اليوم العالمي لحرية الصحافة| إسراء وشاكر والخطيب.. حكاية 3 صحفيين في القضية 488 أمن دولة (جمعتهم المهنة والزنزانة)

أعمار ضائعة وأحباب غائبون وأسر أعياها الانتظار تحلم بأمل خروج أبنائها للنور عن قريب

كتب- محمود هاشم وحسين حسنين

أعمار ضائعة في غياهب الزنازين، أحباب غائبون، وأسر أعياها الانتظار، ببطء تمر اللحظة تلو الأخرى على المحبوسين، لا يخفف من وطأتها سوى أمل بالخروج للنور عن قريب.

يأتي اليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام مكتسيا بالمرارة على أبناء المهنة وأسرهم، بينما يقبع زملاؤهم في السجون، من بينهم 3 صحفيين هم: إسراء عبد الفتاح وأحمد شاكر ومصطفى الخطيب، في قضية واحدة هي 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، المعروفة بـ”فخ اصطياد المعارضين”.

واللافت أن القضية 488 أمن دولة وبينما مازالت تشمل 3 صحفيين، هناك صحفيين آخرين كانوا على ذمة القضية وقضوا فيها قرابة عام ونصف حبس قبل أن يصدر قرار بإخلاء سبيلهم، وهم الزميل الصحفي خالد داود والمصورة سولافة مجدي وزوجها حسام الصياد، والذين خرجوا قبل أسبوعين من الآن بقرارات من النيابة.

إسراء عبدالفتاح.. بأي ذنب سُجِنَت

قصة إسراء مع الاعتقال بدأت مساء 12 أكتوبر 2019 عندما كانت تقل سيارتها بصحبة صديقها محمد صلاح، عندما استوقفتها سيارة تابعة للأمن وقامت بخطفها من منتصف الشارع واقتيادها لجهة غير معلومة.

ألقت قوات الأمن القبض في البداية على محمد صلاح أثناء وجوده معها، لكن أطلقت سراحه واحتفظوا بإسراء، قبل أن يتم القبض على صلاح والصحفية سولافة مجدي والمصور حسام الصياد، أصدقاء إسراء لاحقا وحبسهم في 26 نوفمبر 2019.

ظهرت إسراء في اليوم التالي بمقر نيابة أمن الدولة العليا بالتجمع الخامس، وعلى جسدها آثار ضرب وتعذيب، حتى اتهمت ضباط بالأمن الوطني في أقوالها بضربها وتعذيبها لسحب الاعترافات ومعرفة الرقم السري الخاص بهاتفها.

وفي أغسطس 2020، وبينما تنتظر إسراء موعد جلسة تجديد حبسها على القضية رقم 488، فوجئت وفوجئ محاميها بالتحقيق معها على ذمة قضية جديدة حملت رقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة، وصدور قرار بحبسها على ذمة القضية، على أن يبدأ الحبس فيها فور إخلاء سبيلها في القضية الأولى رقم 488.

في نهاية أكتوبر الماضي، وبعد مرور حوالي 380 يوما على حبس إسراء، أرسلت شقيقتها شيماء عبد الفتاح، رسالة لها عبر “درب”، ضمن فعاليات حملة “افتكروهم واكتبوا عنهم” للكتابة عن الصحفيين المعتقلين وأوضاعهم وظروف احتجازهم.

في رسالتها أكدت شيماء اشتياقها لشقيقتها، قائلة إن والدتهما لا تجف عيناها عن البكاء ولم تقطع صلواتها ودعائها كل ليلة من أجلها، وتسأل نفسها دائما “لماذا ابنتى؟ هل علمناها أنا وأبيها وساعدناها على التفوق والالتحاق بكلية الألسن لكي يكون آخر المطاف السجن، هل هذا عدل؟”.

تضيف شيماء: “ما زلنا نسأل أنفسنا أنا وأمي وأختي، لماذا وبأي ذنب بأي تهمة، نحن فى صدمة منذ دخولك السجن، كل مرة أذهب لزيارتك أتمنى أن آخذك وأخرج، وأدعو الله أن تكون آخر زيارة داخل هذا المكان اللعين، الذى أشعر فيه كل مرة بضيق صدر غريب إلى أن يتم خروجى منه محملة بغصة ووجع وقهر، ولا أعلم إلى متى سيتكرر هذا المشهد الذى أودعك فيه كل مرة بالبكاء والحزن.

“في زيارة 24 أكتوبر، قلتِ لي “عايزة أعرف أعمل إيه علشان أخرج من هنا؟ عايزة حد يجاوبنى، لو التمن نبطل شغل وصحافة أنا موافقة بس خرجونى من هنا، أنا تعبت”، تواصل شيماء.

وأكدت شقيقة الصحفية إسراء عبد الفتاح أن شقيقتها كانت تتمنى إخلاء السبيل والخروج وقضاء شهر رمضان مع أسرتها خارج السجن، ولكن جرى تجديد حبسها 45 يوما احتياطيا.

وفي جلسة الخامس من أبريل قررت محكمة الجنايات تجديد حبس إسراء عبد الفتاح 45 يوما احتياطيا على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا. وتواجه إسراء اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها.

أحمد شاكر.. أما آن للحزن أن ينتهي؟

“لم أره منذ أكثر من 8 أشهر، ولم يبق لدي سوى فتات العمر”، في يناير الماضي تحدث محمد شاكر، والد الزميل الصحفي المحبوس أحمد شاكر،   عن معاناته من حبس ابنه، بالإضافة إلى عدم رؤيته منذ أشهر.

مر ما يقارب عام ونصف على حبس شاكر، ويقول والده: “أما آن للحلم أن يتحقق وتزهر حدائقنا بالياسمين وتحلق فراشات الربيع، ويرحل الحزن الذي مل منا”.

وأضاف شاكر: “قاربت شمس العمر من الغروب، وطال الانتظار في البحث عن قلوب نختبئ فيها، ولكن هيهات، سرنا نبتسم بأسى حين أذكر حالي وولدي بعيدا عني”، وتابع:  “لم يبق لدى سوى فتات العمر مغموراً في الحزن والحيرة، ايمكن أن يكون للحلم فجراً آت؟ ثقتي بربي لا حدود لها”.

كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على الصحفي أحمد شاكر من منزله بمدينة طوخ بالقليوبية، فجر الخميس 28 نوفمبر 2019، وظهر في النيابة بتاريخ 30 نوفمبر، بعد يومين من القبض التعسفي عليه واقتياده لجهة غير معلومة.

مصطفى الخطيب.. صحفي متهم بالإرهاب

ألقت قوات الأمن القبض على مصطفى الخطيب، مراسل وكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، مساء 12 أكتوبر 2019، وبعد يومين ظهر في نيابة أمن الدولة، التي قررت حبسه 15 يوماً على ذمة القضية 488 لسنة 2019.

وعن تفاصيل القبض عليه، قالت زوجته إيمان محمد، إن قوة أمنية داهمت منزلهما، وألقت القبض عليه، وصادرت الموبايل والكمبيوتر الخاصين، به قبل أن تصطحبه لمكان غير معلوم، إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة.

وجهت له النيابة اتهامات بمشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر أخبار كاذبة.

قبل القبض عليه، نشر الخطيب في وكالة “أسوشييتد برس” خبراً عن مغادرة طلاب من جامعة إدنبره البريطانية، مصر، بعدما إنهائهم فترة التبادل الجامعي الخاصة بهم مع الجامعة الأمريكية في القاهرة، في منتصف المدة، عقب تعرض طالبين للإيقاف من أجهزة الأمن المصرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *