بالمستندات.. كواليس اللحظات الأخيرة للباحث أيمن هدهود قبل وفاته بمستشفى العباسية.. وأطباء: نرفض سيناريو تقديم كبش فداء (قصة كاملة)

هدهود دخل الاستقبال يوم 13 فبراير والمستندات توضح تسجيل المستشفى لبياناته.. ومخاطبات رسمية: الوفاة 5 مارس وآخر 6 مارس   

استشاري: الأمراض النفسية لا تؤثر في درجة الوعي واضطراب الوعي مرض عضوي لا يستند عليه في تشخيص الأمراض النفسية  

طبيب عظام ناظر هدهود في مستند رسمي: لا أذكر التفاصيل ويمكن الرجوع للملف الطبي الخاص بأيمن هدهود حيث توجد به كافة التفاصيل   

طبيب نفسي: لا بد لتشخيص الفصام الذهاني أن يعاني المريض من ضلالات وهلاوس لمدة لا تقل عن 6 أشهر  

مصدر: رئيس اللجنة المشكلة لفحص هدهود لم يناظره لأنه عند زيارته لقسم الطب الشرعي كان الباحث قد توفاه الله  

كتب: د. أحمد حسين  

أثارت وفاة الباحث الاقتصادي أيمن هدهود بمستشفى العباسية العديد من ردود الفعل الغاضبة وعلامات الاستفهام التي مازالت تبحث عن إجابات حاسمة، وخلال سعينا لمعرفة تفاصيل ماحدث، حصلنا على مستندات ومخاطبات رسمية كشفت كواليس اللحظات الأخيرة في حياة هدهود، والإجراءات التي تمت عقب الوفاة حتى استلام أهله لجثمانه بعد شهر من الوفاة.  

من بين الأوراق الهامة التي حصلنا عليها مستند موقع من الطبيب من الطبيب (ع.أ) مدير وحدة الطب النفسي الشرعي بالمستشفى ومؤرخة في 18 أبريل، ويذكر فيها دخول أيمن هدهود يوم 14 فبراير وكانت أحواله مستقرة في تاريخ 5 مارس قام الممرض النوبتجي بإبلاغ الطبيب(م.ش.) أن أيمن هدهود “مدروخ”، وعليه أمر الطبيب بقياس العلامات الحيوية والسكر ووجد أنها في المعدل الطبيعي.  

ويذكر مدير قسم الطب النفسي الشرعي في إفادته أنه قام بنفسه بمناظرة المريض وكانت علاماته الحيوية مستقرة، وأنه أمر بملاحظة المتهم-أيمن هدهود- بإستمرار، ثم يكمل أن الممرض النوبتجي اتصل به تليفونيًا الساعة 3,30 عصرًا وأبلغه أن المتهم تدهورت حالته الصحية بشكل مفاجيء وعليه قام بالإتصال بالطبيب النائب الإداري.  

ويضيف مدير قسم الشرعي أن الطبيبة المقيمة النوبتجية توجهت إلى القسم وناظرت المريض وتواصلت مع طبيب الباطنة، وتم إعطاءه بعض المحاليل والأمبولات، كما ذكر في الإفادة أن الوفاة حدثت في تمام الساعة الثامنة وعشر دقائق مساء يوم 5 مارس، وأنه تم نقل الجثمان بعد ساعتين من الوفاة وإبلاغ الإدارة رسميًا بالوفاة صباح الأحد 6 مارس.  

أما المخاطبة الثانية فكانت للطبيبة المقيمة النوبتجية يوم الوفاة ومؤرخة في 19 أبريل، وسردت بالتفصيل الأحداث فذكرت أنه أثناء نوبتجيتها قام الطبيب النائب الإداري (أ.ح) لمناظرة حالة أيمن هدهود بناء على طلب مدير قسم الطب النفسي الشرعي (ع.أ) ووجدت أيمن لديه اضطراب في درجة الوعي، حيث أنه لا يستجيب للنداء وفحصت علاماته الحيوية فكانت مستقرة في حدود النسب الطبيعية.  

