النجار: إثيوبيا تفرض الأمر الواقع باستكمال الملء الثالث للسد دون الالتفات لمصر والسودان.. ولا يفكر أحد في الخروج من اتفاق 2015
ستبدأ الأفكار المخبولة عن نقل مياه نهر الكونغو لمصر تعلو لإلهاء الرأي العام عن ضياع سيطرتنا على مياهنا
مطلبنا التدفق الحر لمياه الروافد الإثيوبية لنهر النيل وفقا لكل الاتفاقيات السابقة وعلى رأسها اتفاق عام 1902
كتبت- ليلى فريد
قال الكاتب الصحفي، أحمد النجار، رئيس مجلس إدارة الأهرام، الأسبق، إن إثيوبيا تفرض الأمر الواقع باستكمال الملء الثالث دون الالتفات لمصر والسودان، ودون أي اعتبار لدبلوماسية القسم العجيبة.
وتابعت في تدوينة له: ستبدأ الأفكار المخبولة عن نقل مياه نهر الكونغو لمصر تعلو لإلهاء الرأي العام عن ضياع سيطرتنا على مياهنا، ولا يفكر أحد في الخروج من اتفاق عام 2015 الذي خالفته إثيوبيا وهو أردأ اتفاق يخص نهر النيل ويؤسس لحقوق إثيوبية في مياهه خلافا للحقوق التاريخية ولكل الاتفاقيات السابقة.
واختتم: التدفق الحر لمياه الروافد الإثيوبية لنهر النيل وفقا لكل الاتفاقيات السابقة وعلى رأسها اتفاق عام 1902 هو مطلبنا، وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.
وفي وقت سابق أعلنت إثيوبيا رسميا اكتمال الملء الثالث لسد النهضة الذي تقيمه على النيل الأزرق، اليوم الجمعة، وتخزين 22 مليار متر مكعب من المياه.
ونشرت هيئة البث الإثيوبية صورا للمياه تعبر الممر الأوسط للسد مؤكدة اكتمال عملية الملء الثالث. ومن المفترض أن يصل عدد التوربينات، بانتهاء أعمال بناء السد، إلى 13 توربينا، ستعمل معا لتوليد خمسة آلاف و150 ميغاوات من الكهرباء، وفقا للهيئة الإثيوبية.
ودعا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد كلا من مصر والسودان إلى مواصلة المفاوضات، مشيرًا إلى أن بلاده “تقوم ببناء السد لتوليد الطاقة بحيث تتمكن البلاد من إخراج شعبها من الظلام”.
وقال رئيس الوزراء الإثيوبي إن “أيّ رأي بخلاف ذلك لن يوقف ما بدأناه، وسيكون جهدا ضائعا”، مؤكدا على أن الملء الثالث لم يتسبب في أي نقص بحصة دولتَي المصب من المياه.
وأضاف أبي أحمد أن بلاده خزنت ٢٢ مليار متر مكعب في خزان سد النهضة دون إضرار، أو توقف المياه إلى دولتَي مصب النهر – مصر والسودان.
ونقل التليفزيون الرسمي الإثيوبي صورا لرئيس الوزراء أبي أحمد وهو يعلن إتمام الملء الثالث قائلا: “مقارنة بالعام الماضي، وصلنا إلى 600 متر، بنحو 25 مترا أعلى من الملء السابق”.
وأضاف أبي أحمد: “النيل هبة أعطاها الرب لنا نحن الإثيوبيين لكي نستفيد منها”.
وتقدمت مصر الشهر الماضي بمذكرة احتجاج على الإجراءات الأحادية الإثيوبية لمجلس الأمن، مطالبة بتنفيذ البيان الرئاسي الأخير للمجلس حول السد مثار الخلاف بين مصر وإثيوبيا والسودان.
وتعتقد القاهرة أن السد سيؤثر على حصتها من مياه نهر النيل، مما يهدد أمنها القومي، غير أن إثيوبيا ترى أن سد النهضة سيساهم في عملية التنمية في البلاد، وتقول إنها تمارس ما تصفه بحقها المشروع للاستفادة من نهر النيل.
وكانت مصر قد أعلنت تلقيها رسالة من إثيوبيا، يوم 26 يوليو الماضي، تفيد باستمرار أديس أبابا في ملء خزان سد النهضة خلال موسم الفيضان الجاري، وهو الملء الثالث الذي تنفذه إثيوبيا من دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان بشأن السد.
وتعتمد مصر على مياه النيل بنسبة 97 في المئة في أمور الري ومياه الشرب.
ويعدّ سد النهضة هو الأضخم في أفريقيا، بطاقة استيعاب تصل إلى 74 مليار متر مكعب من المياه. ووفقا لمدير مشروع السد الإثيوبي، تم إنجاز نسبة 95 في المئة من الأعمال الهندسية، بينما أُنجزت نسبة تزيد على 83 في المئة من إجمالي المشروع.
وبدأت إثيوبيا عملية ملء خزان السد الإثيوبي في عام 2020، وكانت إثيوبيا قد بدأت في استخدام التوربين الأول لتوليد الطاقة من السد، قبل ستة أشهر.