الخبير التعلمي كمال مغيث عن أزمات الثانوية: أسوأ شهادة في تاريخ البلاد هذا العام.. نعيش كارثة وعبث وضياع لكل القيم التربوية المحترمة
العام القادم لن يكون لدينا مدارس ولا تعليم ولا طلاب علم وإنما باحثين عن النجاح والتفوق بأى وسيلة.. هل يمر ما حدث مرور الكرام؟
تسريب ومدارس للمحظوظين في مختلف الأنحاء.. وشهادات طلاب وأولياء أمور بتسلم الامتحان والإجابة النموذجية نظير مبالغ مالية
كتبت: ليلى فريد
انتقد كمال مغيث، الخبير التعليمي، ما حدث في امتحانات الثانوية العامة مؤخرًا، وتحدث عن السلبيات الكثيرة التي وقعت.
وقال مغيث، اليوم الثلاثاء، إن مايعلن من تفوق بعض الفشلة، وفشل بعض المتفوقين. وتقدم الآلاف من الطلاب وأولياء أمورهم بطلبات اعادة تصحيح أوراقهم يؤكد مانحياة من كارثة وعبث وضياع لكل القيم التربوية المحترمة.
ووصف ماحدث هذا العام بأنه أسوأ شهادة ثانوية في تاريخ البلاد، متسائلا: هل تمر مرور الكرام؟.
وتابع: هذا كله سيعنى أن العام القادم لن يكون لدينا مدارس ولا تعليم ولا طلاب علم، وإنما باحثين عن النجاح والتفوق بأى وسيلة، فإلى مدى تظل الدولة بودن من طين وودن من عجين.
وأضاف: نظام جديد بابل شيت واختيار من متعدد وتصحيح إليكتروني لم يتدرب عليه الطلاب ولا المعلمين ولم يكن أساس التدريس في العام الدراسي.
وواصل: مدارس للمحظوظين فى مختلف انحاء البلاد يتجاوز مجموع طلابها جميعا التسعين فى المائة، مناطق تسرب إليها الامتحان بالطرق الإليكترونية، شهادة بعد الطلاب وأولياء الأمور بأنهم استلموا الامتحان والإجابة النموذجية ليلة الامتحان نظير مبالغ مالية.
وقال مغيث: فى زمن محمد على سنة ١٨٣٧ أنشأت المدرسة التجهيزية لتعد الطلاب بالتكوين العلمى اللازم لابتعاثهم إلى أوربا لاستكمال الدراسة العالية والتخصصية، ولذلك احتوت مقررات تلك المدرسة على مختلف العلوم: آداب وتاريخ وجغرافيا ورياضيات وهندسة ولغات حية وعلوم وغيرها، ومن خريجى هذه المدرسة سواء من نجحوا فى مواصلة تعليمهم وابتعاثهم فى بعثات خارجية، أو من توقفوا عند الحصول على شهادتها فعلوا فى دواوين الحكومة وإداراتها ومؤسساتها، من هؤلاء جميعا تشكلت فئة الأفندية والمثقفين، التى غيرت تاريخ مصر ومنحتها شكلها الحديث فى السياسة والصحافة والأدب والعمارة والفنون والموسيقى وغيرها، واعتبرت من وقتها أهم حدث تعليمى ووطنى فى مصر، ولذلك حرصت الدولة على أن تشمله امتحانها برعايتها وتضمن له الحيدة والنزاهة والموضوعية
وتابع: وفي زمن الخديوي توفيق (١٨٧٩-١٨٩٢) كان الامتحان الشفوى للشهادة التجهيزية يعقد بحضور الخديوى ومجلس النظار والنواب والأعيان، وتعزف الموسيقى الخديوية مع نجاح كل طالب يعلن اسمه ويمنحه الخديو مكافأة مالية.
وأضاف: تغيرت بالتجهيزية الظروف والأحوال فاختلفت سنوات دراستها بين أربع وخمس سنوات، وتغيرت مراحلها ومسميات شهادتها بين الكفاءة والبكالوريا والثقافة والتوجيهية حتى استقر الثانوية العامة بعد ثورة يوليو، ورغم هذه التغيرات ظلت الثانوية اهم الشهادات والمحك الرئيسي لجدية الدولة فى رعاية نظام تعليمى كفء وعادل، وفى سنة ١٩٥٩، أشيع أن امتحان الكيمياء قد تسرب فى بعض المناطق، فلما تيقنت الدولة من ذلك. فإنها قد قررت إعادة الامتحان كله لقسمى الأدبى والعلمى وفى جميع المواد.
واختتم: بعد حرب ١٩٦٧، ولما اذاعت اسرائيل فى إذاعتها العربية بعض الامتحانات. فإن الدولة قد اعادت الامتحان فى تلك المواد بعد أن ضمنت سريته، واليوم فإننا لا نلاحظ امتحانا ولا شبه امتحان ولا أي شئ يمت للامتحان بصلة.
وفي وقت سابق قالت وزارة التربية والتعليم إنها رصدت إنها رصدت منشورات متنوعة على مواقع السوشيال ميديا لمدارس في محافظات الصعيد بأسماء عائلات معروفة وأبنائها في الثانوية العامة ونتائجهم.
وذكرت في بيان لها، أنها تقوم بالتحقق من دقة المعلومات المنشورة وخلفياتها، وقد تم تشكيل لجنة قانونية للتحقيق في هذه الادعاءات وغيرها وفي سير نظام الامتحانات في هذه اللجان، وسوف تتخذ الوزارة الإجراءات القانونية الرادعة في حال ثبوت مخالفات للقانون من أي عنصر في المنظومة التعليمية أو من مروجي معلومات مغرضة.
كان الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أعلن نتيجة الثانوية العامة للعام الدراسي 2021-2022، وأكد أن نسبة النجاح العامة لدفعة الثانوية العامة المصرية 2021-2022، هي 75.04% بالإضافة إلى أن نسبة النجاح في الشعبة العلمية علوم 78.32% وفي الشعبة العلمية رياضيات 81.10% وفي الشعبة الأدبية 68.38%.
وأعلنت الوزارة ضوابط وإجراءات تظلمات الثانوية العامة 2022. وتتم أعمال التقدم بالطلبات وتحديد المواد ومواعيد الاطلاع إلكترونيا. ويتم تحصيل رسوم اطلاع الطلاب المتضررين من نتائجهم 300 جنيه لكل مادة.
وتودع الرسوم لحساب صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية إلكترونيا من خلال منافذ التحصيل المعتمدة لدى وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني. وبعد قبول طلبات التظلم يحضر الطالب بمفرده لمقر التقدير المركزي أو مع ولي امره ويمنع اصطحاب مدرس المادة. ويلتزم الطالب بالحضور في الموعد المحدد للاطلاع ومن يتخلف ليس له الحق في التقدم بتظلم مرة أخرى. ويتم تقديم صورة ضوئية واضحة من بطاقة الرقم القومى للطالب وولي أمره.
ويتم الاطلاع على صورة البابل شيت بالإضافة إلى نموذج الإجابة. ويقوم الطالب بمراجعة تظليل الإجابات الخاصة به وكتابة الملاحظات والتوقيع بنفسه عليه، وفي حالة تعديل درجات الطالب يتم إخطار الطالب بنتيجة التظلم واسترداد الرسوم إلكترونيا.
ويتم تجميع الدرجات طبقا لتوزيع الدرجات على نموذج الإجابة ويدون الطالب ملاحظاته بالمكان المخصص لذلك بنموذج الملاحظات، وتعتمد مذكرات الزيادة من خلال وزير التربية والتعليم أو نائب رئيس عام الامتحان لتنظيم أعمال لجان الإدارة ولجان النظام والمراقبة.