تفاصيل استحواذ شركة إماراتية على 30% من الشركة الشرقية.. وخبيرة اقتصادية: خسارة تتباع شركة ذات طبيعة احتكارية شديدة لمستثمر أساسي 

عالية المهدي: لازم نخلي بالنا إن كل أرباح الشركة الخاصة بالشريك الأجنبي ستحول للخارج وفي صورة عملات أجنبية  

العميدة السابقة للاقتصاد والعلوم السياسية: اللي هناخده النهارده بالدولار هنرده بكرة بالدولار ونبقى بنخسر الأصل وأرباحه  

كتبت: ليلى فريد

استحوذت شركة إماراتية على حصة في الشركة الشرقية للدخان المصرية “إيسترن كومباني”، منتج السجائر الأكبر في مصر والتي تهيمن على قرابة 75% من حجم السوق المحلية للدخان. 

وبعد إعلان الحكومة إتمام بيع حصة بنسبة 30% في الشركة الشرقية للدخان “إيسترن كومباني”، تُغير هيكل الملكية لتُصبح شركة “جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة” الإماراتية ثاني أكبر المساهمين في الشركة. 

وبحسب بيانات الإفصاح المقدمة إلى البورصة، يصبح هيكل المساهمين الجديد للشركة، كالتالي: الحصة الأولى لشركة جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة الإماراتية بواقع 30%، ثم الشركة القابضة للصناعات الكيماوية (الحكومة المصرية) بواقع 20.95%، وفي المركز الثالث صناديق استثمار “آلان جيري”، بواقع 7.21%، ثم اتحاد العاملين المساهمين بحصة تبغ نسبتها 5.20%، وأخيرًا الأسهم الحرة بنسبة 36.20%. 

وأمس الأحد، شهد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، مراسم التوقيع على اتفاقية استحواذ على 30% من إجمالي أسهم الشركة الشرقية “إيسترن كومباني”، لصالح شركة “جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة” الإماراتية. 

وقال المهندس محمود عصمت، وزير قطاع الأعمال، إنه “بموجب الاتفاقية الموقعة اليوم تستحوذ شركة “جلوبال للاستثمار القابضة المحدودة” على 30% من إجمالي أسهم الشركة الشرقية “ايسترن كومباني” بقيمة 625 مليون دولار بما يعادل نحو 19.336 مليار جنيه، مع قيام المشتري بتوفير مبلغ 150 مليون دولار لشراء المواد التبغية اللازمة للتصنيع. 

ويأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه سوق السجائر في مصر أزمة خانقة مع توسع ظاهرة الاحتكار وسيطرة عدد من التجار على كميات كبيرة وتخزينها ما تسبب في اشتعال الأسعار بنسب قياسية. 

ومع تدخل الشركة الشرقية للدخان، شهدت أسعار السجائر انخفاضًا نسبيًا خلال شهر أغسطس الماضي، حيث رفعت الشركة إنتاجها إلى 1560 مليون سيجارة يوميًا، ولكن الاستقرار لم يدم طويلاً، حتى عادت الأسعار للصعود خلال الأسبوع الأخير من الشهر. 

وقالت الدكتورة عالية المهدي، العميدة السابقة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه بمناسبة بيع ٣٠٪ من أسهم الشركة الشرقية للدخان.  

وتابعت في تدوينة لها: “زمان في التسعينات كنت شقية شوية وبلعب في البورصة، وأحد الأسهم اللي حقق لي أرباح كبيرة كان سهم الشركة الشرقية، مش فاكرة سعر السهم كان في البداية كان قد إيه، جايز ١٨ جنيه، لكن في ظرف أشهر محدودة قفز لحوالي ٩٠ جنيه، بعت وقتها وزاد اكتر، وأظن إنهم قسموا السهم بعد كده”. 

وأضافت: “خسارة قوي إنه تتباع شركة ذات طبيعة احتكارية شديدة لمستثمر أساسي، كان ممكن طرحها طرح عام للجمهور زي زمان، لازم نخلي بالنا إن كل أرباح الشركة الخاصة بالشريك الأجنبي سوف تحول للخارج وفي صورة عملات أجنبية (دولارات أو غيره)”. 

واختتمت: “يعني اللي حناخده النهاردة بالدولار حنرده بكرة بالدولار، ونبقي بنخسر الأصل وأرباحه بتخرج بالدولار للخارج”. 

وأثارت هذه الاتفاقية، التي حضر مراسم توقيعها رئيس مجلس الوزراء جدلاً عبر مواقع التواصل في مصر وانقساماً بين من رأى أنها استثمار ناجح وأمر إيجابي، وبين من قال إنها “تفريط بشركة مربحة”. 

وتنوعت مصطلحات رواد التواصل في التحدث عن صفقة الاستحواذ هذه بين من وصفها بـ”البيع” معتبرا إياها “خسارة”، وبين ما سماها “استحواذاً” ليضعها في سياق الاستثمار والربح. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *