رئيس حزب الوفاق في رسالة لـ”السيسي”: وعدتنا بدولة مختلفة في 2020 ولم يحدث.. المعاناة زادت والهموم يتحملها الفقراء وحدهم
رئيس حزب الوفاق يسأل الرئيس: هل تغير الحكم عن سابقه.. أم أنه ينتقم ممن قاموا بالثورة على سابقه
لماذا لايتم استرداد ثروات مصر المنهوبة.. لماذا لم تستمع لنا حين نادينا باستعادة مصانع وشركات القطاع العام المباعة التي صدرت أحكام ببطلان بيعها
إعلام الرأسمالية المتوحشة ومن يلتفون حولك وهم لا يمثلون فقراء هذا الشعب يودون الوصول بك لنهاية لانريد لك أن تسعى إليها
كتب – أحمد سلامة
وجه رئيس حزب الوفاق القومي الناصري، محمد محمود رفعت، رسالة إلى رئيس الجهورية تساءل خلالها عن تحميل الفقراء من الشعب ضريبة القرارات الاقتصادية، لافتًا إلى أن الرئيس كان قد وعد قبل ذلك بتحول مصر إلى “دولة مختلفة” بحلول عام 2020.
وشدد رئيس الحزب في رسالته على أن الأسعار زادت أضعافا مضاعفة دون زيادة في الأجور والدخل بما يوازي زيادة أسعار الوقود، وانتهى دور الدولة في توفير العلاج، وانعدمت فرصة الحصول على وظيفة، موجهًا -في هذا الصدد- سؤالا إلى رئيس الجمهورية قائلا “لماذا لم تستمع لنا من البداية حين نادينا باستعادة مصانع وشركات القطاع العام المباعة والتي صدرت الأحكام ببطلان بيعها احتراما لأحكام القضاء”، مشيرًا إلى ازدياد معاناة الفقراء في الوقت الذي يمكن فيه استرداد ثروات مصر المنهوبة.
وقال رفعت، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “رسالة إلى السيد الرئيس من باب التذكرة، في عجالة أكتب إليك بعض الخواطر علها تكون في محلها، بداية كل الاحترام لمقام رئيس مصر، ولكن.. لنكن أكثر وضوحا وصراحة”.
وأضاف “لقد جئت لحكم مصر بعد ثورتين قام بهما شعب مصر.. الأولى في 25 يناير 2011 ولم نكن نعلم عنك شيئا، وفي الثانية خرجت باسم جيش مصر لتعلن انحياز الجيش لمطالب الشعب التي لم تتغير في الثورتين فرفعت صورة جمال عبد الناصر وتوجهت إلى قبره ووقفت بضريحه تتلو الفاتحة واستقبلتك أسرته وقيادات ناصرية لأنك تزور المكان في إشارة لتوجهك السياسي وأنك جئت لتسير على دربه”.
وتابع “وتحدثت عن زهدك في الحكم وعدم رغبتك فيه، ولكن شعبنا الذي يمثل نور عينيك لن تتردد في عمل المستحيل من أجله، وقلت إننا سنرى مصر أخرى غير تلك التي نراها، بما يليق بمكانتها ورفعتها ومقامها.. وشعبنا الذي أضناه الجوع والبلاء سيجد الدنيا وقد اختلفت لأنها ستكون مصر أخرى”.
واستكمل “أعلنت أنك عازم على: 1- استصلاح واحد ونصف مليون فدان لسد احتياجات مصر كاملة، 2- إعادة بناء مصر قلعة صناعية، 3- توسيع قناة السويس لتدر دخلا أضعاف مضاعفه يسد احتياجات مصر ويحولها لمصاف الدول الغنية، 4- اكتشافات حقل ظهر وحقول الغاز بعدها بما يعني زيادة دخل مصر وتحقيق فائض يكفي لرفاهية شعبها.. وكل ذلك مرهون بسقف زمني هو عام 2020”.
واسترسل رئيس حزب الوفاق الناصري “واكتشفنا أن أموال مصر يتم إنفاقها على المدن الجديدة ورصف الطرق وبناء الكباري.. وترتفع أسعار السلع والخدمات فيها”.
وضرب رفعت مثلا بارتفاع أسعار البنزين قائلا “ارتفع سعر (البنزين 95) بقيمة جنيه واحد، ليصبح 275 قرشا بدلا من 175 ، و(البنزين 92) إلى 185 قرشا بدلا من 145، و(البنزين 90 – أوكتين) أصبح 175 قرشا بدلا من 130، في حين لم يرتفع سعر (البنزين 80 – أوكتين)، والسولار ارتفع من 70 قرشا إلى 105 قروش، واستمر الارتفاع حتى أصبح حاليا سعر البنزين ( 95) 8,50 للتر – سعر البنزين (92 ) 7,50 جنيه للتر – سعر بنزين (80) 6,25 جنيه للتر”.
وأوضح “وقد ضربت المثل بالوقود لأن سعره يتحكم في سعر كل البضائع التي يتم نقلها من مكان لمكان ولو كانت خضروات زراعية، وهكذا زادت الأسعار أضعافا مضاعفة دون زيادة في الأجور والدخل بما يوازي زيادة أسعار الوقود، وارتفعت إيجارات الشقق، وانعدمت فرصة الحصول على وظيفة، وانتهي دور الدولة في توفير العلاج لأبنائها، وأصبح التعليم الخاص هو الأصل وانتهى التعليم المجاني تقريبا”.
وأردف “كنا على وعد أن تنتهي كل مشاكل مصر عام 2020، فكان عام 2020 وبالا علينا، حيث انتشر فيروس كورونا على مستوى العالم .. ومصر تواجه الوباء بسياسة مناعة القطيع .. وكانت تباشير الرخاء بتخفيض وزن رغيف الخبز.. وكأن ما يتم توزيعه يكفي ليتم تخفيض وزنه بدلا من زيادته.. ثم تأتي الطامة الكبرى.. بإخلاء ما قيل إنه عشوائيات وطرد أهلها من سكنهم.. وفرض قانون التصالح في المباني وفرض إتاوات على كل مالك ولو لوحدة سكنية، وكأن تلك المباني كانت تتم في السر منذ عام 2008 وحتى عام 2020.. وكأن حكم مصر اكتشف فجأة أننا نعيش في دولة لا يحكمها قانون.. ليتم هدم المباني على رؤوس شاغليها.. دون توفير سكن أو مأوي لسكانها، وكأنهم لم يعلموا أن إلقاء إنسان في العراء بلا مأوي باب للجحيم يتم فتحه على مصر وشعبها.. والحكومة بكل رجالها تحدثنا عن احترام القانون وآدمية الإنسان.. دون أن تلتفت لإنسان لتسأل نفسها كيف يحيا بلا طعام ولا شراب ولا مأوي؟!”.
وأضاف رفعت في رسالته “السيد الرئيس، لماذا كل الهموم والبلاوي يتحملها الشعب والفقراء والمحتاجين، ولديكم رجال أعمال يمتلكون من المال الذي نهبوه من دم شعب مصر ومن ثروات أرضها ومن بيع مصانعها ومن الاستيلاء على أراضيها ما يتم به إعادة بناء مصر، لماذا لايتم استرداد ثروات مصر المنهوبة، لماذا لم تستمع لنا من البداية حين نادينا باستعادة مصانع وشركات القطاع العام المباعة والتي صدرت الأحكام ببطلان بيعها احتراما لأحكام القضاء، لماذا لم يوضع قانون لمساءلة هؤلاء الممثلين للرأسمالية العالمية المتوحشة ومنهم السمسار والوكيل والعميل لرد أموال شعبنا”.
ووجه رئيس حزب الوفاق سؤالا آخر قائلا “هل تغير الحكم عن سابقه .. أم أنه ينتقم ممن قاموا بالثورة على سابقه؟”
واختتم رفعت رسالته قائلا “سيدي الرئيس، لعلي أكون ناصحا لك سيدي الرئيس فما يقوم به إعلام الرأسمالية المتوحشة، ومن يلتفون حولك وهم لا يمثلون فقراء هذا الشعب، يودون الوصول بك لنهاية لانريد لك أن تسعى إليها.. وعموما، هذا قليل من كثير.. فإن كنت أصبت فهذا اجتهادي.. وإن كنت أخطأت فلي أجر المجتهدين”.