سياسيون وحقوقيون ينعون البدري فرغلي: مناضل حتى النفس الأخير.. وداعًا المقاتل الصلب نصير العمال والفقراء

عاش حياته من أجل البسطاء يدافع عن العمال وأصحاب المعاشات وعن الناس جميعا في شوقهم للعدل والكفاية والحرية

أحد أهم نواب البرلمان منذ 54 واجه محاسيب وحيتان  مبارك في عز سطوتهم وواجه بشجاعة الإخوان في عز سطوتها

ظاهرة سياسية ونيابية نادرة .. كيف ستنسي بورسعيد البدري وهو نائب بيلف بالعجلة يسمع و يداوي الهموم

كتب – أحمد سلامة

نعى عدد من الشخصيات العامة، القيادي اليساري العمالي ورئيس اتحاد أصحاب المعاشات عضو مجلس الشعب السابق البدري فرغلي، الذي وافته المنية صباح اليوم الاثنين، بعد مسيرة حافلة من الدفاع عن حقوق العمال والنقابات والمهمشين، ومناهضة سياسات التوريث والخصخصة والإفقار.

وأعلن ياسر البدري فرغلي مدير إدارة الشئون القانونية لدى مصلحة الضرائب عن وفاة والده المناضل العمال، مؤكدًا تشييع الجثمان بعد صلاة العصر من المسجد العباسي ببورسعيد ليتم دفنه بمقابر الأسرة.

وناشد الابن الأهالي من أبناء المحافظة الدعاء لوالده، حيث دون على صفحته الشخصية بالفيس بوك قائلا “إنا لله وإنا إليه راجعون.. أبي عند الله وما عند الله خير وأبقى.. أحبكم أبي أكثر من نفسه فكونوا بجواري ولو بالدعاء.. صلاة العصر من المسجد العباسي”.

وعبر صفحته الرسمية على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” كتب هيثم الحريري، عضو مجلس النواب السابق، عضو المكتب السياسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، «إنا لله وإنا إليه راجعون، وداعا نصير العمال ورئيس اتحاد المعاشات القائد العمالي والمناضل الوطني البدري فرغلي.. ربنا يرحمك ويغفر لك ويسكنك فسيح جناته ويلهم أهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان ويجعل كل موافقك وكلماتك وانحيازك للحق في ميزان حسناتك».

وكتب إلهامي الميرغني الخبير الاقتصادي وعضو المكتب السياسي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي “انتقل إلى رحمة الله المناضل العمالي والنقابي البدري فرغلي بعد حياة حافلة بالعطاء والمعارك حتى آخر نفس في حياته، وباسمي وباسم حزب التحالف الشعبي الاشتراكي نتقدم بخالص عزائنا إلى أسرة البدري وإلى الزملاء في اتحاد أصحاب المعاشات بل وإلى كل أصحاب المعاشات وإلى قيادات وأعضاء حزب التجمع، رحم الله البدري فرغلي وألهم كل محبيه الصبر والسلوان، وقدر القابضين على الأمانة في الحفاظ عليها لتستمر مسيرة الدفاع عن حقوق اصحاب المعاشات.. وإنا لله وإن إليه راجعون”.

من جانبه، قال الدكتور عمار علي حسن “انطوت اليوم صفحة ناصعة من تاريخ مصر السياسي والاجتماعي برحيل البدري فرغلي، المناضل الذي عاش حياته من أجل البسطاء. كف بصره، لكنه لم يفقد البصيرة أبدا، وهو يدافع عن الغلابة، مرة عن العمال، وأخرى عن أصحاب المعاشات، ومرات عن الناس جميعا في شوقهم إلى العدل والكفاية والحرية”.

وأضاف عمار علي حسن “كان حضوره البهي يؤكد لي دوما أن في مصر رجالا وطنيين شجعانا، لا يضرهم من خالفهم، وطالما كان بيننا حديث لم ينقطع عما يجب أن نفعل، وها هو قد ذهب وتركنا على الطريق، نستعيد صوته الأجش العميق الواثق يدافع عن كل جميل ونبيل في حياتنا.. فاللهم ارحمه واسكنه فسيح جناته”.

المحامي الحقوقي أحمد فوزي، والأمين العام السابق للحزب الديمقراطي الاجتماعي، عبر عن أسفه لرحيل البدري واصفًا إياه بـ”المقاتل الصلب”.

وقال فوزي في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: وداعًا المقاتل الصلب البدري فرغلي.. البدري فرغلي أحد أهم نواب البرلمان المصري من بعد برلمانات  54 ، كان أداء البدري نموذج لبني آدم عارف بوصلته وانحيازه واضح للناس اللي طالع منهم الشغيلة والفقراء، واجه محاسيب وحيتان  مبارك في عز سطوتهم كما واجه بشجاعة جماعة الاإخوان في عز سطوتها”

وأضاف فوزي “مثّل البدري فرغلي بالنسبة لجيلى رمز هام للجدعنة و الصلابة، الله يرحمك يا عمنا، خالص العزاء لأسرته و رفاقه وتلامذته”.

فيما كتب عضو مجلس نقابة الصحفيين محمد سعد عبدالحفيظ ناعيًا الراحل “إن لله عبادًا خلقهم لحوائج الناس، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك هم الآمنون من عذاب الله”.. مضيفا “المناضل البدري فرغلي كان ممن سخرهم الله لقضاء حوائج الناس والدفاع عنهم.. اللهم آمنه من عذاب النار واغفر له”.

من جهته، كتب المهندس أكرم إسماعيل العضو المؤسس بحزب العيش والحرية “البدري الفرغلي ده ظاهره سياسية ونيابية نادرة يتكتب عنها قصص.. البدري وأبو العز وعم عبد العزيز نواب اليسار اللي شالوا هموم الناس للبرلمان والناس عمرها ما نسيتهم وهيفضلوا في الذاكره كممثلين حقيقين لعموم الناس وقضاياهم.. إزاي هتنسي بورسعيد البدري وهو نائب بيلف بالعجلة يسمع و يداوي الهموم”.

كان فرغلي، عضو الأمانة العامة لحزب التجمع، وأحد أبرز مؤسسيه، أيضا أحد نشطاء المقاومة الشعبية المسلحة في بورسعيد بعد نكسة يونيو 1967، كما شارك البدري في إصدار مجلات حائط تنادي بالحرب على إسرائيل في فترة العدوان، كما تطوع مع آخرين لترميم مطار شاوة الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية في حرب أكتوبر 1973..

وفي 1966، اعتقل في فترة الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر للمرة الأولى، بسبب مشاركته في احتجاج لعمال ميناء بورسعيد، وفي هذه الفترة احتك بالعمال اليساريين الذي أضاؤوا له طريق النضال فيما بعد، وفي 1975 مرة أخرى في فترة السادات لمشاركته في تأسيس «قصر ثقافة بورسعيد»، مع مجموعة من اليساريين، وتم حبسه في سجن الزقازيق حينها.

وفي أثناء وجوده في مجلس الشعب، قدم فرغلي مئات الاستجوابات دفاعا عن حقوق العمال، ومناهضة للخصخصة، والفساد السياسي والاجتماعي، فضلا عن العديد من القضايا الوطنية الأخرى.

أسّس اتحاد أصحاب المعاشات الذي تحوّل لاحقاً إلى «النقابة العامة المستقلة لأصحاب المعاشات»، وخاض العديد من المعارك القانونية دعما لحقوق أكثر من ١٠ ملايين مواطن من أصحاب المعاشات، خاصة في قضية العلاوات الخمس، وفي 2105، أقام فرغلي دعوى قضائية، مطالبا بضم العلاوات الخمس إلى الأجر المتغير لأصحاب المعاشات.

وقضت المحكمة لصالح فرغلي، ما دعا وزارة التضامن وهيئة مفوضي الدولة للطعن على الحكم أمام المحكمة الإدارية العليا، التي أصدرت حكمًا أيضا لصالح أصحاب المعاشات.

وتتقدم أسرة “درب” بخالص التعازي في وفاة القيادي العمالي البارز، داعين أن يلهم الله أسرته الصبر والسلوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *