تداعيات التطبيع| تأكيدات إسرائيلية بـ”اتفاق قريب جدا” مع السودان.. وإعلان رسمي من حكومة الخرطوم خلال أسبوع.. و”مواكب ٢١ أكتوبر” تحرق العلم الصهيوني

قال وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إيلي كوهين، الخميس، إن بلاده باتت قريبة جدا من إعلان تطبيع علاقاتها مع السودان، في تصريح لفضائية “13” العبرية، بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة اعتزامها رفع اسم الخرطوم، من قائمة ما تعتبرها واشنطن “دولا راعية للإرهاب”.

فيما نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم”، عن مسؤولين (لم تسمهم) الخميس، قولهم “من المرجح أن تصدر الخرطوم إعلانًا رسميًا بشأن التطبيع مع إسرائيل، نهاية الأسبوع الجاري”، ورجّح المسؤولون الإسرائيليون أن يتم الإعلان بعد “انتهاء المشاورات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بشأن الجدول الزمني المتوقع للقضية”.

وقالت إذاعة “كان” الإسرائيلية إن وفداً إسرائيلياً قام بزيارة نادرة للسودان يوم الأربعاء (21 تشرين الأول/أكتوبر 2020) لبحث تطبيع العلاقات، وذلك في الوقت الذي توقع فيه وزير المخابرات إيلي كوهين تحقيق انفراجة دبلوماسية محتملة بين البلدين، وقال كوهين للقناة (13) الإخبارية الإسرائيلية إنه يعتقد بأن إسرائيل “قريبة جداً من تطبيع العلاقات مع السودان”.

ولم تذكر إذاعة كان أي تفاصيل أخرى بشأن المناقشات التي جرت في الخرطوم. وامتنع مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق عندما سئلا عن احتمالات تحقيق انفراجة مع السودان، بحسب “رويترز”.

ورافق مساعدون كبار للرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع مبعوثين إسرائيليين إلى البحرين ومبعوثين إماراتيين إلى إسرائيل مما يمثل نجاحاً له على صعيد السياسة الخارجية قبيل مسعاه للفوز بفترة جديدة في السلطة ومما يدعم علاقات إسرائيل الجديدة مع البلدين الخليجيين والتي جرى الاتفاق عليها بوساطة أمريكية.

وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة بدأت عملية رفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب كما تعمل “بدأب” لدفع الخرطوم للاعتراف بإسرائيل، ولم يفصح بومبيو عما إذا كان رفع اسم السودان سيكون مشروطاً بموافقته على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

وأمس الأربعاء قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس إن الولايات المتحدة ستعلن عن اتفاق آخر لإقامة علاقات بين إسرائيل ودولة عربية أو إسلامية قبل الانتخابات الأمريكية.

وأضاف أكونيس في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي “لدي مبرر منطقي يجعلني أعتقد أن الإعلان سيأتي قبل الثالث من نوفمبر، وهذا، إذا سمحتم لي، هو ما أفهمه من مصادري”.

وقال أكونيس إن عدة دول مرشحة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولم يحدد تلك الدول، قائلا إن ما جرت عليه العادة هو ترك الإعلان الرسمي الأول عن الأمر في يد واشنطن.

لكن السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان لم يشر إلى أي انفراجة دبلوماسية عاجلة. وقال أمام مؤتمر استضافته صحيفة هايوم الإسرائيلية ومنتدى كوهيليت للسياسات “مزيد من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ستطبع وتعمل على إقامة سلام مع إسرائيل، ما من شك لدي، هذا أمر مؤكد. كم العدد وبأي ترتيب، أعتقد أن على الجميع الانتظار ليروا”.

كان وزير إسرائيلي توقع، أمس، أن تكشف الولايات المتحدة عن دولة عربية أخرى بخصوص تطبيع العلاقات مع إسرائيل، قبيل الانتخابات الأمريكية المرتقبة مطلع الشهر المقبل، حسب تقرير لصحيفة جيروزالوم بوست.

وقال وزير التعاون الإقليمي، أوفير أكونيس، لراديو الجيش الإسرائيلي “لدي أساس معقول للاعتقاد بأن الإعلان سيصدر قبل الثالث من نوفمبر، وهذا ما أفهمه من مصادري إذا سمحت لي بذلك”.

ويوم الأربعاء، سئل وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، عما إذا كان لمساعي رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، علاقة بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فقال إن “الولايات المتحدة تواصل العمل على جعل كل الدول تعترف بإسرائيل كأرض مشروعة لليهود والاعتراف بحقهم الأساسي بالوجود كدولة”.

ولم يصل بومبيو إلى حد القول إن رفع السودان سيكون مرهونا بالتطبيع مع إسرائيل لكنه أضاف “جهدنا بالتأكيد يشمل السودان ونعمل معهم بنشاط لإثبات أن مصلحة الحكومة في اتخاذ هذا القرار السيادي (التطبيع). نأمل أن يفعلوا ذلك سريعا”.

وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين، للقناة 13 الإخبارية الإسرائيلية، إنه يعتقد أن إسرائيل “قريبة جدا من تطبيع العلاقات مع السودان”.

السفير الأمريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، من جانبه، لم يشر إلى أي اختراق دبلوماسي وشيك، لكنه أضاف أن “المزيد من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ستطبع وستصنع السلام مع إسرائيل، ليس لدي شك، إنه أمر مؤكد. كم عددها، وبأي ترتيب؟، أعتقد علينا أن ننتظر ونرى”.

واللافت أن مواقع تتبع الرحلات الجوية أظهرت، الأربعاء، رحلة خاصة من مطار بن غوريون إلى الخرطوم، في خطوة اعتبرها البعض علامة على ازدهار العلاقات بين إسرائيل والسودان، وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها رصد مثل هذه الرحلة، إذ أن الأولى كانت تقل مساعدات طبية إلى السودان، حسب جيروزالوم بوست.

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر حسابه على “تويتر”، الإثنين الماضي، رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد أن تدفع الخرطوم 335 مليون دولار لــ”ضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم”، كما كشفت وزيرة المالية السودانية، هبة محمد، عن أن الخرطوم حوّلت إلى واشنطن التعويضات المالية المستحقة لضحايا تفجيرات المدمرة “يو أس كول” (2000) والسفارتين الأمريكيتين في كينيا وتنزانيا (1998).

وقتل شخص وأصيب 14 آخرون بجروح خلال احتجاجات على تردّي الأوضاع المعيشية في السودان، وفق ما أعلنت لجنة الأطباء المركزية، وذلك بعدما أطلقت الشرطة عصراً الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجّين حاولوا عبور جسر يربط أجزاء من العاصمة السودانية الخرطوم بوسط المدينة، كانت السلطات قد أغلقته تحسّباً للتحرك الاحتجاجي.

وحسب صحيفة “الانتباهة” السودانية، أحرق متظاهرون شاركوا في مواكب ٢١ اكتوبر العلم الإسرائيلي رفضا للتطبيع، وردد المتظاهرون شعارات تندد بدعاوى التطبيع مطالبين الجهات المطالبة بالتطبيع التراجع عن الخطوة.

وليل الأربعاء أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية مقتل أحد المحتجين بالرصاص وجرح 14 آخرين تتراوح إصاباتهم بين الخطرة والطفيفة، بالإضافة إلى “عدد من حالات الاختناق الناتجة عن استخدام الغاز المسيل للدموع وإصابات أخرى جارٍ حصرها وسترفق في تقرير لاحق بعد التأكّد”، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وقالت اللجنة التي كانت جزءا من التحالف الذي قاد الاحتجاجات ضد الرئيس المخلوع عمر البشير “قابلت السلطة الحاكمة….. موكب اليوم بصلف وعنف مفرط سقط على إثره شهيد عشريني برصاص الشرطة في محلية شرق النيل (الجزء الشرقي من العاصمة الخرطوم) وعدد من الإصابات تتراوح ما بين الخطرة والطفيفة”.

وكانت السلطات أغلقت منذ منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء جميع الجسور التي تربط وسط الخرطوم ببقية أجزاء العاصمة تحسّباً لدعوات إلى تظاهرات احتجاجية على تفاقم الأزمة الاقتصادية.

ونزل عشرات السودانيين إلى شوارع الخرطوم وأم درمان منذ الصباح استجابة لدعوة تجمع المهنيين السودانيين. ويطالب المتظاهرون كذلك بمحاكمة المسؤولين عن قتل المتظاهرين خلال التظاهرات التي انتهت بإطاحة عمر البشير في أبريل 2019.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *