الفرار من طالبان| أول طائرة إجلاء فرنسية من كابول تهبط في أبوظبي.. وألمانيا تُجلي 7 أشخاص فقط
عودة الرحلات العسكرية للإقلاع من مطار كابول.. وسفير كوريا الجنوبية: تلقينا رسالة عاجلة من دولة صديقة بضرورة الإجلاء من أفغانستان
أعلنت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورنس بارلي، يوم الثلاثاء، أن أول طائرة عسكرية فرنسية تقل أناسا تم إجلاؤهم من أفغانستان، هبطت ليلا في أبوظبي، بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأكدت الوزيرة الفرنسية أن بلادها تعمل على تسيير المزيد من الرحلات الجوية من أفغانستان.
واستؤنفت الرحلات الجوية العسكرية لإجلاء الدبلوماسيين والمدنيين في وقت مبكر يوم الثلاثاء بعد إخلاء المدرج في مطار كابل من آلاف الأشخاص الذين كانوا يائسين من الفرار بعد سيطرة حركة طالبان (المحظورة، والمدرجة على قائمة التنظيمات الإرهابية في روسيا)، على العاصمة.
وأفادت وزارة الخارجية الألمانية بأن الطائرة التابعة للقوات الجوية الألمانية التي تمكنت الليلة الماضية من الهبوط بعد عدة محاولات في مطار كابل، أقلعت وعلى متنها 7 أشخاص فقط.
وجاء في بيان صدر عن الخارجية الألمانية، الثلاثاء: «يمكننا التأكيد أنه تم في الليل إجلاء 7 أشخاص من كابل».
وأضاف البيان: «بسبب الفوضى والمناوشات المنتظمة عند نقاط التفتيش وفي ظروف غياب حماية الجيش الألماني لم نتمكن من ضمان دخول المواطنين الألمان الآخرين والشخصيات الأخرى الذين كانت أسماؤهم ضمن قوائم الإجلاء، إلى المطار».
ووفقا لوكالة رويترز، أعلن مسؤول أمني غربي عن عودة الرحلات الجوية العسكرية للإقلاع من مطار كابل، صباح اليوم الثلاثاء.
ونقلت «رويترز» عن المسؤول أن مدرج المطار الذي كان يجتاحه، يوم الاثنين، آلاف الراغبين بالفرار من العاصمة الأفغانية، بات خاليا من الحشود حيث عاد كثير من المدنيين إلى بيوتهم.
وكانت القوات الأمريكية التي تشرف على المطار، قد أوقفت الاثنين رحلات الإجلاء بسبب الفوضى وتجمع آلاف الأفغان على مدرج المطار.
من ناحية أخرى، قال مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية، مساء الاثنين، إن الإجلاء العاجل لموظفي سفارة البلاد في أفغانستان الأحد الماضي تم بمساعدة الدول الصديقة، بما فيها الولايات المتحدة.
جاء قرار الإجلاء خلال اجتماع افتراضي طارئ الأحد الماضي، حيث ناقش وزير الخارجية جيونغ إوي -يونغ والسفير لدى أفغانستان تشوي تاي-هو ومسؤولون آخرون الظروف الأمنية في هذه الدولة وسلامة الدبلوماسيين.
وتلقى تشوي خلال الاجتماع رسالة من دولة صديقة تؤكد على ضرورة الإسراع إلى المطار في العاصمة الأفغانية كابل للإجلاء.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته: «كانت الرسالة تتعلق بضرورة انتقال الموظفين الدبلوماسيين إلى مطار كابل والحاجة إلى مغادرة البلاد».
وأضاف: «بعد أن بحث الوزير والسفير الرسالة قررا سحب كل ما يمكن سحبه».
ولم يكشف المسؤول عن الدولة التي أرسلت تلك الرسالة، لكن ربما تكون الولايات المتحدة أو منظمة حلف الناتو.
وذكرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، الثلاثاء، أن آخر مواطن كوري جنوبي و3 مسؤولين دبلوماسيين كوريين غادروا أفغانستان.
وذكرت الوزارة أن الطائرة التي تقل 4 كوريين جنوبيين، غادرت مطار كابل التاسعة صباح اليوم (بتوقيت كوريا)، ومن المتوقع أن تهبط في دولة ثالثة في الشرق الأوسط.
وأغلقت كوريا الجنوبية مؤقتا سفارتها في أفغانستان وأجلت معظم موظفيها الدبلوماسيين إلى دولة ثالثة في الشرق الأوسط وسط تقدم حركة طالبان.
يذكر أن الرئيس الأفغاني أشرف غني، فر من البلاد يوم الأحد مع دخول المسلحين المدينة قائلا إنه آثر تجنب سفك الدماء، في حين تكدس مئات الأفغان في مطار كابول أملا في مغادرة البلاد.
وقال محمد نعيم المتحدث بِاسم المكتب السياسي لحركة طالبان في تصريح لتلفزيون الجزيرة «هذا يوم عظيم للشعب الأفغاني وللمجاهدين، لقد شهدوا ثمار جهودهم وتضحياتهم على مدار 20 عاما، الحمد لله الحرب انتهت في البلاد».
واحتاجت طالبان ما يزيد قليلا عن أسبوع للسيطرة على البلاد في حملة خاطفة انتهت في كابول بينما اختفت القوات الأفغانية التي أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات لتدريبها وتسليحها على مدار سنوات.
وبثت قناة الجزيرة مقطع فيديو قالت إنه لزعماء من طالبان داخل القصر الرئاسي ومعهم عشرات المسلحين.
وقال نعيم إن شكل النظام الجديد في أفغانستان سيتضح قريبا مضيفا أن الحركة لا ترغب في العيش في عزلة ودعا إلى علاقات سلمية مع المجتمع الدولي.
وأضاف: «لقد وصلنا إلى ما كنا نسعى إليه وهو حرية بلادنا واستقلال شعبنا، لن نسمح لأحد باستخدام أراضينا لاستهداف أي جهة ولا نرغب في الإضرار بالآخرين».
ونقلت «رويترز» عن قائد في الحركة قوله إن المسلحين يعيدون تنظيم صفوفهم من مختلف الأقاليم مضيفا أن طالبان لن تشكل هيكلا جديدا للحكم إلا بعد رحيل القوات الأجنبية.
وأضاف مسؤول طالبان الذي طلب عدم نشر اسمه أنه صدرت تعليمات لمقاتلي الحركة في كابول بعدم ترهيب المدنيين والسماح لهم باستئناف أنشطتهم العادية.
وتابع عبر تطبيق واتساب: «الحياة الطبيعية ستستمر بطريقة أفضل كثيرا وهذا كل ما استطيع أن أقوله الآن».