تايلور سويفت.. نجمة الغناء الأمريكية تهز عرش الانتخابات الرئاسية

كتب- محمد البطاوي:

على مذبح الكنيسة القديم العتيق، أطرق أحد أكثر القساوسة المحافظين رأسه صامتا لدقيقتين أمام الحشد في ضاحية بولاية كانساس الجمهورية المتعصبة، بعد لحظات من الصمت والانتظار والترقب، رفع القس رأسه ليحذر الحاضرين من المسيح الدجال في هذا العصر.. لم يكن ذلك الشر المطبق سوى نجمة الغناء الأمريكية “تايلور سويفت”.

تُعدّ تايلور سويفت، نجمة البوب الأمريكية، واحدة من أشهر الشخصيات في العالم.

ولكن تأثيرها لا يقتصر على الموسيقى فقط، بل امتدّ ليُصبح لها صوتٌ بارزٌ في السياسة، لكن ذلك الدور ليس محل ترحيب كبير، خاصة من جانب الجمهوريين الذين ينظرون إليها باعتبارها مؤامرة لإعادة إحياء فرص الرئيس الحالي “جو بايدن” بالفوز.

وبينما لم تُظهر سويفت اهتمامًا علنيًا بالسياسة في بداية حياتها المهنية، فإنها مع ازدياد شهرتها، بدأت تُعبّر عن آرائها حول بعض القضايا الاجتماعية والسياسية.

وخلال الأعوام القليلة الماضية بدأت بعض الكنائس المحافظة في الولايات المتحدة الأمريكية تظهر غضبا واضحا من تنامي تأثير سويفت على الشباب، خاصة مع تنامي قوة جماهيرها الذين يطلقون على أنفسهم اسم “سويفتيز”.

وبلغت قوة هذا التيار إلى حد اعتبار بعض المحللين السياسيين أن ذلك التيار قد أصبح حزبا ثالثا، بينما تنزعج بعض الكنائس من اعتبار بعض أتباع هذا التيار أنفسهم دينا جديدا أو تيارا جديدا داخل الكنيسة.

وبينما يؤكد العديد من المراقبين السياسيين أن أصبحت تايلور سويفت قوة سياسية لا يستهان بها، فإن تأثيرها لا يخلو من الانتقادات، حيث يرى البعض أنّها تُستخدم نفوذها للترويج لأجندة سياسية معينة.

كشف استطلاع للرأي أن ما يصل إلى 18% من الأمريكيين مقتنعون بـ”مؤامرة سويفت” وهو مصطلح يشير إلى شائعات غير مؤكدة أن البيت الأبيض طلب من المطربة الشهيرة دعم بايدن في الانتخابات المقررة أواخر عام 2024.

وما يزيد من القوة المحتملة لنجمة الغناء الأمريكية أن استطلاعات تشير الرأي إلى أن الجمهور غير متحمس لأي من المرشحَين الأوفر حظا (بايدن-ترامب)، وأن أعداد الشباب المسجلين حديثا هم في الحقيقة من أنصار تايلور.

يقدر بعض أنصار سويفت التأثير المحتمل إذا ما دعتهم المطربة الشهيرة للتصويت لصالح أحد المرشحين بنحو 4 ملايين ناخب، معظمهم من الشباب المؤمنين بها.

وتنظر الكنائس المحافظة بغضب إلى أن سويفت في عام 2014 عبّرت عن دعمها لحقوق المثليين من خلال مشاركتها في حملة “حبّ هو الحبّ”، وفي عام 2018، كتبت مقالاً في مجلة “رولنج ستون” عبّرت فيه عن دعمها للمرشح الديمقراطي في الانتخابات النصفية.

كما لعبت سويفت دورًا هامًا في حثّ الشباب على التسجيل للتصويت في الانتخابات، إذ إنه ففي عام 2018، نشرت منشورًا على منصات التواصل الاجتماعي حثّت فيه متابعيها على التسجيل للتصويت، ممّا أدّى إلى زيادة كبيرة في عدد الناخبين الشباب المسجلين.

وتعتبر سويفت واحدة من أكثر الفنانين استخدامًا لمنصات التواصل الاجتماعي بفعالية. فلديها أكثر من 150 مليون متابع على تويتر، وأكثر من 220 مليون متابع على إنستجرام؛ وتستخدم هذه المنصات للتواصل مع معجبيها ومشاركة آرائها حول القضايا التي تهمها.

لم تقتصر مشاركة سويفت في السياسة على حثّ الشباب على التصويت فقط، بل عبّرت عن آرائها حول قضايا هامّة مثل التحكم في حيازة الأسلحة وحقوق المرأة.

في عام 2019، كتبت رسالة مفتوحة إلى السيناتور الجمهوري بولاية تينيسي، مارشا بلاكبيرن، عبّرت فيها عن معارضتها لتعديل قانون “حقوق الوالدين في التعليم”، وتسبّبت هذه الرسالة في جدل كبير، ممّا أدّى إلى زيادة الوعي حول هذه القضية.
16m

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *