تطورات سد النهضة| السودان ترفض دور الوسيط.. وإثيوبيا تحشد “التقارير العربية” للترويج لموقفها
أكد وزير الخارجية المكلف في الحكومة السودانية، عمر قمر الدين، أن الخرطوم جزء أصيل في ملف سد النهضة، وليست وسيطا.
وقال قمر الدين في مقابلة مع قناة “فرنسا 24” ردا على سؤال عما إذا كانت بلاده تنسق مع القاهرة “لا ننسق مع أي أحد إلا بمقدار مصالح السودان، فالسودان ليس وسيطا أو متفرجا، بل جزءٌ أصيلٌ من ملف سد النهضة”.
وأضاف “نحن نناقش ونحاور ونتفاوض في هذا الملف لأن للسودان مصالح، ونحن نفاوض من أجل مصالحنا فقط في سد النهضة أو أي مسألة أخرى”.
وزاد “السودان جزء أصيل من ملف سد النهضة، وليس لنا مصلحة في التعامل مع مصر أو إثيوبيا على انفراد، فالسودان ليس وكيلا لمصر أو إثيوبيا”.
ووجهت وزارة الخارجية الإثيوبية، الأربعاء، رسالة إلى الإعلاميين الناطقين باللغة العربية ممن يتناولون ملف سد النهضة الإثيوبي الكبير مع الجمهور العربي.
وبحسب وكالة الأنباء الإثيوبية “إينا”، وخلال اجتماع واسع النطاق مع الإعلاميين الإثيوبيين الذين يتناولون ملف سد النهضة باللغة العربية، أشادت الوزارة بدورهم في توضيح موقف أديس أبابا.
وأوضحت الوكالة، أن الاجتماع كان يهدف إلى مناقشة الأنشطة الجارية وإبراز الأجندات المواتية للتغطية الإعلامية المتعلقة بسد النهضة بشكل أفضل.
وأشاد المتحدث باسم الوزارة، السفير دينا مفتي، بالإعلاميين لإيصالهم موقف إثيوبيا عن سد النهضة للجمهور العربي، وأضاف أن أعمال الإعلاميين ستكون أكثر تأثيرا إذا استكشفوا القضايا المتعلقة بالسد من وجهات نظر مختلفة.
وقال مفتي إنه يجب أن تركز التقارير العربية عن السد أيضا على المشاركات والأنشطة بين الأفراد، والمتعلقة بالتجارة والاستثمار والسياحة، بين إثيوبيا والشرق الأوسط والدول العربية.
وقال السفير الإثيوبي في مصر، ماركوس تيكلي ريكي، الثلاثاء، إن المفاوضات بين بلاده وبين مصر لم تفشل، مضيفا: “لا يزال بإمكان الدول الثلاث التفاوض وإبرام الصفقة دون مشاركة أطراف أخرى. ما زلنا متفائلين بمواصلة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق”.
وكانت رئيسة إثيوبيا، ساهلي وورك زودي، قالت في خطاب أمام البرلمان يوم الاثنين، إن سد النهضة سيبدأ توليد الطاقة الكهربائية خلال الـ12 شهرا المقبلة، وأضافت “سيكون هذا العام هو العام الذي سيبدأ فيه سد النهضة الإثيوبي الكبير في توليد الطاقة باستخدام التوربينات”.
وأعلنت إثيوبيا بداية الملء الأول لسد النهضة، في 21 يوليو الماضي، قبل أن تعود وتقول إن ملء السد جاء على خلفية كثافة هطول الأمطار بالهضبة الإثيوبية مما ساعد في عملية ملء السد بصورة غير متعمدة، إلا أن إتمام عملية الملء الأولى لسد النهضة، دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، أثار حفيظة الدولتين.
وعلى الرغم من توقيع إعلان للمبادئ بين مصر والسودان وإثيوبيا، حول قضية سد النهضة في مارس 2015، الذي اعتمد الحوار والتفاوض سبيلا للتوصل لاتفاق بين الدول الثلاثة حول قضية مياه النيل وسد النهضة، إلا أن المفاوضات لم تسفر عن اتفاق منذ ذلك الحين.
وبدأت إثيوبيا في تشييد سد النهضة على النيل الأزرق منذ عام 2011، بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، التي تتجاوز 55 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.