سيف المظلومين الحاضر رغم الغياب.. 8 سنوات على رحيل أحمد سيف محامي العمال والطلاب والثوار والفقراء (بروفايل)
منى سيف: ليس لدي أي صور لي وأنا طفلة مع والدي كان سجيناً سياسياً آنذاك.. يبدو أن هذه لعنة عائلية ونحن نحاول كسرها لسنوات
كتبت: ليلى فريد
رغم الغياب … حاضر، تفتح طريق للحق، وتمد جسر الأمل لكل المظلومين … باطل، هذا علق المحامي الحقوقي خالد علي، في الذكرى الثامنة لرحيل المحامي الحقوقي والمدافع عن حقوق الإنسان، أحمد سيف، زوج الدكتورة ليلى سويف، ووالد علاء عبد الهادي ومنى وسناء سيف.
منى سيف نشرت صورتها مع والجها وعلقت: «ليس لدي أي صور لي وأنا طفل رضيع مع والدي، كان سجيناً سياسياً آنذاك في مصر، يبدو أن هذه لعنة عائلية ونحن نحاول حقًا كسرها لسنوات، دعونا نأمل أن ينتهي كل هذا معنا هنا .. قريبا».
عاش أحمد سيف مدافعًا عن العمال والفقراء والثوار والطلاب، ودفع ثمنها من صحته وعمره في السجن، وصار أولاده من بعده على دربه يهتدون بمسيرته وهو يحلمون بوطن يتسع للجميع بالحرية والكرامة والعدل. “خدوا بالكوا تبرير إهدار كرامة الإنسان شديدة الاتساع، لن نسمح في أى وقت من الأوقات أن نبرر حتى لأنفسنا إهدار كرامة الإنسان، ممكن نبقى أضعف من اننا نوجه موجة القمع، لكن لن نسمح أن يستخدم أسمنا فى تبرير موجة القمع ولنطلق على ذلك أضعف الإيمان إذا لم استطع أن أواجه القمع المباشر لن أسمح لأحد أن يستخدم اسمى فى تبرير هذا القمع، اوعوا تسمحوا لحد يجرفكوا من إنسانيتكم”، كانت تلك أحد أهم وصايا سيف قبل رحيله بفترة قصيرة.
ولد أحمد سيف في مركز حوش عيسى بالبحيرة، وتخرج من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، ثم حصل على ليسانس الحقوق من نفس الجامعة عام 1989 أثناء قضاؤه لفترة اعتقال لمدة 5 سنوات.
وشارك أحمد سيف في تأسيس مركز هشام مبارك لحقوق الانسان وتولي إدارته منذ تأسيسه، واعتقل أربع مرات في عهد أنور السادات وحسني مبارك، وكانت أطولها عام 1983 حيث قضي في السجن مدة خمس سنوات.
شارك سيف الإسلام في قيادة الحركة الطلابية في السبعينات، وجرى اعتقاله عدة مرات تعرض خلالها للتعذيب وخاصة في قضية ما سمي بتنظيم الحركة الشعبية، وأثناء وجوده بالمعتقل حصل على ليسانس الحقوق وشارك بعد خروجه متطوعًا للدفاع عن المتهمين من مختلف التيارات في قضايا الرأي.
وأحمد سيف هو زوج الدكتورة ليلي سويف، ووالد الناشط الحقوقي علاء عبد الفتاح وسناء سيف والاثنين قيد الاعتقال حاليا، وابنته الثالثة هي الناشطة الحقوقية مني سيف.
“أنا آسف إني ورثتك الزنازين اللي أنا دخلتها..لم أنجح في توريثك مجتمع يحافظ على كرامة الإنسان، وأتمنى أن تورث خالد حفيدي مجتمع أفضل من ما ورثتك إياه”، كانت تلك جزء من رسالته لولده علاء عبد الفتاح، في يناير 2014، بعد سجنه في “أحداث الشورى” بتهمة التظاهر دون تصريح.
كان سيف عضوًا في فريق المحامين الذي دافع سنة 2008 عن 49 شخصاً حوكموا أمام محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ) في طنطا بتهمة الاشتراك في الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في 6 أبريل 2008 تضامناً مع انتفاضة العمال في المحلة لتبشر بالثورة.
وبينما حلمه بالثورة يتحقق كانت آخر مرة تعرض فيها أحمد سيف للاعتقال يوم موقعة الجمل في 3 فبراير 2011، حيث اقتحمت قوات الأمن مركز هشام مبارك واعتقلت أحمد سيف ومن كانوا معه من الحقوقيين والمراسلين والصحفيين وأفرج عنه بعد يومين.
وبعدها لم يتوقف عن دفع ثمن حلمه حتى النهاية .. رحل سيف وابنه الناشط علاء عبد الفتاح في السجن بتهمة التظاهر دون تصريح، وابنته سناء سيف بالسجن بنفس التهمة حين خرجت لتطالب بالإفراج عن شقيقها قرب قصر الاتحادية، وشاركا في مراسم الدفن وتلقي العزاء بعد موافقة وزارة الداخلية، واليوم مازال علاء وسناء في الحبس على ذمة قضايا جديدة.
ستنقضي هذه الفترة القاسية وستعيش ذكرى أحمد سيف كثيرًا، وستواصل أسرته مسيرته في حب الوطن، آملين في غد بلا سجون وبوطن نستحق أن نعيش فيه بكرامة وعدالة وحرية.. كل عام وذكرى ميلاد سيف المظلومين حية في قلوب المدافعين عن الحرية والكرامة والبسطاء.