سولافة مجدي.. صحفية سلاحها كاميرا وهاتف.. أحبت مهنتها فدفعت الثمن محبوسة بعيدا عن ابنها: جائزة الشجاعة تبحث عن صاحبتها

كتب- حسين حسنين

“نفسي أشوفها واحضنها، بنتي وحشتني”.. بهذه الكلمات اختتمت السيدة تغريد زهران، والدة الصحفية والمصورة سولافة مجدي، رسالتها إلى ابنتها في محبسها عبر “درب”، كلمات قليلة ولكنها شاهدة على معاناة 6 أشهر من الحبس.

فـ سولافة صحفية شابة تحمل في يدها هاتفها المحمول، تنتقل من هنا إلى هناك بحثا عن حقيقة تنقلها وواقعة تسجلها، قبل أن تقرر تكريس حياتها للدفاع عن صديقتها المعتقلة، فتلحق بها بعد شهر تقريبا.

وفيما فازت سولافة في محبسها، بجائزة “الشجاعة الصحفية” لعام 2020، على مجهودها الصحفي وشجاعتها، مازالت محرومة من أسرتها وطفلها الصغير صاحب الـ6 أعوام.

وفي مساء 26 نوفمبر الماضي، ألقت قوات الأمن القبض على سولافة وزوجها المصور حسام الصياد وصديقهما محمد صلاح من إحدى مقاهي حي الدقي، وظهروا في اليوم التالي أمام نيابة أمن الدولة العليا.

وجهت النيابة لهم على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة، اتهامات بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، نشر أخبار وبيانات كاذبة، باستثناء الزوج حسام الذي اتهمته النيابة بـ”الانضمام لجماعة إرهابية”.

وأعلنت مؤسسة الإعلام النسائية الدولية (IWMF) عن فوز سولافة مع 3 صحفيات من الصين وفنلندا وسوريا، بجائزة “الشجاعة الصحفية السنوية” في عامها الثلاثين.

ووصفت المؤسسة سولافة، بأنها “صحفية وسائط متعددة مصرية، غطت تقاريرها التحول السياسي والاضطرابات الاجتماعية في مصر، وحقوق الأقليات والمرأة، وقضايا التعليم، وحقوق الإنسان، واللاجئين، والتحرش الجنسي في المجتمع المصري.

وظهرت أعمالها في صحيفة الرؤية بـ (الإمارات العربية المتحدة)، وتي أر تي العالمية، وبي بي سي مصر ومدى مصر وبعض المواقع الأخرى. وسولافة – طبقا لموقع الجائزة – أيضا، متخصصة في الصحافة المتنقلة، وهي مؤسسة مدرسة (كل يوم صورة)، التي تدرب الصحفيات الشابات والباحثات في إعداد التقارير على الهاتف المحمول.

بينما أعربت أسرة الصحفية المعتقلة سولافة مجدي، عن فرحتها بفوز سولافة بجائزة “الشجاعة الدولية” لسنة 2020، متمنيين خروجها من محبسها في أسرع وقت للاحتفال بالجائزة معا، وأكدوا أن امنيتهم الحقيقية هي خروجها لتعود لحضن نجلها وتعود السعادة له خاصة أنه يفتقدها كثيرا ودائم السؤال عن موعد عودتها، بعد أن حرم منها ومن والده منذ 6 شهور.

وبصوت حزين وباكي، قالت قال تغريد زهران، والدة الصحفية سولافة مجدي، إنها تتمنى أن يصل إلى ابنتها خبر فوزها بجائزة «الشجاعة الدولية» لسنة 2020، مشيرة إلى أنها تستحق الجائزة، ليس لأنها ابنتها ولكن لاجتهادها في عملها من أجل نشر الحقيقة.

وأضافت زهران في تصريحات لـ«درب» كأول تعليق لها على فوز ابنتها بالجائزة: «إن شاء الله الجوايز اللي جايه كتير وهي بره»، لافتة إلى أنها تتمنى خروج ابنتها لأنها لم ترتكب أي ذنب، مشددة على أن سولافة تحب بلدها.

بينما قالت سندس مجدي، شقيقة الصحفية سولافة مجدي، إن خبر فوز شقيقتها بالجائزة من محبسها، هو “أسعد خبر وصل للأسرة منذ القبض على سولافة”. وأضافت سندس، في تصريحات لـ”درب”، أنها ووالدتها والأسرة “لا يتمنون إلا أن تخرج سولافة وتحتفل معهم بالجائزة”.

وتابعة شقيقة سولافة، أن طفلها خالد في حالة نفسية سيئة جدا، ولا نريد سوى أن تخرج حتى يعود إلى حضنها من جديد، وما ذنب طفل صغير في أن يحرم من أمه وأبيه في هذا السن.

وطالبت سندس إدارة السجون بالسماح بخروج خطاب من سولافة “بقالنا من يوم 9 مارس مانعرفش عنها أي شيء، لا نريد سوى أن يتم السماح لنا بالحصول على خطاب منها”.

ومنذ القبض على صديقتها إسراء عبدالفتاح في أكتوبر 2019، قررت إسراء أن توهب حياتها وتحركاتها للدفاع عنها والمطالبة بحريتها، خاصة وأن صداقة قديمة تجمع بينهما عمرها 10 سنوات أو أكثر، منذ أن كانا معا في الحركات الشبابية المناهضة لنظام حكم المخلوع الراحل حسني مبارك.

وتقول إحدى صديقات سولافة إنها عملت من أسرتها في الزيارات قبل قرار تعليقها، أن إسراء فقدت وعيها بمجرد رؤية صديقتها في السجن ولم تفهم الأسباب.

وفي الأيام الأولى لحبس سولافة، كانت تستطيع فقط أن ترى زوجها خلال جلسات تجديد الحبس كل 15 يوما، الأمر الذي تبدل بعد ذلك لتختلف مواعيد تجديدها عن زوجها حسام الصياد.

وتقول في إحدى رسائلها بمناسبة عيد الحب 14 فبراير الماضي، إنها لا تطلب سوى أن يتم تعديل مواعيد تجديداتها لتناسب مواعيد حسام حتى يستطيعان أن يلتقيا، الأمر الذي لم يحدث بسبب صدور قرار تعليق الزيارة بعد الخطاب بأيام قليلة.

وحكاية سولافة مع طفلها خالد الذي حرمته منه منذ 6 أشهر، لا تنتهي، ولا تتوقف سولافة عن إرسال رسائلها إليه من محبسها، على أمل أن تراه قريبا.

وكانت أخر رسالة من سولافة في عيد الأم، حيث قالت في رسالتها الأخيرة لابنها “سامحني يا صغيري، سأعود قريبا واحتضنك طوال الوقت” لكنها لم تعد بعد شهرين م الرسالة.

رد خالد على الرسالة في مقطع مصور “بحبك يا ماما انتي نور عيني.. عارف أنك مسافرة ومحضرلك مفاجأة لما ترجعي”. بينما كان أخر طلب من الأسرة “أفرجوا عنها وعن زوجها من أجل طفلها الصغير”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *