القصة الكاملة لـ«سيدة البلكونة»: كاميرا تلاحق سائحة في شقتها وفنانون وإعلاميون وكتاب يتضامنون.. ونائبة تُطالب بمعاقبة من صورها

السائحة بعد إخلاء سبيلها: لم أكن أدري أن ظهوري سيثير حفيظة جيراني وتصرفي طبيعي في بلادي ويخضع للحرية الشخصية

داليا السعدني: الفتاة كانت في بلكونتها متحصنة بستر المسافات التي لا تقل عن 400 متر ومن صورها عمل زووم من مسافة بعيدة

إبراهيم عيسي: الإخوان نجحت في التأثير على عقول البعض.. والتلصص على السيدات وانتهاك الخصوصيات استمرار لنهج البنا والسلفيين

خالد منتصر: ليه محدش سأل صاحبة البلاغ هل كان لها حق في تصوير تلك السيدة ونشر صورها في مواقع التواصل الاجتماعي؟

مراد مكرم: اللي نشر الفجور اللي خرجت البلكونة بملابسها الداخلية لأن ده عادي عندهم وما شافهاش ٣ أفراد ولا اللي خلى الملايين يشوفوها؟

كتب: عبد الرحمن بدر

شغلت واقعة سيدة البلكونة مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، وسط مطالبات بمعاقبة من صورها ونشر صورها على الملأ من داخل مسكنها، وأعلن فنانون وكتاب ومثقفون تضامنهم معها، مطالبين باحترام الحرية الشخصية للأفراد.

بدورها قررت جهات التحقيق المتخصصة إخلاء سبيل سيدة تحمل جنسية إحدى الدول الأجنبية، بعد تم استدعائها لقسم الشرطة بعد بلاغ لشرطة النجدة من جيرانها بكمبوند بالتجمع الأول من تضررهم إثر ظهورها عدة مرات عارية في “بلكونة” الشقة التي تقيم بها.

وبعد سؤال السيدة بشأن البلاغ المقدم ضدها أكدت قدومها إلى مصر منذ فترة وجيزة، ولم تكن على دراية بالقوانين التي تجرم ذلك، ولا أن ظهورها بهذا الشكل سيثير حفيظة جيرانها ضدها، وأن هذا التصرف ببلادها شئ طبيعي ويخضع للحرية الشخصية، وأنها كانت تقوم بتصوير لايف عبر هاتفها الشخصي ولم تنتبه لوجود أحد يقوم بتصويرها.

وقام مقدمو البلاغ بالتصالح مع السيدة الأجنبية مع تفهم موقفها، وتم صرفها من ديوان قسم شرطة التجمع الأول.

وتلقت أجهزة الأمن بالقاهرة، بلاغ ضد إحدى السيدات بعد ظهورها بملابسها الداخلية في بلكونة شقة بمنطقة التجمع الأول.

وانتقلت قوة أمنية لمكان البلاغ وتم التحفظ على السيدة، وسماع أقوالها إلى أن تم تحرير محضر تصالح بينها وبين مقدمو البلاغ وصرفها من ديوان قسم شرطة التجمع الأول بعد اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.

وفي تعليقه على الواقعة أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن الدولة المصرية منذ عام 2014 وحتى الآن تقود معركة شرسة ضد تنظيم وجماعة الإخوان من خلال حرب ارهاب، ويقوم الإخوان بعدوان بكل الطرق بلا ضمير ولا عقل ولا وطنية، قائلا: “الإخوان جماعة غير وطنية وأي اخواني يقول انهم يؤمنون بالأوطان يبقى كذاب”.

وأضاف الإعلامي عيسى، خلال تعليق ببرنامج “حديث القاهرة” على قناة القاهرة والناس، أن كل وثائق وبيعة الإخوان تؤمن بعدم وجود الوطن ولا يوجد لها ولاء للوطن ولا حتى ولاء للإسلام ولكن الولاء للجماعة فقط لأن الجماعة بالنسبة لها هي الإسلام.

وتابع مقدم برنامج “حديث القاهرة”: “وعن تأثير الإخوان فى مصر خاصة على العقل المصري وجماعة الإخوان نجحت في التأثير على عقول بعض المصريين بدليل واقعة سيدة البلكونة والتعامل معها”، موضحا أن التلصص على السيدات وانتهاك الخصوصيات استمرار لنهج حسن البنا والسلفيين.

وفي سياق متصل قال الكاتب الدكتور خالد منتصر، في مداخلة هاتفية مع برنامج “الحكاية”، المُذاع عبر فضائية “mbc مصر”: “أي دولة تعتمد على السياحة لا بد أن نستقبل مثل تلك التصرفات بتسامح ورحابة صدر، وكان لازم حد من شرطة السياحة يتوجه لموقع البلاغ وينهي الواقعة بشيء من اللباقة وفي هدوء”.

وتابع منتصر: “السيدة الأرجنتينة كانت في شقتها الخاصة ومش في أوتيل”، متسائلًا: “ليه محدش سأل صاحبة البلاغ هل كان لها حق في تصوير تلك السيدة، ونشر صورها في مواقع التواصل الاجتماعي؟، وهل إذاعة الواقعة على الفيس بوك تصرف أخلاقي؟”.

وأضاف خالد منتصر: “يا نبقى مجتمع سياحي يا نفضها سيرة، إحنا عملنا مواكب المومياوات وطريق الكباش والقيادة السياسية مهتمة بالسياحة وتنشيطها، ولكن على أرض الواقع لدينا سلوكيات منافية لتلك التوجهات، ومثل تلك التصرفات قد تدفع بتراجع السياحة في مصر واختيار السائحين لوجهات أخرى غير مصر”.

وقال الكاتب: “لازم نقلل الحشرية شوية، اللي قدمت البلاغ وصورت الواقعة كانت مصرة إنها تصور السيدة الأجنبية دون احترام لخصوصيتها”، متابعًا: “هل السيدة قامت بأي إشارات جنسية خلال الفيديو المسرب لها؟، لازم نقدم اعتذار للسيدة الأجنبية عما بدر من تشهير بها”.

وتساءل الدكتور خالد منتصر: “انتفاضة عندنا بسبب تعري سيدة أجنبية في شقتها، طب ليه مخدش الحياء عندنا تعرية سيدة مسنة في الصعيد لأسباب عقائدية.

من جهتها قالت النائبة داليا السعدنى، عضوة لجنة الثقافة والإعلام بمجلس النواب، إنها تلقت فيديو سيدة التجمع الخامس بكل استياء، وقالت في بيان لها السبت: “الواقعة تعود بنا إلى أحداث مشابهة كان بطلها ضحية سواء كان ضحية عنف أو ضحية لانتهاك خصوصيته، من قبل أشخاص يقومون بتصوير ونشر فيديوهات لهم دون تصريح منهم بذلك”.

وتابعت داليا أن الحرية الشخصية حق طبيعى وهى مصانة لا تمس، حسب الدستور، وأن انتهاكها جريمة يعاقب عليها القانون، ولم يكتف الدستور بالمادة 54 فقط للحث على صون الحرية الشخصية بل أشار في المواد 57 و58 و59 وغيرها إلى تأكيد حماية الحرية الشخصية للفرد، وعلى أن كل اعتداء على الحرية الشخصية وغيرها من الحقوق والحريات العامة جريمة لا تسقط الدعوى الجنائية الناشئة عنها بالتقادم، ورغم ذلك نسمع هنا وهناك خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعى عن جرائم عنوانها انتهاك صارخ للخصوصية.

وأضافت أن فتاة التجمع الخامس، كانت في البلكونة الخاصة بها، متحصنة بستر المسافات، التي لا تقل عن 400 متر وفى دور عالى، لكن من قام بتصويرها، قام بعمل زووم تلسكوبى من مسافة بعيده. وأيضا قام بنشره، وهو جريمة يعاقب عليها القانون في المادة 25 من قانون 175 لسنة 2018، الخاص بمكافحة جرائم تنقية المعلومات، حيث أصبح الهدف من تصوير الفيديوهات هو التسابق لنشر الفيديوهات الغريبة، لاعتلاء الترند، وتحقيق مكاسب على السوشيال ميديا، ويعتبر هذه الأفعال منافيه وغريبة على مجتمعنا وشعبنا المعروف عنه الشهامة واحترام الآخرين وحرياتهم، مشيرة إلى ان ظاهرة النهم على التريندات وشهرة التواصل الاجتماعي ما هي إلا افه عالمية ووسيلة جديدة لارتكاب عدة جرائم ولذلك تتصدي له كافة دول العالم بصرامة شديدة.

وطالبت داليا السعدنى بمعاقبة من قام بتصوير ونشر فيديو سيدة التجمع، طبقا للقانون، ليكون تحرك رادعا من الدولة لكل من تسول له نفسه اقتحام خصوصية الآخرين والتلصص عليهم .

وفي ذات السياق علق الفنان مراد مكرم على الواقعة، وكتب مراد مكرم في صفحته على (فيس بوك): سؤال بس يا جماعة، هو مين اللي نشر الفجور؟ البنت اللي خرجت البلكونه بملابسها الداخلية، لأن ده عادي عندهم، وما شافهاش ٣ أفراد على بعض، ولا اللي صور وعمل زوم ونشر وخلي الملايين يشوفوها؟.