“بي بي سي” تقارن الأداء المحتمل لرئيس أمريكا المقبل: ترامب يشيد بالمستبدين وبايدن يضغط لإصلاح العلاقات المتوترة

كتب – أحمد سلامة

في مقارنة بين ما ينُتظر أن تكون عليه مواقف الإدارة الأمريكية في أعقاب الانتخابات الرئاسية المقبلة، عقدت “بي بي سي” مقارنة بين الأداء المحتمل لكلا من دونالد ترامب الرئيس الحالي للولايات المتحدة، و جو بايدن المرشح الديمقراطي المنافس.

ورصدت “بي بي سي” في تقرير أصدرته، الاختلافات بين ترامب وبايدن، مشيرة إلى أن العالم وفقاً لدونالد ترامب هو وطنية “أمريكا أولا”، والتخلي عن الاتفاقات الدولية التي يعتقد أنها تمنح أمريكا صفقة غير عادلة.. هو عالم أحادي، مُربك، قائم على المعاملات التجارية.. هو أيضاً عالم شخصي، غير منتظم، تحدده مشاعره الغريزية وعلاقاته بالقادة، ويحركه مايراه على موقع تويتر.

والعالم وفقاً لجو بايدن -حسب التقرير- يبدو في صورة أكثر تقليدية لدور أمريكا ومصالحها، وهو ما تأصل في المؤسسات الدولية التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية، ويقوم على أساس القيم الغربية المشتركة. هو عالم التحالفات العالمية الذي تتزعم فيه أمريكا البلدان الحرة في مواجهة التهديدات العابرة للدول.

ونوه التقرير بأنه من قد يكون هناك خلاف كبير في طريقة التعامل مع الحلفاء ودعم الديكتاتوريات، مشددًا على أن ترامب أشاد بالحكام المستبدين وأهان الحلفاء، بينما يتصدر جدول أعمال جو بايدن الضغط باتجاه إصلاح العلاقات المتوترة، لاسيما مع الناتو، والانضمام للتحالفات الدولية من جديد.

ويضيف التقرير، “إذا تحدثنا عن الجوهر، فإن جو بايدن سيجعل محاربة التغير المناخي أولوية، ويُعيد الانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ، والتي كانت واحدة من الاتفاقيات الدولية التي تخلى عنها دونالد ترامب.
في هذه القضية يقف الرجلان على طرفي النقيض. يرى ترامب مواجهة الاحتباس الحراري تهديداً للاقتصاد، ورَوَج للوقود الأحفوري وتراجع عن العشرات من أنظمة حماية البيئة وضوابط المناخ”.

وتابع التقرير “بينما يروج بايدن لخطة طموحة بقيمة ترليوني دولار لتنفيذ أهداف اتفاقية باريس بخفض الانبعاثات. ويقول إنه سينفذ ذلك من خلال بناء اقتصاد يقوم على الطاقة النظيفة، وستؤدي العملية إلى خلق ملايين الوظائف، بالتالي فيما يخص التهديد التي يواجه الكوكب، تُعد هذه الانتخابات مهمة بالنسبة للعالم”.

وحول إيران، يذكر التقرير أن جو بايدن يقول إنه مستعد لإعادة الانضمام لاتفاقية دولية أخرى تخلى عنها الرئيس ترامب، وهي الاتفاقية التي قضت بتخفيف العقوبات المفروضة على إيران مقابل تقليص برنامجها النووي والتي انسحبت منها إدارة ترامب عام 2018، قائلة إن الاتفاق أضيق من أن يتعامل مع التهديدات التي تمثلها إيران، وأضعف من أن يحد من النشاط النووي الذي ينتهي مفعوله مع الوقت.

وأعاد ترامب فرض العقوبات ويواصل ممارسة الضغوط الاقتصادية، إذ أدرج الأسبوع الماضي معظم القطاع المالي الإيراني على اللائحة السوداء، ورداً على ذلك رفعت إيران بعض القيود على نشاطها النووي.

بينما يقول بايدن إن سياسة “أقصى ضغط” قد فشلت، ويؤكد أنها أدت إلى تصعيد كبير في التوتر، وأن الحلفاء يرفضونها، وأن إيران صارت الآن أقرب إلى امتلاك سلاح نووي، مقارنة بوقت وصول ترامب إلى البيت الأبيض.

ويقول إنه سيعاود الانضمام إلى الاتفاق النووي في حال عادت إيران إلى الالتزام الصارم به، لكنه لن يرفع العقوبات لحين حدوث ذلك. وسيسعى بايدن إلى التفاوض لمعالجة المخاوف التي يشترك فيها مع الرئيس.

أما بخصوص اليمن، فيُرجح التقرير أن ينهي بايدن الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن، حيث أدى ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف المدنيين إلى تنامي معارضة شديدة لانخراط الولايات المتحدة في الصراع داخل الجناح اليساري للحزب وبين عدد متزايد من أعضاء الكونجرس، لافتًا إلى أن عددًا من المحللين يرون أنه سيتراجع أيضًا عن احتضانه غير المشروط للمملكة الخليجية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *