سنة أولى درب.. جمعة رمضان يكتب: السائرون على الدرب .. ومن سار على الدرب وصل !

فاشهد لنا يا قلم

أننا لم ننم

أننا لم نقف بين ” لا ” و ” نعم “

ما أقل الحروف التي يتألف منها اسم ما ضاع من وطن”

” أمل دنقل “

كان لي شرف النشر وكتابة المقال في ” درب ” على مدار العام المنقضي منذ بداية انطلاقها منصة اعلامية حرة  تصدر عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذي انتمي اليه واشرف بعضوية مكتبه السياسي، وان لزم التنويه عن ان سياستها التحريرية الحرة غير مقيدة بالاطار الحزبي ولا تقف عن حدود التغطية الاخبارية للاحداث المحلية والعالمية فحسب، بل تتسع لتشمل آفاق ورؤى تعبر عن أطياف شتى من الاتجاهات السياسية والفكرية اليسارية والليبرالية الاجتماعية والثقافية والحقوقية في مصر والوطن العربي والعالم، مستكتبة العديد من المحللين السياسيين والاقتصاديين واصحاب الرأي والطرح التقدمي المشهود لهم بالموضوعية والعلمية، اثراءًا للحقيقة ودعمًا لمبدأ الديمقراطية والشفافية وانتصارًا لقيم الحرية وحقوق الانسان دون تفريط في الانحياز الاساسي لقضايا وهموم المستضعفين وكادحي الوطن من عمال وفلاحين ومثقفين، وهو توجه محمود ولا شك يليق بـ ” درب ” وبتاريخ ونضالات ومهنية هيئة التحرير المشكلة من كوكبة تضم العديد من اشرف وانبل صحفيي مصر يتقدمهم الصحفي الكبير الاستاذ ” مدحت الزاهد ” رئيس الحزب ورئيس مجلس الادارة، والصحفي القدير الاستاذ ” خالد البلشي ” رئيس التحرير وعضو مجلس نقابة الصحفيين الاسبق والمرشح الحالي لعضوية مجلس النقابة في انتخابات التجديد الجارية الآن فله كل الدعم .

واجهت ” درب ” رزيلة الحجب ( بفعل فاعل ) بعد شهر واحد من انطلاقها لتنضم الى العديد من المواقع الاخبارية الاخرى التي حُجبت على الشبكة العنكبوتية داخل مصر ولم تعد نشطة على محركات البحث الا باستخدام برامج خاصة تساعد على تخطي الحجب وان ليس بالسلاسة المعهودة مقارنة بتصفح المواقع المفتوحة، وفي كل الاحوال فان ” درب ” بجهد واصرار القائمين عليها لم تتوقف بل زادت وتيرة النشر والتفاعل على منصتها رغم الحجب .

 أما وإن كان لنا من تعليق على موضوع الحجب فتجنبًا لتكرار البحث والسؤال عمن يقف وراء الحجب ولصالح من وممن يخاف هذا الشبح الرزيل الغارق في ظلمه وإظلامه ؟ فلا أبلغ من تلك المقاربة الطريفة المتمثلة في فقرة اخبارية بثتها إحدى الفضائيات وقت سخونة الانتخابات الرئاسية الامريكية الأخيرة ولعلها في الوقت ذاته تكفينا ضجر الإسهاب وقد جاءت تحت عنوان : سياسيون واعلاميون مصريون يعربون عن غضبهم الشديد بعد اغلاق حساب “ترامب” على تويتر واصفين هذا الإغلاق بالانتهاك الصارخ لحرية الرإي والتعبير.. (أليست كوميديا أبلغ من أي تعليق؟) .

بالأمس دعاني الزميل الاستاذ “أحمد سعد” مدير التحرير للمشاركة والكتابة بمناسبة مرور عام على اطلاق منصة حزب التحالف الشعبي الاعلامية ” درب ” .. وحيث أن انطلاق ” درب ” قبل عام كان تتويجًا لمسيرة طويلة وثرية من النضالات التي خاضها حزب التحالف منذ تأسيسه عقب ثورة يناير المجيدة، مسيرة تخللتها محطات ومنعطفات وتجارب نضالية عديدة وتضحيات عظيمة لم تهتز فيها بوصلة الحزب ولم تحيد عن وجهتها التي انعقدت عليها وثيقة التأسيس ورغبة المؤسسين في وطن للحرية والديمقراطية والاشتراكية، ولعلها مناسبة ايضًا للاحتفاء برموز الحزب وقياداته الذين اسسوا لهذا الدرب وصولًا لـ ” درب ”  !

 العام 2012 .

 كانت زيارتي الاولى لمقر حزب التحالف الشعبي بعد تأسيسه في مقره القديم بباب اللوق وسط القاهرة – اذ استدعيت على عجل للمثول امام لجنة المسائلة والانضباط الحزبي ( مشاغب بقى )، تشكلت لجنة المسائلة من الامين العام للحزب المهندس طلعت فهمي، ومعه الزميل ( حينها قبل تركه للحزب ) المهندس سعيد ابو طالب .. وان لم تخني الذاكرة كان المهندس محمد صالح امين العمل الجماهيري ( الحالي ) هو العضو الثالث – وما إن وطئت قدماي صالة المقر حتى لمحت صديقي التاريخي ورفيق الدرب الطويل الاستاذ وائل توفيق بهيئته المميزة وهو يوجه حديثه محتداً الى شيخ مهندم جالسًا امامه، لم اتبين ملامح الشيخ الجالس الا بعد اقترابي اكثر ففوجئت بأنه الوقور الاستاذ عبد الغفار شكر رئيس الحزب ووكيل مؤسسيه جالساً، منصتا باهتمام لمحدثه المتحمس، مبتسمًا لا يبدو عليه ادنى انزعاج، يهز راسه موافقاً ويعقب بصوت هادئ –  حاضر بس اهدى شوي يا وائل، كلامك مظبوط  وهاكلم طلعت في الجزئية دي – اشفقت على الرجل من ثورة الزميل وائل، حاولت التدخل وترطيب الاجواء لكنه فاجاني باتسامة اصفى قائلا : ما تقلقش يا جمعه دا العادي بيني وبين وائل في الامور الحزبية وياريت كل الناس في حماسه واخلاصه .. وهذا ما تأكد لي بعدها بدقائق عندما عدت الى الصالة مرة اخرى ووجدتهما مستغرقان في وشوشة ودودة والزميل وائل يناوله فنجان القهوة او كوب شاي لااتذكر .. تركتهما منشرحًا وعدت الى غرفة التحقيق مرة اخرى اتلقى وعدي من السادة المهندسين المتحفزين لتوقيع العقوبة الانضباطية غير انهم لم يجدوا لذلك سبيلا سوى حمولة هائلة من المطبوعات حملتها صاغراً الى بني سويف .. في زيارتي الثانية، كان المشهد يغني عن التفاصيل، فعندما تشاهد هذا الشيخ الجليل يتحامل على نفسه ويتقدم مسيرة للحزب متأبطاً المحامي والحقوقي الشهير الاستاذ ” خالد علي ” المنضم حديثاً للحزب حينها ( قبل ان يتركه فيما بعد ) انطلقت من مقر الحزب في باب اللوق مروراً بعابدين والسيدة زينب وشارع القصر العيني وصولا الى ميدان التحرير لا تملك تجاهه الا مزيدًا من الاحترام والتقدير ..

في المرة الثالثة ( أظنها عند انعقاد المؤتمر العام الثاني للحزب ) كعادته يؤثر على نفسه ايما ايثار برغم الوعكة الصحية التي المت به والعملية الجراحية الكبرى التي اجراها، يجلس وسط رفاقه حاضر الذهن ينصح ويوجه ويعرض رؤيته للظرف السياسي واولويات العمل في الفترة القادمة، يلمس أسباب الخلل ويطرح سبل معالجتها بدقة قبل ان يسلم الراية الى الرئيس المنتخب الجديد لقيادة الحزب المناضل الجسور الاستاذ مدحت الزاهد.. وهكذا يكون الدرب والسائرون على الدرب .. ومن سار على الدرب وصل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *