المُعلمين الشرفاء لم يشارك يومًا في مافيا الدروس الخصوصية ولم يعرف التلاعب ولم يخالف ضميره، كان يعيش براتبه الموقوف حاليا.

– هل هناك رسالة تحب أن توجهها؟

إحنا كلنا أمل في أن عبدالناصر يخرج علشان خاطر أولاده وأسرته، طالما مفيش سبب معين، فكرة الاحتفاظ بالناس في السجون تخلف وراءها أسر مدمرة على كل المستويات، إيه المكسب من تدمير أسرة كاملة بدون وجه حق؟ مفيش محاكمات ولا أحكام تصدر بحقهم، وهذا يشعر الناس بالغضب والظلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *