حسن عقاد.. قصة مخرج سوري تطوع للعمل منظفا في مستشفى بلندن نجح في تغيير قرار للحكومة البريطانية
كتبت- كريستين صفوان ووكالات
نجح شاب سوري يدعى حسن عقاد، مقيم في المملكة المتحدة، من تغيير قرار للحكومة البريطانية يستثنى عمال النظافة بالمستشفيات من إقامة دائمة لعائلات العاملين في القطاع الصحي من غير البريطانيين، في حال الوفاة بسبب الإصابة بفيروس كورونا، وذلك بعد ساعات من صدوره.
عقاد هو مخرج أفلام سوري، غيّر مهنته مؤقتًا للعمل على الخط الأمامي في مواجهة فيروس كورونا المستجد، عند ظهوره في بريطانيا، ليساعد البلاد التي فتحت له أبوابها عندما جاءها لاجئا، بعد أن تعرض للسجن والعذيب في سوريا، حيث تطوع للعمل منظفا في مستشفى سانت بارثولوميو في لندن، وهو ما حظى بتقدير البريطانيين حينها.
ومع إعلان الحكومة البريطانية منحها إقامة دائمة لعائلات العاملين في القطاع الصحي، من غير البريطانيين، لكنها استثنت عمال النظافة، نشر عقاد مقطع فيديو عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، انتقد فيه استثناء عائلات عمال النظافة رغم من التضحيات التي يقدموها بالعمل في المستشفيات المكتظة بالمصابين، وقال إنه يشعر بأنه «طعن في ظهره».
وحظى الفيديو باهتمام وتعاطف الملايين من البريطانين، حيث شاهده نحو 5 مليون شخص، وتم مشاركة الفيديو على نحو واسع على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام البريطانية، وهو ما دفع الحكومة البريطانية لتغيير القرار، حيث أعلنت وزيرة داخلية بريطانيا، بريتي باتيل، أن قانون حماية عائلات العمال الأجانب سيشمل الوظائف ذات الأجر المنخفض، مثل عمال النظافة.
يذكر أن عقاد كان قد أعلن في فيديو عند ظهور فيروس كورونا في بريطانيا عن تطوعه للعمل منظفا في مستشفى بلندن، حيث قال في فيديو تشاركه بريطانيون على مواقع التواصل الاجتماعي «لقد كانت بريطانيا موطنا لي منذ أربع سنوات (…) رحب بي الناس في هذا البلد بأذرع مفتوحة، ومنذ أن تفشى الوباء لم أستطع النوم وكنت أفكر كيف أرد الجميل».
وأشهر عقاد في الفيديو الذي حصد نسبة مشاهدة مرتفعة، بطاقة العامل التي حصل عليها والتي تمكنه من الدخول إلى المستشفى قصد تنظيفه، قائلا «هذه بطاقة شرف لي». ثم تابع «إن التواجد هنا في الخط الأمامي والقدرة على المساعدة في هذا الوقت الصعب هو شرف، ما بعده شرف».
وخلال حديثه عن جملة المساعدات التي قدمت له في بريطانيا، ذرف حسان عقاد الدموع، وقال إنه متأثر لحسان المعاملة التي تلقاها عندما كان معدما.
كان حسان عقاد قد شارك في مسلسل تلفزيوني معروف في بريطانيا بعنوان «Exodus» بثّته هيئة الإذاعة البريطانية قبل أشهر.
ولفت عقاد، الذي عمل أيضًا كمدرس للغة الإنكليزية في سوريا، انتباه الجمهور بعد أن نشر صورة لنفسه أمام معدات وقائية كاملة في حمام بالمستشفى على صفحته على تويتر، وقال «إنه خضع للتدريب قبل أن يبدأ دوره الجديد في المجتمع»، على حد تعبيره
وغرد عقاد قائلا «يشرفني الانضمام إلى جيش من عمال النظافة الذين يقومون بتطهير مستشفياتنا من فيروس كورونا».
وأضاف عقاد: «لندن كانت بيتي منذ أن غادرت سوريا، وأقل ما يمكنني فعله هو التأكد من أن جيراني وموظفي المستشفى في أمان».
وغادر عقاد مسقط رأسه دمشق عام 2012، ووصل إلى لندن في سبتمبر 2015.
وكان مدرسًا للغة الإنكليزية في مدرسة ثانوية وعمل أيضًا مصورا، قبل أن يهرب من بلاده بعد سجنه وتعذيبه من قبل نظام الأسد.
وقد اتُهم بأنه جاسوس لأن لغته الإنكليزية كانت جيدة للغاية، على حد وصف صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
وشارك عقاد، الذي يعيش في بريكستون، جنوبي لندن، قصته في الفيلم الوثائقي لبي بي سي «النزوح: رحلتنا إلى أوروبا»، والذي ونال جائزة من أكاديمية الأفلام البريطانية «بافتا».
وفي الفيلم يتحدث عن رحلته إلى أوروبا، والتي شملت مغامرة على متن زورق عبر اليونان. وفي حديثه عن حياته في دمشق، قال: «الخروج في احتجاجات في سوريا كان مثل الذهاب في مهمة انتحارية»، وأشار إلى أنه تعرض مرة للضرب لمدة 20 دقيقة بأعمدة من حديد، وتم كسر ذراعيه واثنين من أضلاعه.