وأضافت الطبيبة أنها اتصلت تليفونيًا بالطبيب الباطني المسؤول عن النوبتجية (م.أ) نظرًا لعدم وجوده بالمستشفى حينها، وقامت بإبلاغه بالحالة وطلبت تقييمه للمذكور(أيمن هدهود) أو الأمر بنقله لمستشفى عام، وأكملت الطبيبة أن طبيب الباطنة أمر بإعطاء المريض محلول رينجر وتكرار قياس درجة الحرارة ووجدت ارتفاع في درجة حرارته الذي معها تعامل طبيب الباطنة مع الحالة أنها إشتباه كورونا وأمر بإتخاذ إجراءات العزل والوقاية المتبعة وإعطاء أيمن هدهود بروتوكول العلاج لحين إجراء الفحوصات اللازمة لتأكيد التشخيص، وذكرت الطبيبة أنها قامت بكتابة العلاج الموصى به في تذكرة المريض ومتابعة العلامات الحيوية، وتذكر أنه لم يكن هناك تحسن في حالة المريض فاتصلت ثانية بطبيب الباطنة وطلبت منه عرض المريض على طبيب مختص فأمر طبيب الباطنة بإتخاذ إجراءات تحويل المريض إلى مستشفى عام.  

وتذكر الطبيبة في الإفادة أن سيارة الإسعاف تأخرت عن الحضور ما يقرب من ساعة وأثناءها تدهورت حالة أيمن هدهود وحدثت زيادة في معدل التنفس وانخفاض نسبة الأكسجين بالدم فقامت بالإتصال بطبيب الباطنة الذي أمر بإعطاء المريض أمبول لازكس، وعندما وصلت سيارة الإسعاف توفي أيمن هدهود قبل نقله، وتذكر الطبيبة في الإفادة أن أيمن هدهود توفاه الله في حوالي الساعة الثامنة وعشر دقائق مساءً.  

وعن الإفادة الثالثة المختصرة فكانت لطبيب العظام وغير مؤرخة، يذكر فيها الطبيب (ج.ع) عن مناظرته لأيمن هدهود في استقبال مستشفى العباسية يومي 13 و 14 فبراير، بأنه لا يذكر التفاصيل ويشير أنه يمكن الرجوع للملف الطبي الخاص بالمتهم حيث يوجد به كافة التفاصيل.  

عودة للدفاتر الرسمية  

سجل دخول المرضى بقسم الاستقبال والطواريء عن يوم الأحد الموافق 13 فبراير الماضي، يوضح تسجيل بيانات أيمن هدهود تفصيلًا كالآتي: (المتهم أيمن محمد علي، ذكر،48 سنة، مسلم، مصري، رقم بطاقة الرقم القومي، المهنة: بدون، الحالة الإجتماعية: متزوج، العنوان: قسم شرطة قصر النيل، ساعة الوصول: 11,40 ظ،حالة المريض عند الخروج: تحويل عظام، ساعة الخروج: _,1 ، المحطة التالية للمريض: طب شرعي رجال، الدرجة: مجانًا، الملاحظات: متهم ).  

مصدر طبي بالمستشفى قال لنا إن المتبع في حالات الحجز بمستشفى العباسية للصحة النفسية سواء مرضى يتم حجزهم للعلاج أو متهمين يتم حجزهم بقرار من النيابة العامة للفحص، أن يتم مرورهم قبل الحجز بالأقسام الداخلية على قسم الطواريء والاستقبال حيث يناظر المريض هناك طبيب الباطنة وطبيب الجراحة وطبيب العظام.  

وأضاف: في حالة وجود مرض عضوي أو إصابة تستلزم علاج غير متوافر بمستشفى العباسية للصحة النفسية أو فحوصات وإشاعات يتطلب عملها للتأكد من وجود إصابة أو مرض، يتم تأجيل دخول المريض أو المتهم لحين علاج المرض العضوي أو إجراء الفحوصات والاشاعات المطلوبة.  

 وتابع: معنى ما هو مدون بسجل قسم الإستقبال والطواريء يوم الأحد 13 فبراير الماضي أن طبيب العظام اشتبه في إصابة بجسد أيمن وطلب علاجه بمستشفى عام أو طلب إجراء فحوصات وأشعة، ولهذا لم يتم حجز أيمن هدهود في قسم الطب النفسي الشرعي هذا اليوم.   

سجل استقبال 14 فبراير يوضح حجز هدهود رغم اشتباه الإصابة  

يوضح سجل استقبال المرضى بقسم الإستقبال والطواريء يوم 14 فبراير حجز هدهود رغم اشتباه الإصابة، وبالإضافة للبيانات السابقة للباحث نجد أن المستشفى دونت عنوان إقامته بالتفصيل، وأمام خانة التشخيص تم تدوين جملة “تحت الملاحظة” وكانت ساعة الخروج”1,30″، أما الملاحظ في هذا السجل أن بيانات أيمن هدهود تم تدوينها في سجل اليوم مرتين، أولهما في خانات المسلسل رقم 3 ومدون أمامه “تأجيل” ثم دون مرة أخرى في ذيل قائمة نفس سجل اليوم بمسلسل رقم 8 ومدون أمامه رقم الملف، وكانت ساعة الدخول المدونة في المرتين”11,30″، وساعة الخروج من قسم الإستقابل مدونة “1,30”.  

يقول أحد أطباء المستشفى: أن يكون أيمن هدهود حضر يوم الأثنين 14 فبراير اليوم التالي لمناظرة طبيب العظام له وتأجيل دخوله بعد أن قامت الجهة المتحفظة عليه بإجراء توصيات الطبيب سواء بالعرض على مستشفى عام أو بعمل فحوصات، وأن مسؤول قسم الإستقبال قد كتب “تأجيل” أمام بيانات أيمن لحين استدعاء طبيب العظام، تنتفي هذه الاحتمالية أو تضعف أمام تسجيل نفس موعد الوصول في المرتين “11,30”.  

احتمالية حجز أيمن هدهود بأوامر مباشرة من مدير المستشفى متجاوزًا ملاحظات وتوصيات طبيب العظام، لم يؤكدها ولم يستبعدها أحد أطباء قسم الطب النفسي الشرعي الذي قال لنا إن طبيب العظام عند سؤاله أفاد بأنه لا يتذكر تفاصيل تلك الواقعة، وأنه يكتب مناظرته للمريض أو المتهم وتوصياته بالملف الطبي وهو الذي بحوزة النيابة العامة.  

وفاة هدهود 5 مارس وفي مستند آخر 6 مارس والإبلاغ بعد شهر  

خطاب موقع من د.حاتم ناجي حمادة، مدير عام مستشفى الصحة النفسية بالعباسية وبخاتم النسر ومحرر بتاريخ 4 أبريل الماضي، موجه إلى المستشار رئيس مكتب التعاون الدولي ورعاية المسجونين – محرر بالخطاب رئيس مكتب التعاون الدولية ورعاية المسجونين – يؤكد أن أيمن محمد علي هدهود توفي يوم 6/3/2022 وأنه ما زال بثلاجة المستشفى حتى تاريخ تحرير الخطاب، ويحيط المستشار علمًا بأن ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تبريد وليست ثلاجة تجميد، ويشير مدير المستشفى بالخطاب إلى خوفه من تحلل جثة أيمن هدهود.  

بينما خطاب ثان بنفس نص الخطاب الموجه إلى رئيس مكتب التعاون الدولي ورعاية المسجونين وبنفس تاريخ تحريره 4 أبريل الماضي ولكن موجه إلى الدكتور مدير إدارة الطب النفسي الشرعي بالمجلس الإقليمي (1) بالقاهرة.  

في الخطابين يؤكد مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية وفاة أيمن هدهود في 6 مارس الماضي، رغم أن جميع البيانات الرسمية الصادرة من النيابة والمستدلة بمستندات المستشفى تؤكد وفاة أيمن هدهود يوم السبت 5 مارس، الخطابين تم تحريرهما بعد مرور شهر كامل على وفاة هدهود ولا توجد ثمة إشارة في الخطابين على إبلاغ مستشفى العباسية بالوفاة في مكاتبات سابقة، رغم أن بيانات أيمن هدهود معلومة ومدونة بسجلات المستشفى ومن ضمنها عنوان إقامته.  

الأخبار المنشورة عن تفكير المستشفى في دفن الباحث بمدافن الصدقة تطرح تساؤلا من واقع المستندات التي حصلنا عليها، فإذا ما كان بالفعل صدر تصريح بدفن أيمن هدهود في مقابر الصدقة نظرًا لعدم الاستدلال على أهله، فهل توجد لدى إدارة مستشفى العباسية مستندات دالة على الإجراءات التي قاموا بها في محاولات الوصول لأهليته مثل تدوين مكالمة تليفونية أو تلغرافًا أو بريد مسجل لمحل إقامته المسجل أو إخطارًا لقسم الشرطة لإخطار الأهل إداريًا على محل الإقامة المدون ببطاقة أيمن هدهود، وكانت نتيجة تلك المحاولات عدم الاستدلال على أهله؟.  

تدهور حالة أيمن هدهود في الأيام الأخيرة   

خطاب آخر حصلنا عليه موقع من د. حاتم ناجي حمادة، مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، ومحرر في 20 أبريل الماضي، وموجه إلى الدكتور أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية يشير فيه إلى إرفاق طي الخطاب إفادات مكتوبة من طبيبين وطبيبة بالمستشفى عن واقعة وفاة أيمن هدهود كما يشير إلى إرفاق بعض المستندات الخاصة بنفس الموضوع، ويشير الخطاب إلى وجود مذكرة خاصة بالتقرير الخاص بالمتهم أيمن هدهود ومحررة بتاريخ 11 أبريل الماضي، وأنه ورد بالسطر الثامن من هذه المذكرة إفادة بأن أيمن هدهود لم يتناول طعامًا لمدة ثلاثة أيام، ثم أردف مدير المستشفى هذه المعلومة بأنه تبين عدم صحتها بعد سؤال مدير وحدة الطب النفسي الشرعي ورئيس تمريض الوحدة ومراجعة الأوراق.  

استشاري طب نفسي يؤكد عدم دقة المعلومات الطبية ببيان النيابة  

أحد أعضاء اللجان المشكلة لفحص مودعي قسم الطب الشرعي أكد لنا أن هذه اللجان عددها 11 لجنة يتم تشكيلها بمعرفة المجلس القومي للصحة النفسية وتتكون كل لجنة من ثلاثة أطباء أحدهما أستاذ للطب النفسي بكليات الطب الحكومية والأخرين إستشاريين للطب النفسي يتم إختيارهم من الأطباء العاملين بمستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية.  

وأضاف استشاري الطب النفسي الذي فضل عدم ذر اسمه، أن تشكيل اللجان ليس ثابتًا ويتم تغييرها بشكل دوري، وأكد أن هناك العديد من الحالات المحولة للإيداع بقرار من النيابة للفحص في قسم الطب الشرعي يتم رفضها وإعادتها إما لعدم وجود أماكن أو لوجود مرض عضوي يعوق حجزه، وأكد الإستشاري أن من يتخذ قرار الدخول أو الرفض والإرجاء هو مدير إدارة الطب النفسي الشرعي بالمجلس الإقليمي للصحة النفسية، وأكد أن تدخل مدير المستشفى بإعطاء أوامر الحجز المباشر هو مخالف للإجراءات المتبعة، وتعدي على سلطات المجلس الإقليمي للصحة النفسية.  

وبسؤاله عما ورد ببيان النيابة العامة من أقوال اثنين من أعضاء اللجنة المشكلة لفحص أيمن هدهود، واللذين أكدا فيها أن أيمن هدهود كان يعاني من اضطراب الفصام ويعاني من ضلالات إضطهادية وضلالات عظمة‘ وأضافا في أقوالهما التي نشرتها النيابة العامة أن تدهور حالة أيمن هدهود النفسية تؤثر في درجة الوعي وممكن أن تنتهي بالوفاة.  

ويكشف استشاري الطب النفسي أن الأمراض النفسية لا تؤثر في درجة الوعي، وأن اضطراب الوعي قطعيًا ليس من الأعراض النفسية، وإنما هو عرض لأمراض عضوية ولا يتم الاستناد عليه إطلاقًا في تشخيص الأمراض النفسية.  

وأكد استشاري الطب النفسي أنه من المستقر عليه علميًا في الطب النفسي أنه لا بد لتشخيص الفصام الذهاني أن يعاني المريض من ضلالات وهلاوس لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وأن الطبيب النفسي يتأتى له معرفة ذلك إما من خلال متابعته للمريض طول هذه الفترة أو من التاريخ المرضي من أسرة المريض أو من المريض نفسه.  

مصدر آخر بقسم الطب الشرعي بمستشفى العباسية للصحة النفسية قال لنا إن رئيس اللجنة المشكلة لفحص أيمن هدهود، وهو أحد أساتذة الطب النفسي في كلية الطب لم يناظر هدهود ولم يراه لأنه عند زيارته لقسم الطب الشرعي كان أيمن هدهود قد توفاه الله بالفعل.  

طوارئ بالأمانة العامة للصحة النفسية بسبب هدهود   

صباح الأربعاء 20 أبريل الماضي، عقد اجتماع بمقر الأمانة العامة للصحة النفسية الذي يقع داخل مستشفى العباسية للصحة النفسية، دعت إليه د.منن عبد المقصود، أمين عام الأمانة العامة للصحة النفسية، وتم إستدعاء كل من الطبيب الباطني وطبيبة النفسية التي نشر موقع المنصة الرسائل المتداولة بينهما أثناء محاولة إسعاف أيمن هدهود في لحظات عمره الأخيرة لحضور الإجتماع وطُلب منهما إحضار هاتفيهما الذي شمل الواتساب المتضمن محادثتهما أثناء إسعاف أيمن.  

كما استدعى لحضور الاجتماع مدير قسم الطب النفسي الشرعي ورئيس تمريض قسم الطب الشرعي اللذين قامت النيابة بالإستماع إلى أقوالهما يوم الأثنين الموافق 11 أبريل الماضي، وحضر الإجتماع إلى جانب د.منن عبد المقصود وكل من د. حاتم ناجي ود.تامر توفيق زغلول، القائم بأعمال مدير عام الإدارة العامة للطب النفسي التخصصي بأمانة الصحة النفسية، إضافة إلى أحد أعضاء إدارة حقوق المريض بأمانة النفسية وأحد أعضاء إدارة المعامل بالأمانة.  

بعد انتهاء الإجتماع تم تحرير مخاطبة من الأمانة العامة للصحة النفسية موجهة إلى مدير عام مستشفى العباسية وموقعة من د.تامر توفيق زغلول، رئيس لجنة تقصي الحقائق عن وفاة أيمن محمد علي هدهود.  

وفي المخاطبة يُطلب من مدير مستشفى العباسية صور معتمدة طبق الأصل من دفتر أحوال قسم الطب الشرعي الفترة من 1 / 1 / 2022 حتى 6 / 3 /2022 ودفتر الاستقبال من الفترة 1 / 1 /2022 حتى 15 / 2 / 2022، وكذلك من دفتر التحاليل الفترة من 13 / 2 / 2022 حتى 6 / 3 / 2022 وصورة من ملف هدهود، كما تضمنت المخاطبة طلب إفادات معتمدة من كل من د.محمد أصبح محمود، د.عماد إبراهيم، د.مروة زكي وأستاذ محي فاروق راتب رئيس تمريض الطب الشرعي.  

كانت النيابة العامة أصدرت في 18 أبريل الماضي بيانها بإنتهاء التحقيقات في قضية وفاة أيمن هدهود بمستشفى العباسية للصحة النفسية, وأكدت النيابة في بيانها إنتفاء الشبهة الجنائية وخلو أوراق التحقيق من أي شواهد ترجح الإشتباه في وفاة أيمن هدهود جنائيًا وأن الوفاة حدثت نتيجة حالة مرضية مزمنة بالقلب نتج عنها توقف الدورة الدموية والتنفسية مما أدى إلى الوفاة طبقًا لما ورد بتقرير الطب الشرعي، بينما صرحت فاطمة سراج محامية أسرة الباحث أيمن هدهود يوم الأحد 24 أبريل أن النيابة العامة وافقت على التصريح لها باتخاذ إجراءات الإدعاء المدني في القضية رقم 738 لسنة 2022 الخاصة بوفاة هدهود،وأكدت سراج أن بذلك يحق لأسرة هدهود التقدم بطلب للنيابة العامة للتعويض عن الضرر.  

قرار النيابة يعني عدم وجود شبه جنائية في الوفاة، ولكن تصريح النيابة لمحامية أسرة هدهود لإقامة الدعوى بالحق المدني يقود إلى الإشتباه بوجود خطأ طبي، وطبقًا للقوانين المعمول بها تكون عقوبة الحبس والغرامة والتعويض المادي هي الأحكام المتعارف عليها في حالة ثبوت خطأ طبي أدى إلى ضرر مثل القضية المعروفة بإسم “أطباء أطفال قنا” وصدر فيها حكم بالحبس لمدة سنتين إضافة إلى الغرامة المالية ضد 15 طبيب وطبيبة ، أو تسبب الخطأ الطبي في وفاة مثل قضية إستشاري التخدير بسفاجا الصادر ضده حكم بالحبس لمدة سنتين. 

كبش فداء سينتج عشرات أيمن هدهود  

أطباء بالمستشفى والأمانة العامة للصحة النفسية أكدوا أن المراد من التحقيق الداخلي ولجنة تقصي الحقائق هو تقديم كبش فداء لأسرة هدهود أو للنيابة العامة إذا ارتأت أن الإهمال نتج عنه الوفاة ويستدعي المساءلة الجنائية، تختلف التكهنات في أسماء كبوش الفداء، من يؤكد أنها طبيب الباطنة والطبيبة المقيمة وأحد الممرضين، وثان يقول أنهما فقط طبيب الباطنة والطبيبة بينما ثالث يؤكد الإكتفاء بطبيب الباطنة.  

 قوس التكهنات لم يغلق ولكن في هذه الأجواء التي تشهدها مستشفى العباسية للصحة النفسية منذ قرابة الثلاث سنوات، لا أعتقد أنه سيكون من بين التكهنات أن يُساءل مدير المستشفى إذا كان بالفعل أصدر أوامره بحجز أيمن هدهود متخطيًا ومتجاوزًا عن عمد لتوصية طبيب العظام.   

يؤكد أطباء بمستشفى العباسية أن مدير المستشفى ونائبه ورئيس لجنة تقصي الحقائق زملاء عمل منذ قرابة العشرين عامًا وجمعتهم صداقة وحجرات عمل مشتركة، وطالبوا رئيس لجنة تقصي الحقائق بالتنحي عن هذا التكليف درءًا لأية شبهة تحيز.  

وطالب الأطباء بتشكيل لجنة من خارج أمانة الصحة النفسية ومستشفياتها، تضم أعضاء من جهات مختلفة محايدة لا ترأسها وزارات مثل المجلس القومي لحقوق الإنسان ومجلس النواب ونقابة الأطباء ونقابة المحامين وترأسها جهة تفتيش قضائية أو رقابية، تحقق وتتقصى عن الإجراءات التي تمت بمستشفى العباسية للصحة النفسية حيال أيمن هدهود وغيره على مدار عام على الأقل، وأن يصحب قرار تشكيل اللجنة قرارًا بإيقاف مدير المستشفى ونائبه عن العمل حتى لا يؤثرا في سير التحقيقات.  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *