د.رحاب إبراهيم تكتب: في صحتك.. كل شيء يبدأ من الدماغ …حكاية سوزي (2)
كيف أقنعتُ سوزي أن تلتزم بالنظام الغذائي الصحيّ حين تتعرض لمغريات الوجبات السريعة ذات السعرات المرتفعة ؟
بالتكرار والإعادة وتعزيز المعلومات التي ترجح كفّة العيوب على المزايا.
كانت هذه بعض الطرق التي استخدمتها معها :
1- إعداد قائمة بالعيوب
طلبت منها أن تكتب قائمة بعيوب الوجبات السريعة .. واستطاعت أن تكتب ثلاثين نقطة, منها:
– إنها تزيد الوزن
– تسبب لي شعورا بالذنب بعد تناولها
– أستطيع إنفاق المال في أشياء أفضل
– تزيد من قابليتي للشعور بالاكتئاب
– تجعل من الصعب العثور على مقاس مناسب فيما يعجبني من ملابس
– إنها غير صحية
كلما طالت القائمة زادت فعالية هذه الطريقة , حتى مع تكرار بعض البنود بشكل آخر “إنها غير صحية- تزيد نسبة الكوليسترول- ترفع احتمال الإصابة بالأمراض …”
2- دراسة القائمة بتركيز
نصحتها بقراءة القائمة يوميا, وأن تقضي بعض الوقت في مراجعة كل نقطة على حدة بشكل أعمق وتربطها بمشهد بصري .. مثلا حين تقرأ : سوف تجعل وزني يزداد, تفكر في صورتها وهي لا تستطيع ارتداء ملابسها المفضلة .. وهكذا
3 ممارسة التفكير الدائم في هذه الصور
عندما لا تكون قراءة القائمة متاحة, فعليها أن تفكر في مشهد واحد تستعيده في ذهنها.. مثلا أثناء الانتظار في طابور الدفع.. أثناء المشي في الشارع.. أثناء إعداد الطعام.. عليها ان تستحضر إحدى الصور وتستعيدها
4- الإحالة
أيضا وضحت لسوزي مبدا ” الإحالة”
عندما تفكر أو تشاهد ما يجذبها للوجبات السريعة أو تشم رائحتها في الطريق , تربط هذا فورا بأحد العيوب في القائمة
هكذا فعلت سوزي في اليوم الأول من تطبيق هذه الطريقة
كانت تسير في الشارع عندما شاهدت مطعما للبيتزا , بدأت تفكر كم هي لذيذة وشهية , ثم انتبهت للطريقة التي تفكر بها وقررت تعديلها ..بدات توجه أفكارها نحو : غير صحي , سيزداد وزني ولن أستطيع ارتداء ما احب.
مع استمرار اتباع هذه الطريقة نمّت سوزي وعيها, وطورت مهارة رد الفعل السريع تجاه المغريات وبذلك أصبح من الأسهل التغلب عليها.
في الوقت نفسه كان من الضروري التغلّب على الأفكار الوجوبية
كانت أفكارها الوجوبية هي :
– يجب أن ينقص وزني سريعا
– يجب أن تكون الحياة مرحة
– يجب ان أصبح نحيفة وإلا سوف أصبح شخصا غير جدير بالاحترام
– عندما أشعر بالملل او الضيق يجب أن أتغلب على هذه الحالة فورا
الانتكاسة
في الموعد التالي بعد أسبوع بدت سوزي محبطة جدا
قالت أنها طوال الأسبوع تقريبا لم تتناول سوى الطعام الصحي :تونة , حليب منزوع الدسم , فشار بدون زيت أو زبدة , فواكه ,سلطة.. وهكذا..والتزمت تماما حتى عندما خرجت مع صديقها في عطلة نهاية الأسبوع.
ولكن بعد انتهاء العطلة ومع عودتها للعمل حدثت بعض المواقف التي جعلت مزاجها سيئا, وبالتالي عندما ذهبت في فترة الاستراحة كي تتناول غداءها المكون أساسا من الخضروات, قررت أنها تريد أن تشعر بأن مزاجها أفضل عن طريق طلب فطائر الكرز.. بعدها عادت للعمل وظلت تتناول البسكوت والمقرمشات حتى نهاية اليوم.
في اليوم التالي شعرت باستياء شديد من تراجعها عن النظام الذي التزمت به لمدة أسبوع تقريبا ولكنها فكرت أنه يجب عليها العودة ثانية وتصحيح المسار.
قلت لها يبدو أنك اتبعت أسلوبا غذائيا جيدا باستثناء ذلك الموقف.
– نعم ولكني لا أستطيع مقاومة الشعور بالاستياء تجاه ما حدث
– إذن دعينا نقترب قليلا مما كان يدور في رأسك في هذا الوقت.. ما الذي كنت تفكرين فيه وقت أن طلبتي هذه الفطائر؟
– لا أدري .. ربما تحسن المزاج السريع الذي اعتدته سابقا
– إذن عادت لك الأفكار الوجوبية عن ضرورة أن تتغلبي على المزاج السيء حالا
– نعم .. بالتأكيد
حسنا , هدفنا التالي هو أن نتغلب على هذه الأفكار الوجوبية بطريقة عملية.
” يتبع في المقال القادم “
Reference:
Overeating: It’s All In Your Head – part 2
by Michael R. Edelstein,