حريات الصحفيين تطالب بالكشف عن مكان احتجاز الصحفي كريم أسعد وإطلاق سراحه.. وتجدد مطالب الإفراج عن 24 زميلا بينهم 9 نقابيين

كتب – أحمد سلامة

طالبت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين بالإفراج عن الصحفي كريم أسعد عضو فريق تحرير منصة “متصدقش” والذي تم القبض عليه فجر السبت، بعد أن تم مداهمة منزله بمدينة الشروق طبقا لما نشرته المنصة على صفحتها.

كما طالبت اللجنة، حسب بيان أصدرته، السلطات الأمنية بالكشف عن مكان احتجاز الزميل والتحقيق في اتهامات الاعتداء عليه وعلى زوجته وإطلاق سراحه استكمالا لجهود الإفراج عن المحبوسين خلال الفترة الأخيرة.

وأشار البيان إلى أن “القبض على كريم أسعد يأتي وسط مطالبات بالإفراج عن الصحفيين المحبوسين وكل المحبوسين على ذمة قضايا رأي”، مشددة على أن “عودة القبض على الصحفيين تأتي لتنال من مخرجات الحوار الوطني، وتثير التساؤلات حول الجهود المبذولة لإغلاق ملف الحبس الاحتياطي في قضايا الرأي وهي الجهود التي لازلنا نطالب بأن تمتد لتشمل جميع الزملاء المحبوسين بدلا من إضافة أسماء جديدة إلى قوائم الحبس”.

وكريم أسعد هو صحفي مصري، تخرج في كلية الإعلام جامعة الأزهر عام 2016، بدأ مشواره الصحفي بالتدريب في موقع جريدة الشروق المصرية عام 2014، كتب في الشئون المصرية والعربية لعدة مواقع كإضاءات ورصيف 22  والمونتيور،ويأتي القبض عليه ليرفع عددٍ الصحفيين المحبوسين إلى ٢٤ زميلا بينهم ٩ نقابيين.

واختتم البيان “إن لجنة الحريات وهى تدافع عن حرية الصحافة وعن كرامة الصحفيين تعلن تضامنها الكامل مع كل الزملاء الصحفيين المحبوسين، وتؤكد من جديد تقديم كل الدعم لهم بالسبل القانونية والنقابية، وترفض كل صور انتهاك كرامة الصحفيين، والتمسك الكامل بالحق فى العمل بحرية، وفي ظل مناخ أفضل يضمن أن تقوم الصحافة برسالتها على الوجه الأكمل دون منع أو حصار أو تقييد”.

وكانت منصة “متصدقش” لتدقيق المعلومات، قد نشرت عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بيانًا أكدت خلاله أنه تم القبض على الصحفي كريم أسعد عضو فريق التحرير بعد اقتحام منزله وتم اقتياده إلى مكان غير معلوم حتى الآن، مشددة على أن زوجته تعرضت للضرب والتهديد، حسبما قالت.

وذكر البيان أنه “في الواحدة من صباح يوم السبت تعرض زميلنا الصحفي كريم أسعد عضو فريق تحرير (متصدقش) للاعتقال بعد أن اقتحمت منزله قوة قوة أمنية من مسلحين بملابس مدنية، ضربوا زوجته وهددوا طفلهما وبعثروا محتويات الشقة ثم اصطحبوا زميلنا كريم لمكان لا نعلمه حتى الآن”.

وأضاف البيان “لم يسأل المسلحون زميلنا قبل اعتقاله سوى عن تغطيتنا  على مدى الأيام القليلة الماضية لحادث طائرة زامبيا القادمة من مصر، لكن هذا التصعيد المروع بدأ قبل حادث الطائرة وعلى مدى الأشهر الماضية واجهنا حملة تشويه شرسة ودعاوى تحريض ضد منصتنا والعاملين بها”.

واستكمل البيان “(متصدقش) هي منصة صحفية مستقلة أسسها الصحفي محمد أبو الغيط، عام 2018، أثناء إقامته في لندن. ونحن مجموعة من شباب الصحفيين المصريين، غير المنتمين لأي أحزاب أو جماعات سياسية، والمتابع لعملنا على مدار الخمس سنوات الماضية، يعلم جيدًا أننا لا نؤدي سوى عملنا الصحفي باحترافية”.

وأضاف “كان هدف منصاتنا ولا يزال هو مقاومة الشلال المتدفق من الأخبار الكاذبة أو المضللة، وتصحيح تصريحات المسؤولين الحكوميين، والإعلاميين والشخصيات العامة، فضلا عن إنتاج تقارير معمقة وتحقيقات مفتوحة المصدر”.

واسترسل البيان “حرص أبو الغيط منذ البداية على اعتماد سياسة تحريرية تقوم على إبقاء هوية صحفيينا غير معلنة، للحفاظ على أمنهم ورسالتهم الإعلامية، وعدم تأثر منصتنا بظروف وحالة الصحافة وبيئتها في مصر. نعم قررنا السعي لأعلى درجات الحرفية وبموارد محدودة وضحينا بأي تقدير مهني لأسمائنا مقابل نجاح المشروع وعدم تعريض الفريق لأي مخاطر أمنية.  الآن، وبعد الهجمة الأمنية والرقمية التي تعرضنا لها، ربما يكون ذلك تفسيرًا جيدًا لهذا الاختيار التحريري المشروع، وبعد الرحيل المفجع لزميلنا أبو الغيط السنة الماضية عزمنا على مواصلة هذا المشروع الصحفي ليس فقط لإيماننا بأهمية الصحافة التفسيرية وتدقيق المعلومات، ولكن أيضا وفاء لذكرى محمد ابو الغيط وتكريما لدوره في تأسيس أحد آخر مشروعاته الصحفية قبل وفاته.. لم تتلق (متصدقش) أي تمويل من أي حكومة منذ بدأنا قبل خمس سنوات وحتى اليوم”.

وقال البيان “الآن وبعد خمس سنوات من تأسيس منصتنا، يواجه فريقنا ملاحقة أمنية أسفرت حتى الآن عن اعتقال الزميل أحد أنشط صحفييها وأكثرهم كفاءة.. كريم أسعد صحفي، عمل في عدة مؤسسات مصرية وعربية منذ تخرجه من كلية الإعلام في 2016. يؤمن بحرية الصحافة وحرية تداول المعلومات لذلك عمل عضوًا في فريقنا من مصر، لا هاربًا ولا منتميًا لأي جماعة أو حزب، وليس له أي نشاط سياسي”.

واختتم البيان “إننا نحمل السلطات الأمنية مسئولية سلامة الزميل كريم أسعد، وباقي فريق العمل، ونطالب بإظهاره وتمكين محاميه من معرفة مكانه وظروف احتجازه والتهمة الموجهة إليه.. وحتى عودة كريم إلى عمله ستستمر (متصدقش) في رسالتها، إعمالًا واحترامًا لنصوص مواد الدستور المصري، التي تكفل حرية النشر، وتحظر فرض أي رقابة على وسائل الإعلام.. نحلم بوطن أفضل يتسع للجميع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *