جدل بسبب اقتراح إزالة السيف من العلم السعودي| معارضون يرفضون “تغيير هوية المملكة” ومؤيدون يطالبون باستبداله بـ”نخلة”

صاحب الاقتراح: السيف غير ملائم لعصرنا الحالي والدين لم يكن بقطع الرقاب.. وأمير سعودي: لن نغير أسماءنا وتاريخنا حتى لا نتهم بالعنف

كتب- محمود هاشم:

أثار اقتراح الكاتب السعودي فهد عامر الأحمدي، إزالة السيف من علم المملكة العربية السعودية، جدلا واسعا، حيث اعتبر البعض اقتراحه تنازلا عما وصفوها بـ”هوية المملكة”، فيما أيده آخرون كبادرة إيجابية لتغيير الصورة النمطية المأخوذة عنها.

وقال الأحمدي، عبر حسابه على “تويتر”، أمس: “اقترح إزالة السيف من علمنا السعودي لعدم مناسبته أولا لعصرنا الحالي، ولعدم تواؤمه، ثانيا مع قوله تعالى: لَا إِكْرَاهَ فِي الدِينِ، وثالثا لنفي ادعاءات العنف والقتل عن ديننا الحنيف علما أن العلم السعودي تغير ست مرات لم يكن في مرتين منها يحمل سيفا”.

وما أن نشر الكاتب السعودي تغريدته، حتى انهالت عليه آلاف التعليقات بين مؤيد ومعارض لاقتراحه، في الوقت الذي قدم آخرون اقتراحات مماثلة لشكل العلم السعودي.

وقال عمر آل الشيخ: “هل المفترض في العلم أن يكون عصريا، وما هو المناسب للعصر الحديث؟ وما علاقة الآية؟ وهل ادعاءات العنف من صحيفة أو قناة سبب مقنع لتغيير علم دولتنا؟ وفي حال أننا غيرنا العلم فهذا اعتراف بأن علمنا كان يرمز للعنف والقتل”.

وعلى المنوال نفسه، قال الأمير سطام بن خالد آل سعود: ” السيف هو رمز للقوة والعدل وجزء أصيل في تاريخنا، فلا ننسى أن ملوكنا يرفعون السيف أثناء العرضة للتعبير عن القوة والعزة والكرامة، وشارك فيها الكثير من رؤساء العالم ورفعوا السيف، فهل هذا يعني بأنهم يدعون للعنف، على نفس المبدأ نغير أسماءنا وتاريخنا وشعار الدولة حتى لا نتهم بالعنف كما تدعي”.

أما الباحث مطلق القرفي، رأى أنه “لا يجب تحميل السيف وأنفسنا كل هذا وكأننا متهمين، فجلد الذات والشعور أننا مطالبين بتغيير كل شيء لنرضي الآخرين هو ضعف ثقافي”، مضيفا: “بالمناسبة فيه ولايات كثيرة يزين السيف والسلاح والسهم شعاراتها لأنها تحمل عمق وتاريخ، السيف واحد لنا أرض وجمع قلوب وأقام العدل، وهكذا نراه وهذا الواقع”.

على الجانب الآخر، قال الأستاذ بجامعة الملك سعود، سعد ناصر الحسين، في رده على الأحمدي: “أتفق معك، ربما لو استبدل السيف بالنخلة فقد يكون أجمل، فالنخلة رمز الجزيرة العربية فهي تعني الخير والأمن والاستقرار”.

وأيد مساعد العتيبي الاقتراح، قائلا: “أتفق معك، وجود السيف في العلم قد يُنْظَر إليه نظرتين، نظرة إيجابية باعتباره رمز للعدل، مع وتغير المشهد الإعلامي وانفتاح العالم على بعضه قد يُنْظَر إليه رمزاً للعنف، دع ما يريبك إلى ما لا يريبك، أرى أن تكون النخلة بديلاً للسيف، النخلة رمز للعطاء والكرم”.

وقال طارق بن عزيز: “بتصوري الشخصي ليست المشكلة في السيف، فهو مجرد رمز وله ارتباطه الوثيق بالمكان، لكن المشكلة مع العبارات المقدسة في العلم، فالأفضل ألا يحمل أي عبارة مقدسة، فذلك يسمح باستخدامه بأريحية أكبر تتناسب مع العصر ودون أن يكون بذلك إهانة لأي قداسة”.

ورد الأحمدي على معارضي الفكرة، قائلا: ” أحسنوا الظن أصدقائي، فتغيير الأعلام ظاهرة معتادة، والدين لم يكن يوما بالسيف أو قطع الرقاب”.

وفتح اقتراح الكاتب السعودي المجال أمام مواطنين للتطرق إلى قضايا أخرى، قالوا إنها أكثر أهمية وآنية من فكرة تغيير العلم، وقال سعد القحطاني: “يا رجل خلنا نبدأ بالأهم، بطلب تعديل بعض الأنظمة البدائية اللي يتجرع مرارتها كل من يعيش هنا، مثل إجبار المحلات تغلق وقت الصلاة، وبعض المجمعات تمنع دخول الشباب والجلوس على الكراسي العامة، ناهيك عن الفصل العنصري بين الجنسين بالتعليم والعمل، وطمس هوية المرأة بلبس ولون واحد بحجة الستر”.

وعلقت ريما الشمري، قائلة: “ليتك طالبت بأمر أهم، تتجرع المرأة مرارة ظلمه وقسوته يوميا، وهو عدم إجبار جنس بشري كامل بلبس لون وشكل واحد “العباية والنقاب”، لأنه عائق أمام كل ما هو متقدم، ورمز لطمس هوية المرأة والتجبر عليها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *