د. ليلي سويف: كل سلطة تسعي لكسر معارضيها.. وأوضاع السجون في غاية السوء لكن أغلب الاهالي تصمت ومسئوليتي أن أتحدث

اللي يبص على طوابير الأهالي بره السجون حيلاقي الغالبية العظمى من اللي واقفين سيدات أمهات وزوجات واخوات وبنات المسجونين

سألناها عن السفر.. فقالت: لما كنا كلنا بره السجون كان لسه في مساحة للعمل تغري بالبقاء ولما بقى نصنا في السجون مابقاش ينفع نسيبهم

لدي رسالة واحدة لكل اللي بيدعموني وبيوصلني منهم دعوات تطبطب على قلبي: ربنا ينصرنا جميعا على الظلم والقبح والكراهية

حوار – إيمان عوف

هكذا تحولت صورتها لأيقونة على رفض الظلم والمطالبة بالحقوق والتمسك بالحقيقة، فلا أحد مرت أمامه صورتها، وهي على الرصيف أمام السجن أو في مكتب النائب العام، شامخة تطالب بحقوق ابنها، وتصر على أن تحصل عليها، إلا وأنحني احتراما وحبا وتقديرا للأم والمناضلة الصلبة ليلي سويف.

 ليلى سويف التي دفعت هي وأسرتها أثمان مطالبتهم بالعدل والحرية للجميع متجاوزة الكثير من الأزمات والتعسف الذي طال الجميع من الأب وحتى الأبناء، ليس لشيء سوى أنها أسرة تعلم جيدا حقوقها ولا تتنازل عنها مهما كان المقابل والثمن الذي يدفعونه يوميًا.

 درب التقت الدكتورة ليلي سويف الاستاذ في كلية العلوم جامعة القاهرة، والعضو المؤسس في حركتي استقلال الجامعات ” 9 مارس”، و”مجموعة مناهضة التعذيب”، وهي ايضًا أم علاء عبدالفتاح وسناء سيف المعتقلان في السجون المصرية.

–        منذ ثورة يناير وقبلها كان ابنائك هدفا للاعتقال والتعسف والعديد من أشكال الانتهاكات فلماذا؟ هل االمقصود معاقبة الأسرة على مواقفها السياسية وتماسك افكارها، أم أن هناك أسباب اخري؟

كل افراد الأسرة كانوا ولا زالوا معارضين للسلطة بشكل جذري، أي سلطة دائما تتمنى أن تتخلص من معارضيها أو على الأقل تسكتهم، لكن مش كل سلطة تقدر تعمل ده أو حتى تحاول، المسألة تتوقف على نظام الدولة والتوازنات التي تحكمه، للأسف ان القائمين على السلطة في مصر حاليا مش شايفين أي سبب يمنعهم من ممارسة أقصى درجات القمع في مواجهة من يعارضهم.

–         ما هي اشكال الانتهاكات التي يتعرض لها علاء وسناء في السجن؟

السجون المصرية الأوضاع فيها عموما رديئة للغاية، التكدس، رداءة الرعاية الطبية أو غيابها، انتشار الفساد في جانب كبير منها،…الخ  وبالتالي أي مسجون في السجون المصرية يتعرض لانتهاكات بشكل روتيني ويومي، في حالة سناء مافيش انتهاكات خاصة بخلاف ده، في حالة علاء الأمر مختلف، علاء تعرض للضرب والتهديد لما اتعمله ما يعرف بـ “التشريفة” يوم دخوله السجن من سنتين، ومن ساعة ما دخل السجن، وهو محروم من القراءة، محروم من التريض، محروم من انه يطلع على الصحف، أو يسمع راديو، محروم من انه يبقى معاه ساعة علشان يعرف الوقت، ولمدة تزيد على سنة كان محروم من انه يبقى عنده أي وسيلة لتسخين الماء أو الطعام

 – أحيانا يرى أهالي بعض المعتقلين ان الصمت على الانتهاكات قد يوقفها فما رأيك في ذلك؟ هل حاولتي الصمت على انتهاك وماذا كانت النتيجة؟

الحقيقة إن أغلب أهالي المعتقلين بيصمتوا عن الانتهاكات، ربما ليس على أمل انها تتوقف ولكن خوفا من انها تزيد، وأحيانا  فعلا بتقف، لكن أحيانا برضه بتزيد ونفس الشئ ينطبق على الأهالي اللي بيتكلموا عن الانتهاكات، برضه أحيانا بتقف وأحيانا بتزيد، فبجد مافيش طريقة نعرف بيها  كل واحدة ايه الاحسن تسكت ولا تتكلم.

انا شخصيا مش باسكت وباتكلم لاني مقتنعة إن لازم حد يتكلم ولازم الناس تعرف اللي بيحصل، وأنا وضعي بيخلي ده اسهل عليا من غيري، أنا معروفة واولادي اللي محبوسين معروفين عائلتي مساندة ليا، المحامون والحقوقيون بيقدموا لي أي دعم باحتاجه، لو أنا مش حاتكلم مين اللي  حيتكلم، في هنا مسئولية عليا.

–        انت عضو مؤسس في حركة 9 مارس ولديك وجهة نظر سياسية فماذا عن ليلي الام ؟ التي تقضي اغلب وقتها إما في زيارات خاطفة لابنائها في السجن أو على الرصيف تطالب بحقوقهم؟

ليلى الأم بتعمل اللي بيعملوه كل أمهات المعتقلين، أقصى ما في وسعها علشان تنقذ ابنائها من المحنة وتخفف عليهم آثارها لحد ما تنجح في انقاذهم، اللي يبص على طوابير الأهالي بره السجون حيلاقي الغالبية العظمى من اللي واقفين سيدات، أمهات  وزوجات واخوات وبنات المسجونين، كل واحدة بتحاول تعمل كل اللي تقدر عليه، اللي ليها في السياسة زيي وزي مثلا الصديقة اكرام يوسف والدة زياد العليمي، واللي مالهاش زي الأغلبية، كلنا بنحاول على قد ما نقدر كل واحدة بطريقتها

–        كثير من الناجين من الحبس يفكرون في الهجرة بحثا عن حياة اكثر استقرارا فهل فكرتي انت واسرتك في الابتعاد عن الملاحقة؟

ده سؤال في كل فترة كان له اجابة مختلفة يطول شرحها، لكن باختصار كده أقدر أقول ان لما كنا كلنا بره السجون كان لسه في مساحة للعمل العام تغري بالبقاء، ولما بقى نصنا في السجون مابقاش ينفع نمشي ونسيبهم

– ماذا كان وقع رسالة علاء الاخيرة التي بلغها للمحامي الحقوقي خالد على ؟ ولماذا الآن وهي ليست المرة الاولى التي يسجن فيها علاء ؟

الرسالة مرعبة طبعا، وحتى الخطاب اللي تسلمته من علاء بعد الجلسة بيوم وإن كان أقل رعبا لكنه برضه مخيف، خاصة مع استمرار ذات الظروف التي أدت اليها. أما عن لماذا الآن؟ فلإن علاء بقاله سنتين محروم من القراءة والتريض  وده عمره ما حصل قبل كده، وكمان مع اجراءات الكورونا الزيارة بقت مرة في الشهر بدل من مرة في الاسبوع وتلت ساعة بدل ساعة ولفرد واحد بدل ثلاثة أفراد، وأخيرا لإن مافيش نقطة واضحة نبص عليها ونقول دي حتبقى نقطة النهاية

–        ماذا تخبري حفيدك خالد بشأن الغياب المتواصل لوالده وعمته؟

خالد عارف انهم في السجن،  زارهم هم الاتنين

–        ما هو تقديرك لأوضاع السجون وكيف يمكن التعامل معها؟ ومع الحبس الاحتياطي المطول ؟

انا اتكلمت فوق عن أوضاع السجون، أما عن الاجراءات فالمسألة أكبر بكثير من قضية السجون، نحن في دولة يستطيع  كل من لديه أي سلطة أن يتجاهل القوانين واللوائح، بل إن الكثيرين من ذوي السلطة بيعتبروا ده واحد من أهم الامتيازات بتاعتهم، الكلام ده ينطبق على ضباط الشرطة ورجال النيابة والقضاء كما ينطبق على رئيس الجمهورية والوزراء بل ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وغيرهم وغيرهم، لو الوضع ده حيستمر يبقى مافيش اصلا أي اجراءات حيكون لها معنى أو أثر على جموع المساجين، لإن لو القوانين واللوائح مش ملزمة لأي حد عنده سلطة اشمعنى يعني حتكون ملزمة للي مسئول عن المسجونين؟

–        اذا اتيحت الفرصة ووجهتي ثلاث رسائل ستكون لمن وستحتوي على ماذا؟

في اللحظة دي هي رسالة واحدة، إلى كل اللي بيدعموني محامين وصديقات وأصدقاء وأهل، وكذلك الناس اللي ماعرفهاش بشكل شخصي وبتحرص على إن يوصلني منها كلمات ودعوات تطبطب على قلبي: ربنا يحفظكم جميعا من غيركم مش عارفة كنت حاعمل ايه وربنا يقدرني دايما افضل عند حسن ظنكم بيا، وربنا ينصرنا جميعا على الظلم والقبح والكراهية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *