بلينكن في ذكرى مقتل خاشقجي: سنردع القمع العابر للحدود.. وملتزمون بالدفاع عن حرية التعبير وحماية الصحفيين والنشطاء والمعارضين

كتب- صحف

قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في الذكرى السنوية الثالثة لمقتل الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي، “ملتزمون بالدفاع عن حرية التعبير وحماية الصحفيين والنشطاء والمعارضين في كل مكان”.

وأضاف بلينكن، في بيان له: “ستقف الولايات المتحدة دائمًا وتحمي المبدأ القائل بأن الأفراد في كل مكان يجب أن يكونوا قادرين على ممارسة حقوقهم الإنسانية دون خوف من العقاب أو الأذى”.

وتابع البيان: “منذ صدور التقرير غير السري عن مقتل خاشقجي أمام الكونجرس في فبراير في القنصلية السعودية في اسطنبول، اتخذنا خطوات لمنع تكرار مثل هذه الجريمة النكراء”.

وقال تقرير الاستخبارات الأمريكية عن مقتل خاشقجي إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وافق على عملية اعتقال أو قتل الصحفي السعودي.

في بيان بلينكن، لم يذكر ولي العهد السعودي، لكنه أشار إلى أن “وزارة الخارجية اتخذت إجراءات بموجب قرار حظر خاشقجي لفرض قيود على التأشيرات على 76 فردًا سعوديًا يُعتقد أنهم شاركوا في تهديد المعارضين في الخارج، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر مقتل خاشقجي”.

عندما سئل في فبراير عن سبب فشل الولايات المتحدة في معاقبة ولي العهد شخصيًا، قال بلينكن للصحفيين: “ما فعلناه من خلال الإجراءات التي اتخذناها هو في الحقيقة ليس قطع العلاقة، ولكن إعادة تقويمها، لتكون أكثر تماشيًا مع اهتماماتنا وقيمنا. وأعتقد أنه يتعين علينا أن نفهم أيضًا أن هذا أكبر من أي شخص واحد”.

وأنهى بلينكن بيانه بقوله: “في رفع مستوى احترام حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، ستقف الولايات المتحدة وتعمل مع الصحفيين الشجعان والمدافعين عن حقوق الإنسان وغيرهم من المدافعين الذين غالبًا ما يخاطرون بحياتهم للنهوض بحقوق الآخرين”، مُضيفًا أن “الولايات المتحدة ستستخدم كل أداة مناسبة للتأكد من أنها تستطيع القيام بعملها المهم في مجال السلامة والأمن بغض النظر عن مكان وجودهم”.

وفي حسابه عبر تويتر، قال بلينكن: “نكرم جمال خاشقجي وندين مرة أخرى قتله الشنيع. نحن نقف مع المدافعين الذين يعملون لحماية حقوق الإنسان على مستوى العالم وسنستخدم “حظر خاشقجي” والأدوات الأخرى لردع القمع العابر للحدود في أي مكان لمنع حدوث مثل هذه الجريمة الفظيعة مرة أخرى”.

كانت العاصمة الأمريكية واشنطن، شهدات بالأمس، فعاليات لإحياء الذكرى الثالثة لمقتل الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل في القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر عام 2018.

وانضمت الباحثة التركية خديجة جنكيز إلى مجموعة من النشطاء الحقوقيين بمشاركة منظمة “الديمقراطية الآن في العالم العربي”، في وقفة احتجاجية أمام السفارة السعودية في العاصمة الأمريكية، وهم يحملون صور خاشقجي ولافتات تطالب بـ”العدالة لخاشقجي”، بحسب سي إن إن.

وقالت خديجة جنكيز، في تغريدة عبر حسابها على (تويتر)، إنه “بعد 3 سنوات من القتل الوحشي لجمال خاشقجي، نقف أمام السفارة السعودية في واشنطن، وما زلنا نبحث عن العدالة لجمال”.

وأرفقت خديجة صورتها أمام السفارة السعودية حاملة صحيفة واشنطن بوست وعلى صفحتها الأخيرة صورة خاشقجي مع سؤال: “أين الجثة؟”، في إعلان مدفوع من منظمة “الحرية أولا” (Freedom First).

وشهد مبنى الكونجرس الأمريكي وقفة احتجاجية أخرى أمامه، أزيح خلالها الستار عن صورة ضخمة لخاشقجي، كما نظمت مؤسسات حقوقية ندوات وفعاليات أخرى لإحياء ذكرى خاشقجي.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا افتتاحيا ورد فيه: “كانت عملية اغتيال زميلنا جمال خاشقجي قبل ثلاث سنوات، والتي تمت بأوامر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جزءا من حملة بعيدة المدى تهدف لإخراس منتقدي السعودية بداخل المملكة وخارجها”.

وسلط التقرير الضوء على عدد من الشخصيات السعودية التي لا تزال في السجن أو غير قادرة على العيش بحرية داخل السعودية بعد أن أدت المحاكمات السرية والاعتقالات والرقابة إلى خلق مناخ من الخوف.

ففي مارس 2018، اقتادت قوات الأمن السعودية عامل الإغاثة في الهلال الأحمر في الرياض، عبد الرحمن السدحان، لأنه انتقد اقتصاد المملكة عبر حساب مجهول على موقع التواصل تويتر. ولما يقرب من عامين، لا يزال غائبا عن أسرته التي لا تعرف ما حدث له، قبل أن يتلقى أحد أقاربه مكالمة هاتفية من السدحان يخبره فيها أنه محتجز في سجن الحائر.

واعتقل الناشط السعودي، رائف بدوي في عام 2012 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات و1000 جلدة وتلقى بدوي 50 جلدة علانية في يناير 2015، حيث كان مدونا على مواقع التواصل يدعو إلى احترام الأقليات.

أما شقيقته سمر بدوي، وهي ناشطة كانت تدعو إلى تمكين المرأة من التصويت وقيادة السيارة وتحدت نظام ولاية الرجل، تم إلقاء القبض عليها في يوليو 2018، أي بعد أكثر من شهر تقريبا من رفع المملكة الحظر على قيادة النساء، بتهمة “التواصل مع السفارات والهيئات في الخارج المعادية للمملكة”.

وألقي القبض على الكاتبة إيمان النفجان في مايو 2018 وبعد قرابة عام في الاحتجاز، تم الإفراج عنها بشكل مؤقت في مارس 2019 لكنها لا تزال تواجه قيودا على حريتها. وكانت قد نشرت مقال رأي على صحيفة “الغارديان” البريطانية” عام 2011 طرحت فيه سؤال: “كيف تبدو المرأة السعودية؟”.

وحصلت النفجان على جائزة لحرية الكتابة لعام 2019 إلى جانب زميلتها الكاتبة السعودية نوف عبد العزيز الجراوي والناشطة لجين الهذلول.

ويواجه كل من سارة وعمر الجابري قيودا على حريتهم الشخصية في الداخل، وهما أبناء رئيس المخابرات السعودية السابق سعد الجبري، الذي فر من السعودية في مايو 2017 ولا يزال في المنفى. واستُهدف الأشقاء من قبل السلطات التي تسعى لإجبار والدهم الذي كان مستشارا لولي العهد السابق محمد بن نايف على العودة إلى السعودية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *