د. أحمد حسين يكتب: الالتحاق بكليات الطب بين الحلم والسراب

مازال الإلتحاق بكلية الطب حلم جميل يغري آلاف الطلبة وأسرهم رغم كل المشاكل التي أصبحت معلومة للجميع، مازالت المهنة ساحرة جذابة.. تستحق الحب والمعاناة.

ولكن..

خلوا بالكم إن الحلم لا يسحبكم للجري ورا سراب .. خلوا بالكم إن طبيب ناجح = دراسة طب بجد ..في كلية طب بجد، دراسة الطب في كلية بجد = مستشفى جامعي.

بإختصار ..الطب مش كلية نظرية ينفع نعمل لها مبني ..وترخيص وناخد عشرات ومئات الآلاف من أولياء الأمور وخلاص.

كلية الطب = مستشفى جامعي..

مستشفى جامعي يعني مستشفى كبير فيه كل التخصصات .. وممكن الطالب يشوف فيه كل اللآمراض ..عشان  طبعا ما ينفعش نشطب شوية أمراض من المقرر.

لذلك فأرجو من كل الأهالي اللي بيجروا وراء الكليات الخاصة والأهلية الكتير اللي طلعت اليومين دول دون مستشقيات ..أن ينتبهوا للفارق بين الحلم و السراب .

طبعا أنا متصورة إن الكلام ده ممكن يزعل مني كل اللي نفسه يدخل ابنه طب ..حتى لو ظروف ما أدت لان الأبن لم يوفق لمجموع طب .. وطبعا  الأب مستعد يدفع دم قلبه ..بس ابنه يدخل طب.

معلش ..أرجو  تفكروا في كلامي بهدوء ..

صدقوني انهيار مستوى و سمعة الطب في مصر مش ها تكون لصالح اولادكم و لا لصالح أي حد..

والسماح بتخريج أشباه أطباء برخصة مزاولة مهنة بعد دراسة تفتقد للتدريب العملي والاكلينيكي  .. ده مش بس كارثة ..لا ..ده جريمة.

أرجو من نقابة الأطباء أن تظل متشبثة بالإشتراطات الموضوعية التي اقرت سابقا في جمعية عمومية .. كإشتراطات أساسية لحماية المهنة.

وهي أيضا إشتراطات أساسية في قانون الجاعات الخاصة .. لا يمكن الاعتراف بكلية طب لا تملك مستشفى جامعي.

وأخيرا أرجو من المجلس الأعلى للجامعات أن يلتزم -تبعا لنصوص الدستور- بأخذ رأي النقابة فيما يخص شئوون المهنة .. حتى لا يصبح هناك تناقض بين موقف النقابة و موقف المجلس الأعلى للجامعات، وحتى نحافظ على تخريج أطباء جديرين بحمل ترخيص مزاولة المهنة في مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *