بعد أزمة كتابه عن تأديب المرأة بالضرب.. رئيس جامعة القاهرة: هدفنا القضاء على أشكال التمييز والعنف ضد المرأة
د. الخشت: الجامعة قدمت نموذجا لتوفير بيئة آمنة للفتاة والمرأة داخل الجامعة.. وأسسنا لمجتمع أكاديمي آمن خال من ممارسة العنف أو التمييز
كتب: عبد الرحمن بدر
قالت جامعة القاهرة، إن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، تلقى تقريرًا حول أهم الإنجازات والمستجدات التي تمت بوحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة خلال الـ4 سنوات الماضية، ودورها في التوعية بقضايا المرأة، ونشر ثقافة مناهضة العنف ضد المرأة، وتقديم الدعم القانوني والنفسي للفتيات والسيدات اللاتي تعرضن للعنف داخل الجامعة، وتوفير بيئة تعليمية آمنة للفتاة والمرأة داخل الحرم الجامعي، وذلك في إطار استراتيجية النهوض بالمرأة 2030، والاستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف.
وجاء تصريح الخشت بعد أيام من تداول مقتطفات من كتاب قديم له تحدث فيه عن تأديب المرأة بالضرب، وتعرض الخشت لانتقادات واسعة ودعته رئيسة المجلس القومي للمرأة لإعادة النظر في كتابه، وطالبه آخرون بالاعتذار.
ورد رئيس جامعة القاهرة في بيان سابق، بأن الكتاب قديم أصدره دون العشرين، وأن يد الناشر تدخلت فيه.
وأكد الخشت، أن وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة القاهرة نجحت على مدار الـ4 سنوات الأخيرة في النهوض بدورها والارتقاء بأنشطتها على جميع المستويات، من خلال وضع رؤية ورسالة شاملة تعمل من خلالها، وتهدف لخلق قناة للتعبير والردع، والتوعية بماهية العنف ضد المرأة، ونشر قيم المساواة وتعزيز الوقاية والحماية للمرأة في المجتمع الجامعي، خاصة والمجتمع المصري عامة، والقضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضد المرأة داخل الجامعة، وإزالة الآثار المترتبة عليه سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو نفسية.
وتابع الخشت، أن جامعة القاهرة حريصة على تغيير طريقة التفكير وثقافة المجتمع داخل الجامعة تجاه المرأة، والتوعية بقضاياها وبأن التعليم الجامعي آمن للجميع، من خلال تأسيس مجتمع أكاديمي وعلمي آمن يتسم بالسلمية ويخلو تماما من ممارسة أية صورة من صور العنف أو التمييز ضد منتسبات الجامعة، وتفعيل العقوبات الرادعة إزاء العنف الموجه لهن، وذلك بما يتلاءم مع المشروع الثقافي الذي أطلقته الجامعة في تطوير العقل المصري،و النهوض بالثقافة المجتمعية بشكل عام، والتي تلعب دورًا فعالًا في مساندة المرأة وإدراك حقوقها وحمايتها من جميع أشكال العنف والتمييز ضدها.
وذكرت الجامعة أن الخشت استعرض تقرير وحدة مناهضة العنف ضد المرأة، منها تغيير اسم وخطة عمل الوحدة وتوسيع دائرة عملها لتصبح وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بدلا من وحدة مكافحة التحرش، وذلك انطلاقًا من أن العنف الذي قد تتعرض له المرأة يتضمن أشكالًا عدة، من بينها التحرش، والتهديد، والابتزاز، والتنمر، وتشويه السمعة، كما تم تغيير الهيكل الإداري للوحدة وتعيين أعضاء جدد.
وتابعت: كما استعرض التقرير، 3 محاور رئيسية تعتمد عليها السياسة الجديدة لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة، تتضمن محور التوعية الذي يهدف إلى رفع وعي جميع منتسبي الجامعة بقضايا العنف ضد المرأة وأشكاله وكيفية مجابهته، ومحور الدعم القانوني والنفسي بهدف وضع آلية للشكاوى داخل الجامعة، تتمثل في قيام الفتيات والسيدات اللاتي تعرضن لأحد أشكال العنف والإيذاء النفسي أو الجسدي بتقديم شكوى للوحدة، التي تتولى بدورها التحقيق فيها، وتوقيع عقوبات رادعة على من يثبت تورطه، بالإضافة إلى محور التمكين الذي يستهدف تمكين الفتاة من الدفاع عن نفسها، ومعرفة حقوقها وكيفية الحصول عليها، وتمكين الطالبات من الاستقلال المادي من خلال تنظيم ورش عمل تدريبية لهن على بعض الحرف اليدوية والمشروعات الصغيرة.
وأضاف البيان أن التقرير أظهر مدى نجاح الوحدة في تحقيق هذه المحاور الثلاثة الأساسية لها من خلال عدة أنشطة، من بينها فعاليات أسبوع استقبال الطلاب الجدد بالجامعة والتي تمثلت في عرض أفلام تعريفية بالوحدة، وتوزيع استمارات تطوع واشتراك بالوحدة للطلاب الجدد، وبعض المنشورات التوعوية والتعريفية بمفاهيم العنف وأشكاله وطرق مجابهته وآلية الشكاوى بالوحدة، وتنظيم دورات تدريبية بالاشتراك مع مفوضية الاتحاد الأوروبي والمجلس الثقافي البريطاني، وإطلاق العديد من المسابقات الفنية في إطار موضوع العنف ضد المرأة، وإقامة يوم رياضي للطلاب بملاعب الجامعة، بهدف تنمية مهارات العمل والتعاون المشترك بين الجنسين في روح الفريق، بالإضافة إلى عقد العديد من الندوات بمختلف الكليات حول التوعية بقضايا المرأة، وتنظيم حفل ختام فعاليات الـ16 يوم لمناهضة العنف ضد المرأة، كما مثلت الوحدة جامعة القاهرة في زيارة للمملكة المتحدة لتبادل الخبرات بين الجامعات المصرية والجامعات البريطانية في مجال توفير حرم جامعي آمن للمرأة.
وقال البيان أن التقرير تناول الدور الرائد لوحدة مناهضة العنف ضد المرأة خلال أزمة جائحة فيروس كورونا، من خلال تنظيم العديد من الفعاليات عبر الإنترنت من بينها إطلاق حملة إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بالعنف الإلكتروني، وتنظيم دورات تدريبية ومناظرات إلكترونية للطلاب، بالإضافة إلى التعاون مع جامعة Durham بالمملكة المتحدة في تدريب أفراد الأمن الإداري ومحاميات الوحدة على التحقيق في حالات العنف التي تصاحبها صدمة (Trauma Investigations)، وعقد ندوة عامة باللغتين العربية والإنجليزية للتوعية بمفاهيم العنف ضد المرأة وأشكاله.
كان الخشت، علق على الانتقادات الموجهة لكتابه (المشاكل الزوجية وحلولها في ضوء الكتاب والسنة)، والذي تحدث فيه عن ضربة المرأة، وحل بعض المشاكل الجنسية.
وقال الخشت في بيان سابق: “لفت نظري تداول البعض لبوست على مواقع التواصل الاجتماعي يشير لكتاب قديم لي صدر عام ١٩٨٤ ويحمل عنوان (المشاكل الزوجية وحلولها في ضوء الكتاب والسنة)، وقد لفت هذا المنشور انتباه بعض الكاتبات والقيادات النسائية المحترمات فكتبن يتساءلن عن مدي صحة العبارات المقتطعة من سياقها.
وتابع: “أبدأ بالتأكيد على موقفي الواضح والقاطع في الإيمان بالمساواة التامة بين المرأة والرجل في الحقوق والواجبات في ضوء اجتهادي في فهم الشرع الإسلامي الحنيف، وأعبر عن إيماني الأكيد بسياسة تمكين المرأة المصرية ضمن منظومة عمل المرأة المصرية، والتي عكست نفسها في محيطي المهني من خلال تولي المرأة لأكبر عدد من المناصب القيادية في جامعة القاهرة، بشكل لم يسبق حدوثه في تاريخ الجامعة العريقة”.
وأضاف الخشت: أما بخصوص الكتاب نفسه فاؤكد أنه غير موجود في الأسواق حاليا، وأنه كان في أساسه عبارة عن قراءة في عدد من الكتب التراثية التي تعرضت للحياة الزوجية والعلاقة بين الزوجين، وقد كان ذلك اجتهادا مبكرا مني أقدمت عليه وأنا دون العشرين من العمر، وتقدمت به للناشر الذي أجرى تغييرات في مضمون الكتاب أدت إلي الخلط بين رأي الباحث وبين آراء المصادر التي استند إليها، وهو ما أدى إلي خلاف بيننا نتج عنه عدم طبع الكتاب مرة أخرى”.
وقال رئيس جامعة القاهرة: “للأسف يزايد البعض على مواقفي المناصرة للمرأة التي عبرت عنها عبر العديد من كتبي ومقالاتي أكثر من أربعين عاما، ويحاول ان يثير بعض الشبهات بشأن كتاب مخالف للنص الذي كتبته وأنا دون العشرين عاما، ونشر بعدها عام ١٩٨٤ بعد أن امتدت له يد الناشر تحريرا وزيادة ونقصا، وعندما تم نشر الكتاب عبرت عن استيائي، ورفضت إعادة طبعه”.
وتابع: “جاءت كل كتاباتي بعد ذلك مؤكدة لاتجاهي وتقديري للمرأة، بوصفها أمي وزوجتي وبناتي، اللاتي أحبهن وأقدرهن ولا أسعد في حياتي دون وجودهن فيها نورا ورحمة وضياء. بل أن أي تقدم حققته في الحياة أنا مدين به بعد الله لأمي، ثم لزوجتي، ثم لبناتي”.
وأضاف: “قد أعقبت هذا الكتاب بالعديد من الكتب التي اجتهدت فيها في ايضاح الحقوق التي منحها الإسلام للمراة لعل أبرزها كتاب (نحو تأسيس عصر ديني جديد) فضلا عن عشرات المقالات في صحيفتي الأهرام والوطن أفردتها لمعالجة هذا الموضوع الهام، لقد صدر هذا الكتاب منذ ما يقرب أربعين عاما، وهي فترة كافية جدا للباحث والكاتب لإعادة النظر تجاه قضايا كثيرة وباكتساب مزيد من المعرفة والخبرة عبر ادوات البحث العلمي المختلفة هذا اذا افترضنا ان العبارات المقتطعة من سياقها كانت تعبر بالفعل عن أفكاري وقت صدور الكتاب”.
وتابع: “أطالب كتابنا وأعلامينا ونشاطاتنا ألا يقعن في نفس الخطأ الرهيب الذي كان يقع فيه التكفيريون والمتربصون حين كانوا يقتطعون بعض العبارات من سياقها التاريخي والإبداعي وياخذونها ذريعة لتكفير الكتاب والمفكرين”.
كانت مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة، دعت الخشت، إلى التفكير في كل صفحات كتابه (حلول للمشاكل الزوجية في ضوء الكتاب والسنة والمعارف الحديثة)، وأن يخرج بنسخة جديدة، وأعطى فيه نصائح للأزواج في حالات العجز أو البرود الجنسي.